تصريحات متكررة ومبالغات سياسية.. ترامب يضع نفسه صانع سلام في ملف سد النهضة

منذ 2 شهور
تصريحات متكررة ومبالغات سياسية.. ترامب يضع نفسه صانع سلام في ملف سد النهضة

كرّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيداته بقدرته على منع وإنهاء الأزمات والحروب بين دول عديدة، بما في ذلك مصر وإثيوبيا. وهو يسعى لاستعادة مكانته الدولية بتقديم نفسه كزعيم قادر على حل الأزمات العالقة، بما في ذلك سد النهضة الإثيوبي الكبير.

في كلمته في حفل معهد كورنرستون صباح الأحد، قال ترامب: “لقد منعتُ وأنهيتُ أزماتٍ وحروبًا بين دولٍ عديدة، بما في ذلك بين مصر وإثيوبيا… حيث بنى الإثيوبيون سدًا يبدو أنه الأكبر في العالم ويؤثر على نهر النيل… هل هذه مشكلة؟ أعتقد أنها مشكلةٌ كبيرة”.

هذه ليست المرة الأولى التي يبالغ فيها ترامب في ادعاءه بنجاحه في التوسط في “عملية سلام” بين مصر وإثيوبيا. فقد وصفت شبكة CNN هذا الادعاء بأنه “مبالغ فيه”، إذ لم يتم التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن السد حتى الآن.

ورغم أن إدارة ترامب الأولى سهلت المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير في عام 2020 بمشاركة وزارة الخزانة والبنك الدولي، وتم التوصل إلى مسودة اتفاق ملزمة قانونًا، فإن إثيوبيا انسحبت من التوقيع في اللحظة الأخيرة.

وفي فترة ولايته الثانية، اعترف الرئيس الأميركي بأن إدارته موّلت السد “بشكل أحمق”، وأنه يعمل بسرعة على حل الأزمة، لكن دون اتخاذ أي خطوات ملموسة على الأرض لتأكيد نية واشنطن حل المشكلة جذريا. وفي الشروق نستعرض أهم تصريحات ترامب بشأن الأزمة منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي:

التمويل الأمريكي الغبي لسد النهضة الإثيوبي الكبير

في 21 يونيو/حزيران، تحدث ترامب لأول مرة عن التمويل الأمريكي “الغبي” لسد النهضة الإثيوبي الكبير. وكان هذا أول تصريح من نوعه يُدلي به مسؤول أمريكي.

جاء ذلك في منشور له على صفحته الرسمية بموقع “تروث سوشيال”، اقترح فيه استحقاقه جائزة نوبل للسلام لما أسماه “الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا”.

وكتب في ذلك الوقت: “لن أحصل على جائزة نوبل للسلام بسبب الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا (بسبب السد الضخم الذي بنته إثيوبيا بتمويل أحمق من الولايات المتحدة، والذي يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل)”.

سنحل مشكلة سد النهضة سريعا جدا.

في 14 يوليو/تموز، أثار ترامب جدلاً واسعاً بتصريحاته الجديدة حول سد النهضة الإثيوبي الكبير. وأقرّ ترامب بدعم الولايات المتحدة مالياً لبناء السد على النيل الأزرق، وأن ذلك سيؤثر على الشعب المصري.

وقال ترامب خلال لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته في المكتب البيضاوي، إن الولايات المتحدة تعمل على حل قضية سد النهضة الإثيوبي الكبير، وأكد أن بلاده “ستحل هذه القضية بسرعة كبيرة”.

وأضاف: “نعمل على هذه القضية مع جارتنا مصر، وهي دولة كانت جارة وصديقة لنا، لكنها بنت سداً منع تدفق المياه إلى ما يسمى بالنيل”، مشيراً إلى أن السد شكل “مشكلة كبيرة”.

كرر اعترافه بأن الولايات المتحدة موّلت بناء السد، قائلاً: “لا أعرف لماذا لم يحلوا المشكلة قبل بناء السد. لكن من الجميل وجود مياه في النيل. إنه مصدر دخل وسبل عيش بالغ الأهمية. إنه شريان الحياة لمصر، وسحبه أمرٌ غير مفهوم، لكننا نعتقد أن هذه المشكلة ستُحل قريبًا جدًا”.

النيل هو دم وقلب مصر، وتمويلنا لسد النهضة مجنون بعض الشيء.

بعد ثلاثة أيام فقط، كرّر ترامب تحذيره من المخاطر التي يُشكّلها بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير على النيل الأزرق على حياة الشعب المصري. وقد أثار ذلك جدلاً واسعاً وتكهنات حول تكرار هذه التصريحات وتوقيتها والغرض منها.

في حفل عشاء بالبيت الأبيض حضره عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين مساء الجمعة 18 يوليو/تموز، قال ترامب: “مصر وإثيوبيا مستقرتان. كما تعلمون، تنازعتا على السد. بنت إثيوبيا السد بتمويل أمريكي في معظمه. إنه أحد أكبر السدود في العالم”.

وأكد أن “السد لا يسمح بتدفق كميات كبيرة من المياه إلى نهر النيل”، مضيفًا: “يمكنكم تصور استياء مصر من هذا الأمر، لأن حياتها تعتمد على النيل. النيل هو دمها وقلبها وكل شيء. نعتقد أننا حللنا هذه المشكلة بشكل جيد”.

وأشار إلى أن الوضع تدهور لاحقًا أكثر: “تابعتُ بناء السد. تلقيتُ صورًا وصورًا بالأقمار الصناعية، وكل شيء. نظرتُ إلى هذا السد الضخم وتساءلتُ: هل سيمنع وصول المياه إلى النيل؟ لم يكن من المفترض أن يحدث الأمر بهذه الطريقة. لكن التمويل جاء من الولايات المتحدة. يبدو الأمر برمته غريبًا بعض الشيء، وأعتقد أنه سيُحل من تلقاء نفسه على المدى الطويل”.

حل الحروب هو بوابة الجنة

في 19 أغسطس/آب، كرّر ترامب ادعاءه بأنه منع ست حروب، منها حرب كادت أن تندلع بين مصر وإثيوبيا. وزعم أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا ستكون السابعة. وقدّم نفسه كصانع سلام جدير بجائزة نوبل، في حين أثيرت تساؤلات حول طبيعة هذه الحروب وصدق ادعاءاته.

وفي لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين يوم الاثنين، زعم الرئيس الأمريكي أنه “لولا تدخله لكانت حرب قد اندلعت بين القاهرة وأديس أبابا”.

وفي اليوم التالي، قال ترامب لبرنامج “فوكس آند فريندز” على قناة فوكس نيوز إنه يريد إنهاء الحروب ونشر السلام لكي يكون شخصًا جيدًا و”يصل إلى الجنة”.


شارك