ذاكرة ما بعد الستين.. بين تراجع طبيعي وتمارين ذهنية قادرة على إبطاء النسيان

منذ 1 يوم
ذاكرة ما بعد الستين.. بين تراجع طبيعي وتمارين ذهنية قادرة على إبطاء النسيان

تؤكد دراسات أبحاث الذاكرة أن أكثر من 30% ممن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا يعانون بلا شك من مشاكل في الذاكرة. هل أنت واحد منهم؟ مع التقدم في السن، تتدهور بعض وظائف الدماغ، بما في ذلك الذاكرة. ورغم صعوبة الوقاية من ذلك، إلا أنه يمكن تأخيره. للذاكرة مفاتيح يمكن الوصول إليها بجهد بسيط، وتتراوح بين المد والجزر، إلا في حالة وجود مرض عضوي.

ما هي أنواع الذاكرة؟

الذاكرة التقريرية هي ذاكرة تخزين أسماء الأماكن والأشخاص والأزمنة. وهي أيضًا الذاكرة المرتبطة بمختلف أنواع المعرفة. وهي أول نوع من الذاكرة يُنبّه الشخص إلى إرثه عندما يحاول تذكر اسم ما ويضيع.الذاكرة الإجرائية تُشير إلى تفاصيل الحياة اليومية، مثل قيادة السيارة، أو تشغيل أجهزة المطبخ، أو العمل على آلات معينة. هذه الذاكرة عادةً لا تتأثر بمرور الوقت، وتبقى سليمة.الذاكرة الحسية، أي الذاكرة المرتبطة بالحواس، تُطلع الإنسان على طبيعة الأشياء. رؤية الإنسان تُؤكد للدماغ في ثوانٍ أنه إنسان. وهي أيضًا ذاكرة لا تتغير بمرور الزمن، بل تبقى شاهدًا على اختلاف الأشياء وفقًا للصورة المنقوشة في الذهن.الذاكرة قصيرة المدى: يسمح لك هذا النوع من الذاكرة بتذكر محادثة أو حدث حديث خلال ثوانٍ أو حتى دقائق، وذلك حسب التغيرات في دماغك. قد تتذكر أحداث الأسبوع الماضي خلال ثوانٍ أو حتى دقائق إذا فكرت بعمق وركزت. ومع ذلك، قد لا تتذكرها إطلاقًا. يُعد هذا النوع الأكثر شيوعًا من فقدان الذاكرة، ولكنه أيضًا عكس ما يمكن استعادته من خلال التمارين العقلية لتنشيط الذاكرة.الذاكرة طويلة المدى (Ling-Term) أمرٌ يُحيّر الناس غالبًا عندما لا يجدون صعوبةً في تذكر الأحداث والأسماء من الماضي، لكنهم لا يستطيعون تذكر أين تركوا مفاتيح سياراتهم قبل ساعة. كما لم يجد العلم بعد سببًا واضحًا لكون الناس بارعين في الاحتفاظ بالذكريات طويلة المدى دون ذاكرتهم قصيرة المدى. بالنسبة لشخصٍ ديناميكيّ ونشيط ينتظر فرصته في الحياة في الستينيات من عمره، يُعدّ فقدان الذاكرة أمرًا مُربكًا ومُقلقًا يُمكن أن يُفسد أيامه، ويُسبب له الانسحاب من الحياة، ويُصيبه بالاكتئاب بعض الشيء. هل من حل؟ يعتمد هذا في المقام الأول على شخصية الشخص: هل يستمتع بالحياة حقًا وما زال يأمل في قضاء أيامه راضيًا بما يُقدّمه للعالم وللآخرين؟ هذا هو حجر الزاوية في الأمر برمته. هل هناك طرق لتحسين أداء الذاكرة؟أولاً، تأكد من عدم وجود أي خلل في تدفق الدم الدماغي. يمكن تحديد ذلك بزيارة الطبيب واختيار جهاز دوبلر، الذي يقيس معدل تدفق الدم في الشرايين المؤدية إلى الدماغ.إذا كان معدل ضربات قلبك طبيعيًا، فلن يلزمك سوى بعض التعديلات البسيطة والتمارين الذهنية. أما إذا كنت تعاني من تصلب الشرايين أو أي حالة أخرى تعيق تدفق الدم، فقد يشمل العلاج أدويةً لتوسيع الشرايين، مما يسمح بتدفق المزيد من الدم إلى الدماغ، أو جراحة العمود الفقري العنقي عند الضرورة.

كيف يتم إيقاظ عقلك؟

 

تحافظ اللياقة البدنية على عضلاتك وتضمن تدفقًا نشطًا للدورة الدموية في أطرافك. ولللياقة الذهنية نفس تأثير التمارين الرياضية على الدماغ، حيث تُحافظ الرياضة على حيوية وظائف الدماغ. لا تدع الماء ساكنًا، بل ارمِ فيه حجرًا دائمًا.ابدأ بتعلم آلة موسيقية أو هواية جديدة لم تجرّبها من قبل. لا تستسلم للفشل. مجرد المحاولة نجاح، فهي تُحفّز عقلك وتُحفّز قدراته الكامنة.تعد ألعاب الكلمات المتقاطعة من أفضل تمارين الذاكرة على الإطلاق، وكذلك ألعاب الكمبيوتر التي تحفز الذاكرة.لا تنعزل عن العالم من حولك. ابحث عن زملاء قدامى، وابقَ نشيطًا في كل ما يتعلق بعملك، حتى بعد تقاعدك. هذا أفضل ما يمكنك فعله لنفسك.- حافظ على إيقاع جسمك: ممارسة التمارين الرياضية لمدة 4 دقائق تقريبًا ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع سوف يبقيك لائقًا عقليًا وجسديًا.يزيد مستويات الطاقة ويقلل من التدهور العقلي المرتبط بالعمر.لا تدع الوحدة والاكتئاب يسيطران عليك. شارك الآخرين أفراحهم وأحزانهم، ولا تتردد في طلب الرعاية الطبية إذا لم تكن جهودك كافية لتبديد كآبة يومك.- الإقلاع عن التدخين بشكل كامل، حيث أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بفقدان الذاكرة أو مرض الزهايمر.احرص دائمًا على الحصول على نوم مريح وكافٍ. فالنوم الكافي (6-8 ساعات) يرتبط دائمًا بإبطاء عملية الشيخوخة.نظام غذائي متوازن يراعي ما قد ينقص الدماغ خلال هذه المرحلة العمرية (المزيد عن ذلك لاحقًا). هل هناك ما يساعدك على التذكر عندما تضعف ذاكرتك؟فقدان الذاكرة نتيجة طبيعية يمكن السيطرة عليها ببعض الحيل الشخصية التي تختلف من شخص لآخر. وتشمل هذه:نتذكر الأشياء بشكل أفضل عندما نربطها بألوان أو مشاعر أو أحداث. هذا يُرسّخ صورة أعمق في أدمغتنا وذاكرتنا. أحيانًا يكون للقراءة بصوت عالٍ تأثيرٌ أطول أمدًا على الذاكرة.دوّن المعلومات، واحمل معك دائمًا دفترًا صغيرًا لتدوين ما ترغب في تذكره. حاول دائمًا تذكره قبل النظر إليه.احتفظ بأدواتك في مكان مخصص، حيث لا تحتاج لتغيير مفاتيحك أو أقلامك أو محفظتك. هذا يُسهّل الوصول إليها ويساعدك على التفكير بشكل أكثر تنظيمًا.- ردد الأسماء والأماكن والأشياء الأخرى التي ترغب في تذكرها قبل النوم مباشرةً؛ بهذه الطريقة تضمن احتفاظك بها. عندما يحل الشتاء، يختار الذاكرة رسولًا لنواياه الطيبة! يتأمل الحكماء في وضعهم ويواجهونه بالاهتمام والاستعداد اللازمين. فقدان الذاكرة ليس مرضًا يُخشى منه، بل هو عرضٌ لضعفٍ يصيب الدماغ بعد رحلة طويلة ومتواصلة في الحياة. حتى لو تباطأت، يمكننا استعادة إيقاعها وتألقها بتحديها بالأفكار والتجارب التي منحتنا إياها.


شارك