بعد 10 سنوات من العمى.. امرأة تبصر بعد زراعة أسنان الفم في عينها
بعد مرور عشر سنوات على فقدانها بصرها، تمكنت الكندية جايل لين، البالغة من العمر 75 عاماً، والتي تعيش في فيكتوريا، كولومبيا البريطانية، من رؤية العالم من حولها مرة أخرى بعد خضوعها لعملية جراحية نادرة ومعقدة تُعرف باسم جراحة “السن في العين”.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فقدت جايل لين بصرها نتيجة خلل في جهاز المناعة أدى إلى تندب القرنية، وهي العدسة الأمامية للعين الضرورية للرؤية الواضحة.
في فبراير ٢٠٢٥، استعادت جايل بصرها تدريجيًا، وتمكنت من التمييز بين النور والظلام. ومع تحسن بصرها لاحقًا، أصبحت قادرة على استشعار الحركة مجددًا.
– من غرفة العمليات
تتم عملية “السن في العين” على مرحلتين:
تبدأ العملية بتحضير السن. يُزال سن المريض بقطعه طوليًا. ثم يُصقل ليصبح صفيحة ناعمة، ويُثقب ثقب في الصفيحة لإدخال جهاز بصري اصطناعي يُمثل القرنية الجديدة ويُثبتها في مكانها.
في الإجراء الثاني، تُزرع الصفيحة في خد المريض مع الجهاز البصري لمدة ثلاثة أشهر. يُنتج هذا الأنسجة والأوعية الدموية اللازمة لضمان عدم رفض الجسم للزرعة عند إدخالها لاحقًا في محجر العين.
وأخيرا، يتم وضع الغطاء المزروع في العين ليحل محل القرنية التالفة.
وقد شرحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة هذا الإجراء قائلة: “زراعة القرنية العظمية السنية هي تقنية تستخدم لاستبدال القرنيات التالفة لدى المرضى المكفوفين الذين لا يكون زرع القرنية من متبرع متوفى خيارًا بالنسبة لهم”.
طُوِّرت هذه التقنية في إيطاليا قبل حوالي 40 عامًا، وتستخدم جذر سن المريض وعظم فكه لدعم القرص البصري. تُجرى عملية زراعة القرنية المخروطية السنية فقط في المراحل الأخيرة من مرض القرنية، عندما لا يتوفر علاج آخر لاستعادة البصر.
الجراح الكندي الدكتور جريج مولوني من مستشفى ماونت سانت جوزيف في فانكوفر هو الجراح الأول الذي أجرى العملية في بلاده.
أوضح الدكتور مولوني أن الأسنان تُستخدم في هذا الإجراء لزيادة فرص نجاح هذه العملية الدقيقة. وقال: “نحتاج إلى هيكل قوي بما يكفي لحمل تلسكوب التركيز البلاستيكي (القرنية الاصطناعية) حتى لا يرفضه الجسم”.
– جايل تحكي القصة
أكدت جايل لين أنها تستطيع رؤية العديد من الألوان، قائلةً لشبكة سي بي سي نيوز: “أستطيع الآن رؤية ما في الخارج… الأشجار، والعشب، والزهور. إنه شعور رائع أن أتمكن من رؤية بعض هذه الأشياء مجددًا”.
قالت جايل عن العمليات الجراحية: “لقد كان انتظارًا طويلًا، لكن الأمر كان يستحق العناء”.
بدأتُ أرى وجوه الآخرين أيضًا، تابعت جايل. إنه لأمرٌ مثيرٌ للغاية.
وأشار إلى أنها أصبحت قادرة الآن على اختيار ملابسها بنفسها، بعد أن كانت تعتمد في السابق على تطبيق للمتطوعين لاختيار ملابسها.
قالت لين عن تجربتها: “كانت العملية طويلة، لكنها تستحق الانتظار. أتطلع الآن إلى مزيد من الاستقلالية والحركة، وأرى ما يمكنني فعله مرة أخرى. في الوقت نفسه، أمنح عقلي وقتًا للتكيف، وهو جزء مهم جدًا من العملية”.
معلومات عن ندبات القرنية
تندب القرنية حالةٌ ناتجة عن تلف القرنية، وهي الجزء الأمامي الشفاف من العين. قد يؤدي هذا التلف إلى تكوّن نسيجٍ ندبيّ على القرنية، مما يُضعف حدة البصر ويجعل الرؤية تبدو ضبابيةً أو غير واضحة.
يمكن أن تؤدي عدوى القرنية المختلفة، مثل التهاب القرنية البكتيري أو الفيروسي أو الفطري، إلى ظهور ندبات القرنية.
يمكن أن تؤدي الإصابات المباشرة للعين، مثل الخدوش أو الثقوب، بالإضافة إلى ملامسة المواد الكيميائية القوية، إلى تلف القرنية وتندبها.
يمكن أن يؤدي جفاف العين المزمن والشديد إلى تلف القرنية وتندبها، وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون سببه جراحة العيون.
يمكن للأشعة فوق البنفسجية الزائدة، وخاصة بدون حماية، أن تسبب تلف القرنية وتندبها.
أعراضه
عدم وضوح الرؤية: قد يلاحظ الشخص الذي يعاني من ندبات القرنية أن رؤيته أصبحت ضبابية أو غير واضحة.
الألم: قد يشعر الشخص المصاب بألم في العين أو إحساس بالوخز أو الحرقان.
الحساسية للضوء: قد يصبح الشخص أكثر حساسية للضوء.
الدموع المفرطة: قد يلاحظ الشخص زيادة في إنتاج الدموع.
احمرار العين: قد تصبح العين حمراء وملتهبة.
الإحساس بوجود جسم غريب في العين: قد يشعر الشخص وكأن هناك شيء عالق في العين.
– خيارات العلاج
يعتمد علاج ندبات القرنية على شدة الحالة وموقع الندبة. قد يشمل العلاج ما يلي:
قطرات العين: قد يصف لك طبيبك قطرات للعين لتخفيف الالتهاب وتقليل الألم.
الأدوية: قد يصف لك طبيبك أدوية عن طريق الفم لعلاج العدوى أو الالتهاب.
العلاج بالليزر: يمكن لليزر إزالة الأنسجة الندبية وإعادة تشكيل القرنية.
زرع القرنية: في الحالات الشديدة، قد تكون هناك حاجة إلى زرع القرنية لاستعادة الرؤية.
القرنية الاصطناعية: يمكن استخدام القرنية الاصطناعية كبديل لزراعة القرنية.
