وزيرة التخطيط تلتقي رؤساء تحرير ضمن الحوار المجتمعي للسردية الاقتصادية

منذ 2 ساعات
وزيرة التخطيط تلتقي رؤساء تحرير ضمن الحوار المجتمعي للسردية الاقتصادية

بقلم: منال المصري

عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لقاءً موسعًا مع رؤساء تحرير الصحف والمواقع الإخبارية، وعدد من الكتاب. جاء هذا اللقاء ضمن جلسات الوزارة العديدة في إطار الحوار المجتمعي حول “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية: استراتيجيات لتعزيز النمو وخلق فرص العمل”، الذي انطلق في سبتمبر من هذا العام.

إعداد “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية”

استعرضت المشاط جهود تطوير “السرد الوطني للتنمية الاقتصادية”، الذي بدأ في أكتوبر 2024. وأوضحت أن هذا السرد يهدف إلى دمج رؤية 2030، التي شهدت أهدافها تحولات عديدة بفعل التطورات الإقليمية والعالمية، في برنامج عمل الحكومة. كما أنه يستند إلى إطار مؤسسي ونظامين أساسيين: قانون المالية العامة الموحد.

وأوضحت أن “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية” يجب أن تركز على السياسات والإجراءات والإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الدولة لتحويلها إلى نموذج اقتصادي يعزز الاستقرار الاقتصادي الكلي وينفذ إصلاحات هيكلية للتركيز على القطاعات الأكثر إنتاجية، من خلال سياسة الاستثمار الأجنبي المباشر، وجذب المؤسسات الصناعية، والتخطيط الإقليمي، وتوطين التنمية الاقتصادية.

تعطيل القطاعات الاقتصادية الحقيقية

وأشارت إلى أن العديد من تعليقات الخبراء الاقتصاديين تشير إلى أن برامج الإصلاح الاقتصادي في مصر ركزت فقط على السياسة المالية والنقدية دون معالجة الاقتصاد الحقيقي.

وأكدت أن السرد يبني على هذا النهج ويستغل الاستقرار الذي حققته الدولة في السياسة المالية والنقدية ونجاحها في معالجة العديد من التحديات منذ إجراءات مارس 2024 لزعزعة استقرار الاقتصاد الحقيقي والتركيز على سياسات النمو والتشغيل والتحول إلى القطاعات ذات القيمة المضافة العالية.

وأشارت إلى أن هذا السرد يُعدّ “برنامجًا للإصلاح الاقتصادي” وأداةً لتعزيز ركائز الاقتصاد المصري. فهو يعكس إجراءاتٍ سياسيةً وإصلاحاتٍ هيكليةً تدعم النمو وتجذب الاستثمارات، وتعزز مشاركة القطاع الخاص، وتُقدّم بدائل تمويليةً متاحة، وتُبرز الفرص القطاعية الواعدة.

تحدثت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي عن مؤشر آفاق التعقيد الاقتصادي، الذي يُبرز تقدم مصر واحتلالها المركز الخامس بين 145 دولة. ويعكس ذلك الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها الاقتصاد المصري لتنويع صادراته وزيادة قيمتها المضافة. كما تُصنّف مصر ضمن الدول متوسطة الدخل، وتحتل أعلى المراتب في مؤشر آفاق التعقيد الاقتصادي الأخضر، مما يؤكد الفرص الكبيرة المتاحة للاقتصاد المصري للتحول إلى قطاعات أكثر إنتاجية ذات قيمة مضافة حقيقية.

استفد من البنية التحتية المتقدمة

وأوضحت أن “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية” تهدف إلى الاستفادة من البنية التحتية المتطورة التي تحققت، والتي توفر أساسًا داعمًا للتصنيع التجاري، مما يعزز تنافسية الاقتصاد المصري. والهدف هو بناء اقتصاد أكثر ديناميكية قادرًا على امتصاص الصدمات الخارجية. وترتكز الخطة على ثلاثة ركائز أساسية: استقرار الاقتصاد الكلي كشرط أساسي للتنمية الاقتصادية، والتحول الهيكلي نحو القطاعات القابلة للتداول، وإعادة تعريف دور الدولة في الاقتصاد، وتعزيز القطاع الخاص.

تمويل التنمية

وأشار الوزير إلى أن تمويل التنمية يشكل قاسما مشتركا بين مختلف محاور العمل لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

في هذا السياق، نجحت الوزارة في تحويل مصر إلى منصة للتمويل منخفض الفائدة من شركاء التنمية، من القطاعين العام والخاص، عبر آليات التعاون الدولي. ومنذ عام ٢٠٢٠، بلغ حجم هذا التمويل حوالي ١٦ مليار دولار أمريكي.

وأشارت إلى أن جزءاً من شراكتنا مع الاتحاد الأوروبي يتمثل في توفير ضمانات استثمارية بقيمة 1.8 مليار يورو لتعبئة 5 مليارات يورو من الاستثمارات العامة والخاصة.

وأشارت المشاط إلى أنه بفضل الجهود المبذولة مؤخرًا، تقوم المؤسسات الدولية الثنائية بتمويل القطاع الخاص لأول مرة في تاريخ مصر. ولذلك، تتخذ الشراكات مع المؤسسات الدولية أشكالًا متنوعة من التعاون والتكامل.

توقع المستقبل

وأكد الوزير أنه في الوقت الذي نهدف فيه إلى التحول إلى نموذج اقتصادي يرتكز على القطاعات الأكثر إنتاجية، فإننا نتابع المؤشرات والتطورات الحالية التي تعكس العديد من التغييرات التي تحدث.

وأضافت أن استراتيجية التنمية الاقتصادية الوطنية خلال مرحلة الحوار المجتمعي ستتضمن استراتيجية للحماية الاجتماعية والتنمية البشرية.

وأوضحت أن الأهداف الكمية في إطار استراتيجية التنمية الاقتصادية الوطنية سيتم تحديدها بناء على ثلاثة سيناريوهات: السيناريو الأساسي، وسيناريو الإصلاح المتسارع، والسيناريو المحافظ في حال تصاعد حالة عدم اليقين العالمي.

الحوار المجتمعي

أشار وزير التخطيط والتعاون الدولي إلى أنه سيتم عقد العديد من جلسات النقاش والحوار خلال الشهرين المقبلين في إطار الحوار المجتمعي حول السرد الوطني للتنمية الاقتصادية. وستُدمج هذه الجلسات ملاحظات الخبراء المختلفة ونتائج المؤتمر الدولي للسكان والصحة والتنمية 2025، وذلك لوضع نسخة نهائية تتضمن ملاحظات مختلفة حول الفصول الخمسة للسرد الوطني للتنمية الاقتصادية.


شارك