شركات صناعية تستعد للتعامل مع ضريبة الكربون المستهدف فرضها من الاتحاد الأوروبي

منذ 2 شهور
شركات صناعية تستعد للتعامل مع ضريبة الكربون المستهدف فرضها من الاتحاد الأوروبي

عبد الحميد: الشركات الكبيرة فقط هي التي تستطيع تحمل تكاليف خفض الانبعاثات. الباهي: البصمة الكربونية ستكون عاملاً أساسياً في معايير التجارة بين الدول.

قال أحمد عبد الحميد، رئيس غرفة مواد البناء بجمعية الصناعات المصرية، إن كافة شركات القطاع المصدرة للاتحاد الأوروبي تستعد حالياً لمواجهة ضريبة الكربون من خلال تركيب ما يسمى بـ«الفلاتر» لتقليل انبعاثات الكربون أثناء عملية الإنتاج.

يخطط الاتحاد الأوروبي لتطبيق آلية تعديل حدود الكربون (رسوم جمركية جديدة) على الواردات من الدول خارج أوروبا المنتجة في الصناعات كثيفة الكربون مثل الحديد والصلب والأسمنت والألمنيوم والأسمدة والكهرباء والهيدروجين اعتبارًا من بداية عام 2026.

وأضاف عبد الحميد في تصريحاته لـ«الشروق»، أن الصناعات التي تعتمد على الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة تسعى للتحول إلى الغاز الطبيعي كوقود انتقالي لتقليل الانبعاثات وتخفيف رسوم الكربون على الصادرات للاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن التحول من الوقود الأحفوري مثل الفحم إلى الغاز الطبيعي يكلف المصانع ملايين الجنيهات، لكنه يجلب فوائد للشركات على المدى الطويل. ولم يذكر عبد الحميد التكلفة الإجمالية التي ستتحملها المصانع لتنفيذ بعض الإصلاحات والتغييرات لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكنه رجح أن هذه التكاليف قد تكون باهظة ولا تتحملها إلا الشركات الكبرى.

يقول محمد البهي، رئيس لجنة الضرائب والجمارك باتحاد الصناعات المصرية، إن معظم الشركات المصرية لا تستطيع تحمل تكاليف إنشاء منظومة إنتاج جديدة تعتمد على الطاقة الجديدة والمتجددة. ولذلك، تتولى الحكومة هذا الدور.

وأضاف البهي في تصريحاته لـ«الشروق» أن الحكومة المصرية تسعى منذ عدة سنوات لبناء مشروعات ضخمة للطاقة النظيفة لتوفير الطاقة لكافة الصناعات مستقبلاً، بما يمنح الشركات المصرية ميزة تنافسية قوية في أسواق التصدير.

وأكد أن التحول إلى الطاقة الخضراء ليس ترفًا في الوقت الحالي، ولا ينبغي أن يقتصر على الصناعات والمنتجات التي يستوردها الاتحاد الأوروبي. وأوضح أن العالم أجمع سيشهد تغييرًا جذريًا في تدفقات التجارة، وأن البصمة الكربونية ستلعب دورًا محوريًا في معايير التجارة بين الدول.

وأشار إلى أنه في حين أن تكلفة التحول إلى الطاقة النظيفة مرتفعة للغاية وتصل إلى مليارات الدولارات، فإن تكاليف الإنتاج والتشغيل ستنخفض بشكل كبير.

قال مدير أحد مصانع الأسمنت الأجنبية العاملة في السوق المحلية لصحيفة الشروق إنه ينبغي على الحكومة تركيز جهودها على مساعدة المصانع على التحول إلى الطاقة النظيفة، نظرًا لارتفاع تكاليف المستثمرين وصعوبة الحصول على الوقود البديل. وأشار إلى أن معظم مصانع الأسمنت تعتمد على الفحم كمصدر للطاقة، وتتردد في التحول إلى الغاز الطبيعي نظرًا لارتفاع تكلفته.

وأضاف أن المصانع تعتمد اليوم على طاقة حرق النفايات، والتي تغطي ما يصل إلى 35% من احتياجاتها من الطاقة، لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ومع ذلك، لا يمكنها الاعتماد كليًا على هذا النوع من الوقود.

وأشار إلى أن أكثر من 90% من صادرات القطاع تذهب إلى أفريقيا. ولا يستورد الاتحاد الأوروبي الأسمنت من مصر إلا بكميات ضئيلة جدًا وعلى فترات زمنية قصيرة. ومع ذلك، أكد على ضرورة خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعتقد أنه سيكون شرطًا أساسيًا للتصدير إلى جميع دول العالم في السنوات القادمة.

 


شارك