(س و ج).. كل ما تريد معرفته حول إطلاق «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية

منذ 7 ساعات
(س و ج).. كل ما تريد معرفته حول إطلاق «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية

قدمت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية: إجراءات لدعم النمو والوظائف” تحت رعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.

أشرفت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي على إعداد الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية، وأوامر رئيس مجلس الوزراء، وأحكام قانون تخطيط الدولة رقم 18 لسنة 2022، وقانون المالية العامة الموحد رقم 6 لسنة 2022. ويشكل هذان البندان أساس إعداد “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية”. وتنص موادهما على أن تضع الوزارة المسؤولة عن شؤون التخطيط الأهداف الاستراتيجية للدولة في جميع القطاعات للسنة المالية، وإطار الموازنة متوسط الأجل، مع تحديد أولويات تنفيذ هذه الأهداف.

وبحسب تقرير أصدرته الوزارة اليوم، فإن التقرير التالي يجيب على العديد من التساؤلات بشأن إطلاق تقرير التنمية الاقتصادية الوطنية وأهدافه ومقارنته برؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة المصرية.

• ما هو التمثيل الوطني للتنمية الاقتصادية؟

يُمثل الخطاب الوطني للتنمية الاقتصادية إطارًا شاملًا يتكامل مع برنامج عمل الحكومة ورؤية مصر 2030 في ظل المتغيرات المتسارعة التي تفرضها التطورات الإقليمية والدولية. ويهدف إلى مواصلة مسيرة الإصلاحات الاقتصادية، والتركيز بشكل أكبر على القطاعات الأكثر إنتاجيةً والأكثر قدرةً على الوصول إلى أسواق التصدير، مستفيدًا من البنية التحتية المتطورة التي توفر قاعدةً داعمةً للإنتاج والاستثمار. كما يُعيد هذا الخطاب تعريف دور الدولة في الاقتصاد، ويعزز تنافسية الاقتصاد المصري، ويعزز مشاركة القطاع الخاص.

وترتكز الاستراتيجية الوطنية للتنمية الاقتصادية على برنامج الإصلاح الهيكلي الوطني من خلال تدابير تعزيز النمو والتشغيل والتي تشمل ثلاثة مجالات رئيسية: تحسين الاستقرار الاقتصادي الكلي، وزيادة القدرة التنافسية الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال، ودعم التحول الأخضر.

يتناول العرض استراتيجيات الاستثمار الأجنبي المباشر، والتنمية الصناعية، والتجارة الخارجية، والتوظيف، بالإضافة إلى تحسين كفاءة ومرونة سوق العمل. ويركز على القطاعات ذات الأولوية، مثل التصنيع، والسياحة، والزراعة، والطاقة، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات. ويصاحبه مقترحات سياساتية.

• لماذا تم إنشاء السرد الوطني للتنمية الاقتصادية؟

منذ مارس 2024، طبقت الحكومة المصرية إجراءاتٍ متتاليةً لتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي. وقد ساهمت هذه الإجراءات في ترسيخ استقرار الاقتصاد الكلي وتحسين مؤشرات النمو، والموازنة العامة، والسياسات النقدية والمالية. ومع ذلك، وفي ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، أصبح من الضروري وضع برنامج إصلاح اقتصادي يتكامل مع برنامج الحكومة، والرؤى والاستراتيجيات القطاعية، ورؤية مصر 2030. ولذلك، أُطلقت “الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية” لتحقيق هذا التكامل، وترجمة أولويات الإصلاح الهيكلي إلى مجموعة متسقة من الأهداف الكمية والقابلة للقياس.

• ما هي الهيئات المسؤولة عن إعداد العرض الوطني للتنمية الاقتصادية؟

أعدت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تقرير التنمية الاقتصادية الوطنية، وصاغت ونسقت الجهود الوطنية في هذا المجال. ويستند ذلك إلى أحكام قانون تخطيط الدولة رقم 18 لسنة 2022 وقانون المالية الموحد رقم 6 لسنة 2022، اللذين يُشكلان مرجعًا لإعداد “تقرير التنمية الاقتصادية الوطنية”. وتنص موادهما على أن تضع الوزارة المسؤولة عن التخطيط الأهداف الاستراتيجية للدولة لجميع القطاعات للسنة المالية، وإطار الموازنة متوسط الأجل، مع تحديد أولويات تنفيذها. كما تُطوّر الوزارة منظومة متكاملة للتخطيط التنموي، وتُحدد الرؤية والاستراتيجيات ذات الصلة، وتُتابع تنفيذها على المستويات الوطنية والإقليمية والقطاعية، مع ربطها بالسياسة الاقتصادية الكلية. وتقوم كل وزارة ووحدة، بالتنسيق مع الوزارة المسؤولة عن التخطيط، بوضع وتحديد مؤشرات أداء لأداء ونتائج تنفيذ البرامج والأنشطة والمشاريع الرئيسية والفرعية.

إن تكثيف المنافسة على الاستثمارات يتطلب من البلدان اتباع سياسات اقتصادية تعمل على تعزيز القدرة التنافسية.

• على أي أساس تم إعداد العرض الوطني للتنمية الاقتصادية؟

في ظل التغيرات المتسارعة في النظام الاقتصادي العالمي والتحديات الهيكلية المرتبطة بها، ينطلق الاقتصاد المصري نحو مسار نمو جديد. يقوم هذا المسار على نموذج اقتصادي يُمكّن القطاع الخاص من أن يصبح المحرك الرئيسي للنمو وخلق فرص العمل، مع إعادة توجيه الموارد في الوقت نفسه نحو القطاعات القابلة للتداول لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري.

وفي هذا السياق، يرتكز النموذج الاقتصادي الجديد في مصر على ثلاثة ركائز مترابطة: (1) الاستقرار الاقتصادي الكلي كأساس للنمو المستدام، (2) التحول الهيكلي نحو القطاعات القابلة للتداول، و(3) إعادة تعريف دور الدولة في الاقتصاد وتعزيز القطاع الخاص.

• ما معنى النموذج الاقتصادي الذي تركز عليه الرواية الوطنية للتنمية الاقتصادية؟

يمثل هذا التوجه مرحلة متقدمة من مسيرة التنمية التي بدأت منذ أكثر من عقد. استثمرت الحكومة بكثافة في البنية التحتية، بما في ذلك توسيع شبكة الطرق، وإمدادات الطاقة، والموانئ، وأنظمة النقل الذكية، بهدف تهيئة بيئة مواتية للنشاط الاقتصادي، وزيادة الإنتاجية، وجذب الاستثمارات. وقد أرست هذه الاستثمارات أسس اقتصاد أكثر ديناميكية، قادر على استيعاب الصدمات الخارجية، وتحقيق قيمة مضافة حقيقية. ويهدف النموذج الاقتصادي الجديد إلى تحسين قدرة الاقتصاد على توليد الموارد المحلية، وتخصيصها بكفاءة أكبر، وسد الفجوة التمويلية المزمنة. وسيتحقق ذلك من خلال تعزيز التصنيع التنافسي، وتوسيع قاعدة التصدير، وزيادة التطور الاقتصادي، وتحقيق معدلات نمو مستدامة.

يعتمد النموذج الاقتصادي للبلاد على تطوير القطاعات القابلة للتداول من خلال تعزيز التنمية الصناعية، والاستثمار الأجنبي المباشر، والتجارة الخارجية، بالإضافة إلى تحسين كفاءة ومرونة سوق العمل. وينصب التركيز على القطاعات ذات الأولوية، مثل التصنيع، الذي يُعدّ أساسيًا لتحقيق النمو الشامل وخلق فرص عمل مستدامة، بالإضافة إلى السياحة والزراعة والطاقة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

• كيف يمكن دمج السرد الوطني للتنمية الاقتصادية ومواءمته مع رؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة؟

الاستراتيجية الوطنية للتنمية الاقتصادية ليست منفصلة عن الاستراتيجيات الوطنية الأخرى ولا تتعارض معها، بل تُكمّلها. لذا، فهي تتكامل مع رؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة المصرية. ويتحقق ذلك من خلال مراعاة التغيرات والتطورات المتسارعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتحديد مستهدفات عام 2030، والأهداف المنشودة والمستهدفة لعام 2050. وتستند هذه المستهدفات إلى المعطيات الحالية للاقتصاد المصري، وسياسات وإجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تنفذها الحكومة.

• ما هو الفرق بين الأهداف الكمية لسرد التنمية الاقتصادية الوطنية وأهداف رؤية مصر 2030 وبرنامج الحكومة؟

إن السرد الوطني للإصلاح الاقتصادي يترجم أولويات الإصلاحات الهيكلية إلى مجموعة متسقة من الأهداف الكمية ضمن إطار اقتصادي كلي مبسط يتضمن مجموعة من الأهداف القابلة للقياس حتى عام 2030 وكذلك الأهداف المرغوبة والمأمول تحقيقها حتى عام 2050 في ظل الظروف الحالية.

تم تقدير عدد من الأهداف الاقتصادية باستخدام سلاسل زمنية تعكس الاتجاهات السابقة والمؤشرات الاقتصادية الحالية. وقد روعي في ذلك تنفيذ الإصلاحات الهيكلية، ومضمون رؤية مصر 2030، وبرنامج عمل الحكومة، والاستراتيجيات القطاعية المحددة في التقرير الوطني. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التقديرات تعكس الاتجاهات العامة المستهدفة في هذه المراجع، مع ضمان درجة من الاتساق والترابط بين السياسات الكلية والقطاعية، مما يدعم تحقيق معدلات النمو الاقتصادي المستهدفة.

• ما هي القطاعات التي يركز عليها التمثيل الوطني للتنمية الاقتصادية بشكل أكبر؟

يتألف تقرير التنمية الاقتصادية الوطنية من خمسة فصول رئيسية: يُعدّ الاستقرار الاقتصادي الكلي شرطًا أساسيًا لتهيئة بيئة مواتية لنمو الاستثمار من خلال سياسات مالية ونقدية منضبطة تعزز الثقة والاستقرار. ويتناول الفصل الثاني الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي يُعدّ آليةً لسد الفجوة التمويلية، ومحركًا استراتيجيًا لتوطين المعرفة ونقل التكنولوجيا، وتحسين التكامل في سلاسل القيمة العالمية، وخلق وظائف عالية الإنتاجية تُعزز النمو المستدام طويل الأجل.

يتناول الفصل الثالث التنمية الصناعية والتجارة الخارجية، وهما ركيزتان أساسيتان للانتقال إلى اقتصاد تنافسي، موجه نحو التصدير، ومنتج، يخلق فرص عمل مستدامة. وفي هذا السياق، يدمج مفهوم التنمية الاقتصادية الوطنية استراتيجيات الاستثمار الأجنبي المباشر، والتنمية الصناعية، والتجارة الخارجية، والتشغيل، بما يضمن وضع استراتيجيات متكاملة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.

ويتناول الفصل الثالث أيضًا الاستراتيجيات القطاعية في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والكهرباء والطاقة المتجددة، والسياحة والآثار، والزراعة واستصلاح الأراضي، والبترول والثروة المعدنية، والتي تمثل ركيزة أساسية لتعزيز التحول الهيكلي في الاقتصاد المصري، وترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، وتعزيز التحول الأخضر.

يركز الفصل الرابع على كفاءة ومرونة سوق العمل، إذ يُعدّ تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر وتطوير مهارات مستقبلية تتوافق مع احتياجات السوق المتغيرة أمرًا بالغ الأهمية. ويتناول الفصل الخامس التخطيط الإقليمي لتوطين التنمية الاقتصادية، ويبحث في دمج السياسات الاقتصادية الكلية في البعد المكاني لتحقيق تنمية إقليمية متوازنة، بما يضمن سد الفجوات التنموية وتعزيز القدرة التنافسية في مختلف المحافظات.

تُعزز استراتيجيات الاستثمار الأجنبي المباشر، والتنمية الصناعية، والتجارة الخارجية، والتوظيف، كفاءة سوق العمل ومرونته. وينصب التركيز على القطاعات ذات الأولوية، كالصناعة، والسياحة، والزراعة، والطاقة، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات. ويصاحب ذلك تطبيق سياسات مالية ونقدية، وإدارة الاستثمارات العامة التي تدعم هذه الاستراتيجيات. علاوة على ذلك، يُعزز التخطيط الإقليمي التنمية الاقتصادية.

• ما هي آليات التنفيذ المتبعة لتحقيق أهداف السرد الوطني للتنمية الاقتصادية؟

لتحقيق الأهداف الكمية لـ”الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية”، تتضمن هذه الخطة قائمةً بالإصلاحات الهيكلية لكل قطاع. ترتبط هذه الإصلاحات بجداول زمنية محددة. تهدف هذه الإجراءات والإصلاحات إلى تعزيز النمو والتشغيل، والمساهمة في وضع رؤية متكاملة للإصلاح الاقتصادي والتنمية.


شارك