مع بداية الدراسة.. أمراض شائعة بين الطلاب وعلامات تكشف ضعف المناعة

مع بداية العام الدراسي الجديد، يزداد تواصل الأطفال مع زملائهم وأصدقائهم لساعات طويلة يوميًا. هذه التجمعات الكبيرة في الأماكن المغلقة تفتح الباب أمام انتقال العدوى وانتشار الأمراض. لذا، تشعر العديد من العائلات بالقلق وتتطلع بشوق إلى كل عام دراسي جديد.
ما هي الأمراض الأكثر عرضة للإصابة بها لدى الأطفال خلال هذه الفترة؟ كيف يمكن حمايتهم منها؟ ما هي العلامات التي تشير إلى ضعف جهاز المناعة لدى الطفل وحاجته إلى مزيد من الدعم؟
– الأمراض الشائعة بين الطلاب
أوضح طبيب الأطفال الدكتور أحمد جميل جاويش لـ”الشروق” أن العدوى الفيروسية، وخاصةً الإنفلونزا، من أكثر الأمراض شيوعًا بين أطفال المدارس، إذ تنتقل بسهولة عبر رذاذ العطس أو السعال، خاصةً في ظل التقارب بين الطلاب في الفصول الدراسية والأماكن المغلقة.
وأضاف أن المشكلة لا تقتصر على الإنفلونزا، بل تؤثر أيضاً على أمراض أخرى مثل جدري الماء والهربس ومرض اليد والقدم والفم، والتي تنتقل بطريقة مماثلة من خلال اللعاب أو مشاركة الطعام والشراب أو التلامس الجلدي المباشر.
كما أشار إلى أن التهاب الكبد الوبائي (أ) مرضٌ ينتقل في المدارس عبر سوائل الجسم كاللعاب والبول، أو من خلال تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة. وأشار إلى أن الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية من الأمراض الشائعة أيضًا خلال ساعات الدراسة، إذ تُشبه آلية انتقالهما آلية انتقال الإنفلونزا، وتعتمد على مدى العدوى بين الطلاب.
طرق الوقاية وتقوية المناعة
أكد أن الإجراءات الوقائية هي خط الدفاع الأول لحماية الأطفال، وأن أهم خطوة هي منع الأطفال المرضى من الذهاب إلى المدرسة لمنع انتشار العدوى بين زملائهم. كما شدد على أهمية تطعيم الأطفال ضد الإنفلونزا الموسمية، وخاصةً المصابين بحساسية الأنف أو الجهاز التنفسي أو الأمراض المزمنة، واستخدام أجهزة الاستنشاق الأنفية والتنفسية بانتظام حسب توجيهات الطبيب.
أكد الدكتور أحمد جميل على ضرورة أن يكون لكل طالب أدواته الخاصة للشرب والأكل، وعدم مشاركتها مع الآخرين. كما شدد على ضرورة تجنب أطعمة الشوارع والوجبات السريعة تمامًا، ليس فقط لأنها قد تنقل العدوى، بل أيضًا لأنها تضر بالجهاز الهضمي للأطفال.
– متى يمكن القول أن مناعة الطفل ضعيفة؟
وأوضح أيضًا أن هناك علامات تشير إلى ضعف مناعة الطفل. لذا، ينبغي على الوالدين التحقق بعناية مما إذا كان طفلهم يعاني من اضطراب في جهاز المناعة. تشمل هذه العلامات التهابات الأذن الوسطى، أو الجيوب الأنفية، أو الالتهاب الرئوي المتكررة، بالإضافة إلى الالتهابات الفطرية المتكررة. كما تُعدّ الالتهابات التي لا تستجيب للعلاج بالمضادات الحيوية مدعاة للقلق.
وأضاف أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بالحساسية أو مشاكل القلب أو نقص المناعة الوراثي قد يشير إلى أن الطفل أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وبالتالي يتطلب مراقبة دقيقة من قبل الوالدين والأطباء، فضلاً عن الالتزام الصارم بالإجراءات الوقائية.