الغفوة الصباحية بين الراحة الوهمية وتشويش دورة النوم.. ماذا يقول العلم؟

يضغط الكثيرون على زر الغفوة في منبههم بعد الاستيقاظ، أملاً في الحصول على بضع دقائق إضافية من النوم قبل النهوض. ولكن هل تُسهم هذه الدقائق فعلاً في راحة حقيقية؟ أم أنها تُؤثر سلباً على جودة النوم وبداية اليوم؟
ويقدم تقرير حديث نشرته شبكة CNN آراء الأطباء وخبراء النوم حول هذه العادة وتأثيرها على الصحة والنشاط اليومي.
القيلولة قد تسبب ضررًا أكثر من نفعها.
يقول خبراء النوم إن الاستخدام المتكرر لزر الغفوة قد يسبب ضرراً أكثر من نفعه لأنه يقاطع مراحل النوم المهمة مثل النوم العميق ونوم حركة العين السريعة، وهي مراحل ضرورية للتركيز وتحسين الحالة المزاجية والذاكرة.
توصلت دراسة حديثة استندت إلى بيانات من تطبيق لتتبع النوم إلى أن الأشخاص الذين يضغطون على زر الغفوة ينامون لمدة 11 دقيقة إضافية فقط بعد انطلاق المنبه لأول مرة – في الغالب دقائق من النوم الخفيف والمضطرب الذي لا يوفر للجسم ولا للدماغ أي راحة حقيقية.
تُظهر الدراسة أن هذه الدقائق تتراكم، وأن من ينامون يوميًا يفقدون ما بين خمس إلى ست ساعات من النوم العميق شهريًا، أي ما يعادل فقدان ليلة نوم كاملة. وهذا يؤثر سلبًا على التركيز والطاقة والمزاج خلال النهار.
ماذا يحدث في الدماغ أثناء النوم؟
أثناء النوم، يمر الدماغ بمراحل عديدة، أهمها مرحلة حركة العين السريعة (REM)، المرتبطة بالذاكرة والتركيز. يقول الخبراء إن العودة إلى النوم بعد القيلولة تمنع الوصول إلى هذه المرحلة مجددًا، مما يجعل النوم الإضافي عديم الفائدة.
هل القيلولة مناسبة لبعض الأشخاص؟
من ناحية أخرى، يعتقد بعض المتخصصين في طب النوم أن القيلولة قد تكون مفيدة لبعض الأشخاص، وخاصة أولئك الذين لديهم نمط حياة ليلي ويجدون صعوبة في الاستيقاظ مبكرا.
في هذه الحالات، يمكن أن يساهم النوم الخفيف بعد القيلولة في الانتقال التدريجي من النوم العميق إلى اليقظة، بدلاً من الاستيقاظ المفاجئ الذي يسبب الدوخة أو التعب.
مع ذلك، يؤكد الأطباء أن القيلولة لا تعوّض عن قلة النوم ليلًا، بل تُخفف فقط من صدمة الاستيقاظ. لذلك، لا يجب الاعتماد عليها لتشعر بالنشاط يوميًا.
النوم المنتظم هو الحل الأمثل.
يتفق الخبراء على أن النوم المنتظم أساس بداية يوم نشيط. يحتاج البالغون إلى ما بين 7 و9 ساعات من النوم يوميًا، وينبغي عليهم الحفاظ على مواعيد نوم واستيقاظ ثابتة، إن أمكن.
ويوضح علماء النفس أيضًا أن الاعتياد على روتين نوم ثابت يجعل من الأسهل الاستيقاظ تدريجيًا، وأحيانًا حتى بدون منبه، مما يقلل من الخمول الصباحي.
كيف تتخلص من عادة الغفوة؟
ينصح الخبراء بضبط المنبه على وقت متأخر قدر الإمكان لتقليل احتمالية الضغط على زر الغفوة، واعتماد روتين صباحي يشجع على النشاط، مثل:
افتح النوافذ للسماح بدخول ضوء الشمس اشرب الماء أو القهوة استمع إلى الموسيقى المفضلة لديك أداء تمارين التمدد البسيطة
ترسل هذه العادات إشارات إلى المخ بأنه حان وقت النشاط، مما يجعل من الأسهل بدء اليوم بكفاءة ودون قيلولة تشتت الانتباه.