السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية.. ما هي؟ ولماذا أُطلقت؟ (تفاصيل كاملة)

منذ 4 ساعات
السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية.. ما هي؟ ولماذا أُطلقت؟ (تفاصيل كاملة)

قدمت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية: إجراءات لدعم النمو والوظائف” تحت رعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي.

وأشرفت الوزارة على إعداد السرد بناءً على تعليمات رئيس الجمهورية وأوامر رئيس مجلس الوزراء وأحكام قانون التخطيط العام للدولة رقم 18 لسنة 2022 وقانون المالية العامة الموحد رقم 6 لسنة 2022 والتي تعد مرجعاً لإعداد السرد الوطني للتنمية الاقتصادية.

يتناول التقرير التالي عدداً من القضايا المتعلقة بتقديم سرد التنمية الاقتصادية الوطنية وأهدافه ومقارنته برؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة.

ما هو السرد الوطني للتنمية الاقتصادية؟

يُمثل المفهوم إطارًا شاملًا يضمن التكامل والاتساق بين برنامج عمل الحكومة ورؤية مصر 2030 في ظل المتغيرات المتسارعة التي تفرضها التطورات الإقليمية والدولية. ويهدف إلى مواصلة مسيرة الإصلاح الاقتصادي والتركيز على القطاعات الأكثر إنتاجيةً والأكثر قدرةً على الوصول إلى أسواق التصدير، مستفيدًا من البنية التحتية المتطورة التي تحققت، والتي توفر قاعدةً داعمةً للإنتاج والاستثمار. كما يُعيد تعريف دور الدولة في الاقتصاد، ويعزز تنافسية الاقتصاد المصري، ويعزز مشاركة القطاع الخاص.

ويرتكز هذا البرنامج على البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي من خلال إجراءات لتعزيز النمو والتشغيل، بما في ذلك محاوره الثلاثة: تحسين الاستقرار الاقتصادي الكلي، وزيادة القدرة التنافسية الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال، ودعم التحول الأخضر.

يتناول العرض استراتيجيات الاستثمار الأجنبي المباشر، والتنمية الصناعية، والتجارة الخارجية، والتوظيف، بالإضافة إلى تحسين كفاءة ومرونة سوق العمل. ويركز على القطاعات ذات الأولوية، مثل التصنيع، والسياحة، والزراعة، والطاقة، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات. ويُستكمل بمقترحات سياساتية.

لماذا تم إنشاء السرد الوطني للتنمية الاقتصادية؟

منذ مارس 2024، طبقت الحكومة إجراءاتٍ متتاليةً لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي. وقد ساهمت هذه الإجراءات في ترسيخ استقرار الاقتصاد الكلي وتحسين مؤشرات النمو، والموازنة العامة، والسياسات النقدية والمالية. ومع ذلك، وفي ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية، أصبح من الضروري وضع برنامج إصلاح اقتصادي يتكامل مع برنامج الحكومة، والرؤى والاستراتيجيات القطاعية، ورؤية مصر 2030. لذلك، وُضع مفهومٌ يُحقق هذا التكامل، ويُترجم أولويات الإصلاح الهيكلي إلى أهدافٍ كميةٍ متسقة وقابلةٍ للقياس.

على أي أساس تم إنشاء السرد الوطني للتنمية الاقتصادية؟

في ظل التغيرات المتسارعة في النظام الاقتصادي العالمي والتحديات الهيكلية المرتبطة بها، ينطلق الاقتصاد المصري نحو مسار نمو جديد. يقوم هذا المسار على نموذج اقتصادي يُمكّن القطاع الخاص من أن يصبح المحرك الرئيسي للنمو وخلق فرص العمل، مع إعادة توجيه الموارد في الوقت نفسه نحو القطاعات القابلة للتداول لتعزيز تنافسية الاقتصاد.

ويرتكز النموذج الاقتصادي الجديد في مصر على ثلاثة ركائز مترابطة: الاستقرار الاقتصادي الكلي كأساس للنمو المستدام، والتحول الهيكلي نحو القطاعات القابلة للتداول، وإعادة تعريف دور الدولة في الاقتصاد وتعزيز القطاع الخاص.

ماذا يعني النموذج الاقتصادي الذي يشير إليه السرد؟

يمثل هذا التوجه مرحلة متقدمة من مسيرة التنمية التي بدأت منذ أكثر من عقد من الزمان. وقد استثمرت الحكومة بكثافة في البنية التحتية، بما في ذلك توسيع شبكة الطرق، وإمدادات الطاقة، والموانئ، والنقل الذكي، بهدف تهيئة بيئة مواتية للنشاط الاقتصادي، وزيادة الإنتاجية، وجذب الاستثمارات.

لقد أرست هذه الاستثمارات الأساس الضروري لبناء اقتصاد أكثر ديناميكية قادر على امتصاص الصدمات الخارجية وخلق قيمة مضافة حقيقية.

ويهدف النموذج الاقتصادي الجديد إلى تحسين قدرة الاقتصاد على إنتاج موارده الخاصة، وزيادة كفاءة تخصيصها، وسد فجوة التمويل المزمنة من خلال تحفيز أنشطة التصنيع التنافسية، وتوسيع قاعدة التصدير، وزيادة التعقيد الاقتصادي، وتحقيق معدلات نمو مستدامة.

ويعتمد النموذج الاقتصادي على تنمية القطاعات القابلة للتداول من خلال تعزيز التنمية الصناعية والاستثمار الأجنبي المباشر والتجارة الخارجية وتحسين كفاءة ومرونة سوق العمل، مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية مثل التصنيع والسياحة والزراعة والطاقة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

كيف يمكن دمج استراتيجية التنمية الاقتصادية الوطنية ومواءمتها مع رؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة؟

لا تنفصل الاستراتيجية عن الاستراتيجيات الوطنية الأخرى ولا تتعارض معها، بل تُكمّلها. فهي تتكامل مع رؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة المصرية، مع مراعاة المتغيرات والتطورات المتسارعة على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما تُحدد مستهدفات عام 2030، وأهدافًا مرغوبة وطموحة لعام 2050، استنادًا إلى المعطيات الاقتصادية المصرية الحالية، وسياسات وإجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تعمل الحكومة على تنفيذها.

ما هو الفرق بين الأهداف الكمية في السرد وتلك الموجودة في رؤية مصر 2030 وبرنامج الحكومة؟

ويقدم العرض أولويات الإصلاحات الهيكلية إلى مجموعة متسقة من الأهداف الكمية ضمن إطار اقتصادي كلي مبسط، والذي يتضمن مجموعة من الأهداف القابلة للقياس حتى عام 2030 وكذلك الأهداف المنشودة والمأمول تحقيقها حتى عام 2050 في ظل الظروف الحالية.

تم تقدير عدد من الأهداف الاقتصادية بناءً على سلاسل زمنية تعكس الاتجاهات السابقة وأحدث مؤشرات النشاط الاقتصادي. وقد أخذ ذلك في الاعتبار تقدم تنفيذ الإصلاحات الهيكلية، بالإضافة إلى محتوى رؤية مصر 2030، وبرنامج عمل الحكومة، والاستراتيجيات القطاعية الموضحة في السرد الوطني.

ما هي القطاعات التي تركز عليها سردية التنمية الاقتصادية الوطنية بشكل أكبر؟

يتألف العرض التقديمي من خمسة فصول رئيسية: يُعدّ الاستقرار الاقتصادي الكلي شرطًا أساسيًا لتهيئة بيئة مواتية لنمو الاستثمار من خلال سياسات مالية ونقدية منضبطة تُعزز الثقة والاستقرار. ويتناول الفصل الثاني الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي يُعدّ آليةً لسد الفجوة التمويلية، ومحركًا استراتيجيًا لتوطين المعرفة ونقل التكنولوجيا، وتحسين التكامل في سلاسل القيمة العالمية، وخلق وظائف عالية الإنتاجية تُعزز النمو المستدام طويل الأجل.

يتناول الفصل الثالث التنمية الصناعية والتجارة الخارجية. ويدمج استراتيجيات الاستثمار الأجنبي المباشر، والتنمية الصناعية، والتجارة الخارجية، والتشغيل، بما يضمن وضع سياسات متكاملة للتنمية الاقتصادية الشاملة. ويشمل استراتيجيات قطاعية في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والكهرباء والطاقة المتجددة، والسياحة والآثار، والزراعة واستصلاح الأراضي، والنفط والثروة المعدنية.

يركز الفصل الرابع على كفاءة ومرونة سوق العمل، إذ يُعدّ تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر وتطوير مهارات مستقبلية تتوافق مع احتياجات السوق المتطورة أمرًا بالغ الأهمية. ويتناول الفصل الخامس التخطيط الإقليمي لتوطين التنمية الاقتصادية، ويبحث في تكامل السياسات الاقتصادية الكلية مع البعد المكاني لتحقيق تنمية إقليمية متوازنة، بما يضمن سدّ الفجوات التنموية وتعزيز القدرة التنافسية في المحافظات.

ما هي آليات التنفيذ المتاحة لتحقيق أهداف خطة التنمية الاقتصادية الوطنية؟

لتحقيق الأهداف الكمية، يتضمن التقرير قائمةً بالإصلاحات الهيكلية لكل قطاع. ترتبط هذه الإصلاحات بجداول زمنية محددة. تهدف هذه الإجراءات والإصلاحات إلى تعزيز النمو والتشغيل، والمساهمة في بلورة رؤية متكاملة للإصلاح الاقتصادي والتنمية.


شارك