منظمة التجارة العالمية لـ«الشروق»: تطبيق الاتحاد الأوروبى آلية الكربون يهدد ثلث الصادرات المصرية بفقدان التنافسية

– المغاوري: مع دخول اتفاقية الحزام والطريق حيز التنفيذ سيتم فرض زيادة 180 يورو على طن الأسمدة المصرية.
قال أحمد مغاوري دياب رئيس لجنة التجارة والاستثمار بمنظمة التجارة العالمية إن تطبيق الاتحاد الأوروبي لآلية الكربون يعني فقدان ثلث الصادرات المصرية للقدرة التنافسية.
يخطط الاتحاد الأوروبي لتطبيق آلية تعديل حدود الكربون (رسوم جمركية جديدة) على الواردات من الدول خارج أوروبا المنتجة في الصناعات كثيفة الكربون مثل الحديد والصلب والأسمنت والألمنيوم والأسمدة والكهرباء والهيدروجين اعتبارًا من بداية عام 2026.
أوضح المغاورى أن انتقال الاتحاد الأوروبي من مرحلة الإبلاغ إلى مرحلة تطبيق الآلية سيبدأ في يناير 2026. وسيدفع المستوردون بعد ذلك ثمن شهادات CBAM بناءً على كثافة الانبعاثات المضمنة وسعر الكربون الأوروبي، المرتبط بسعر السوق الأوروبي الأسبوعي للكربون. وأوضح أن هذا السعر سيبلغ حوالي 76 يورو للطن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في 5 سبتمبر 2025، وأن الفترة الانتقالية ستنتهي في 31 ديسمبر 2025.
أوضح مغاوري أن مصر تفتقر إلى آلية واضحة لتسعير الكربون، يمكن استخلاصها من قانون إدارة الكربون والكربون. وهذا يزيد من مخاطر الأسعار على الصادرات المصرية، وخاصةً الأسمدة والحديد والصلب، وهما من أهم صادرات الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن واردات الأسمدة المصرية إلى الاتحاد الأوروبي بلغت 1.1 مليار دولار أمريكي عام 2024، مما يجعل قطاع الأسمدة الأكثر تضررًا. فعلى سبيل المثال، يُنتج إنتاج الأمونيا حوالي 2.4 طن من الانبعاثات لكل طن مُنتَج، مما قد يُؤدي إلى تكاليف إضافية تُقدر بحوالي 180 يورو لكل طن مُصدَّر (2.4 × 76 يورو للطن).
سيتأثر قطاع الحديد والصلب أيضًا، وإن بدرجات متفاوتة. ووفقًا للمغاوري، استورد الاتحاد الأوروبي ما قيمته حوالي 863 مليون دولار من الحديد وخام الحديد من مصر في عام 2024. وانخفضت الشحنات بنسبة 37% في النصف الأول من عام 2024، مما يعكس حساسية الطلب والسعر.
وأضاف أن التأثير سيكون أكثر وضوحًا في المصانع التي تستخدم أفران الصهر، حيث تبلغ تكاليفها حوالي 160 يورو للطن. ويُنتج كل طن من أفران الصهر حوالي 2.2 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بينما تُنتج المصانع التي تستخدم أفرانًا كهربائيةً وأنظمة إعادة تدوير الخردة ما بين 30 و40 يورو فقط للطن (أي ما يعادل حوالي 0.5 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للمنتج الناتج عن الأفران الكهربائية). وبالتالي، تتمتع المصانع التي تستخدم أفران الصهر بميزة تنافسية أكبر مقارنةً بأفران الصهر أو تلك التي تستخدم الوقود الأحفوري.
وأوضح أن صناعة الأسمنت تولد ما يقارب 0.7 إلى 0.9 طن من الانبعاثات لكل طن من الكلنكر، وهو ما يترتب عليه تكاليف إضافية تتراوح بين 50 إلى 70 يورو، ويجعل تصدير الكلنكر الخام أقل ربحية، ويشجع على تصدير الأسمنت المخفف بالمضافات.
بالنسبة للألمنيوم، تقتصر تكاليفه حاليًا على الانبعاثات المباشرة. ومع ذلك، فإن تضمين الانبعاثات غير المباشرة من الكهرباء سيخفف العبء مستقبلًا. وأوضح أن مصر لا تُصدّر الكهرباء حاليًا إلى أوروبا بكميات تجارية، إلا أن كثافة الكهرباء المحلية تؤثر على المنتجات الأخرى.
وفيما يتعلق بالهيدروجين، أوضح أن ذلك يعتمد على مصدر الطاقة المستخدم في إنتاجه، مضيفا أن مصر تستثمر بشكل كبير في مشاريع الهيدروجين الأخضر، وهو ما قد يمنح البلاد ميزة واضحة في السوق الأوروبية.
وأضاف أن آلية تعديل حدود الكربون ستُشكل ركيزة أساسية للاقتصاد المصري، إذ إن ثلث الصادرات المصرية تذهب إلى الاتحاد الأوروبي. ولا تفرض مصر سعرًا وطنيًا للكربون يُمكن خصمه من التكاليف الأوروبية، لذا ستتحمل الصادرات العبء كاملًا.
وأوضح أن استمرار هذا الوضع سيؤثر بشكل مباشر على تنافسية الصادرات المصرية وحصة هذه السلع في السوق الأوروبية، إذ سيؤدي فرض ضرائب الكربون إلى ارتفاع أسعار المنتجات مقارنةً بالمنافسين الذين يستخدمون تقنيات إنتاج منخفضة الانبعاثات أو أنظمة تسعير الكربون الوطنية المعتمدة من الاتحاد الأوروبي. وستُخصم هذه الضرائب من الفاتورة، مما سيرفع تكلفة الطن، ويضغط على هوامش الربح، ويرفع السعر النهائي للمستهلك الأوروبي. وقد يدفع هذا بعض المستوردين إلى البحث عن مصادر بديلة في حال العثور على أسعار أقل أو منتجات حاصلة على اعتمادات كربون معتمدة.
وأوضح أن عدم وجود نظام وطني للكربون في مصر يحرم البلاد من ميزة التوازن على الدول الأخرى.