متعة لحظية أم عادة غير صحية.. كيف يفسد التلفزيون علاقتنا بالطعام؟‬

منذ 2 ساعات
متعة لحظية أم عادة غير صحية.. كيف يفسد التلفزيون علاقتنا بالطعام؟‬

بالنسبة للكثيرين، يُعدّ الجلوس بعد يوم طويل، والاسترخاء، وتناول الطعام أمام التلفزيون، عادة شائعة. للأسف، تبدو هذه العادة بسيطة للوهلة الأولى، وأحيانًا يكون تناول الوجبات الخفيفة أمام التلفزيون أمرًا مقبولًا. لكن عندما تصبح نمطًا متكررًا، أو عندما يرتبط تناول الطعام بالتلفزيون ارتباطًا إدراكيًا، فإنها تتطور إلى نمط غير صحي ذي آثار معقدة على الصحة، وعادات الأكل، وحتى الاستمتاع بالطعام.

– يرتبط وقت مشاهدة التلفاز بزيادة تناول السعرات الحرارية.

وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، لا يُنصح بتناول الطعام أمام التلفزيون لأنه يُسبب تشتت الانتباه وفقدان الشعور بالشبع. عندما ننغمس في محتوى البرامج أو الأفلام، نتجاهل إشارات الشبع التي تُرسلها أجسامنا، فنفرط في تناول الطعام.

تتحسن أيضًا ذاكرة الطعام، مما يعني أننا لا نتذكر كمية الطعام التي تناولناها. هذا يزيد من احتمال الإفراط في تناول الطعام لاحقًا، وتصبح أوقات الوجبات أطول. مشاهدة التلفزيون تجعل تناول الطعام يستغرق وقتًا أطول، وهو ما يرتبط غالبًا بزيادة استهلاك السعرات الحرارية.

تؤدي هذه العادة إلى إضعاف حاسة التذوق، حيث يقلل التشتت من الاستمتاع بالطعام، ويسعى بعض الأشخاص إلى المزيد للتعويض عن المتعة المفقودة.

الخطر الأعظم هو الذي يشكله الأطفال والتلفزيون.

تساهم إعلانات الطعام في دفع الأطفال لاختيار الأطعمة شديدة التصنيع (الوجبات الخفيفة الجاهزة، والمشروبات الغازية، والوجبات السريعة). حتى الوجبات العائلية الصحية قد تفقد قيمتها عند مشاهدتها على التلفاز، إذ ينجذب الأطفال إلى الإعلانات والأطعمة غير الصحية.

وبحسب موقع مؤسسة الأطفال الأصحاء، يعتقد أطباء الأطفال أنه ليس من الجيد السماح للأطفال بمشاهدة التلفاز أو استخدام تطبيقات الهاتف المحمول قبل بلوغهم 18 شهرًا، لأن معظم الأطفال الصغار يفعلون ذلك بالفعل.

وبحسب الدراسات الاستقصائية، فإن 92.2% من الأطفال الذين يبلغون من العمر عاماً واحداً قد استخدموا بالفعل جهازاً محمولاً، وبعضهم بدأ في ذلك منذ أن كان عمره أربعة أشهر.

المحتوى العاطفي يغير اختياراتنا الغذائية.

بالإضافة إلى دور الجانب العاطفي والمحتوى المُشاهد، غالبًا ما يُغرينا المحتوى الممل بتناول المزيد من الطعام (لتعويض ما فاتنا من متعة)، بينما يُمكن للمحتوى الجذاب أن يُقلل مؤقتًا من الكمية المُستهلكة، ولكنه يُطيل فترة نقائنا في حالة خمول وكسل. أما الحالة العاطفية، فترتبط بالأنواع المُختارة. فعندما نشعر بالحزن أو التوتر، نميل إلى تناول أطعمة غنية بالدهون والسكريات.

عوامل أخرى وراء الإفراط في تناول الطعام

لا يقتصر الأمر على التلفزيون فحسب. قارنت الدراسات تناول الطعام أمام التلفزيون بأنشطة أخرى (القراءة، وألعاب الفيديو، وحتى تناول الطعام مع الأصدقاء)، وخلصت إلى أن التشتت بشكل عام، وليس مجرد مشاهدة التلفزيون، هو العامل الرئيسي. مع ذلك، هذا لا يغير من حقيقة أن تناول الطعام أمام التلفزيون غير صحي، بغض النظر عن نوع الطعام، إذ يُضعف التحكم في الكميات ويزيد من احتمالية استهلاك سعرات حرارية إضافية. وهذا يؤدي إلى مشاكل مثل السمنة، وسوء الذوق، والارتباط بإعلانات الأطعمة غير الصحية، وخاصة بين الأطفال.

إن تناول الطعام بوعي هو المفتاح للهروب من فخ الشاشة.

الحل الأمثل هو أن نخصص وقتًا لتناول الطعام بوعي، بعيدًا عن الشاشات، مع الاستمتاع بالطعم والتحكم في حجم الحصة.

وفقًا لعيادة كليفلاند، يمكنك التغلب على عادة تناول الطعام دون وعي أمام التلفزيون باتباع بعض الاستراتيجيات العملية. افصل بين تناول الطعام ومشاهدة التلفزيون. يمكنك تناول وجبتك على الطاولة ثم العودة لمشاهدة التلفزيون. هذا يزيد من تركيزك ويقلل من كمية الطعام التي تتناولها.

اختر وجباتك بعناية، ويفضل أن تكون خفيفة وخالية من السكر والكافيين. ركّز على الكربوهيدرات المعقدة التي تُحسّن النوم. ضع حدودًا واضحة، مثل الاكتفاء بكوب واحد من الفشار أو الحد من عدد الحلقات التي تشاهدها. السهر يُضعف جودة النوم ويؤثر على هرمونات الشهية، مما يزيد من رغبتك في تناول الأطعمة السكرية والمالحة.

يُنصح بإشغال اليدين بأنشطة أخرى، مثل الحياكة أو حل الألغاز، لتقليل الشهية. كما أن مشاهدة التلفاز معًا تُساعد على تنظيم سلوك الأكل. من المهم الانتباه إلى عوامل مُختلفة، مثل النوم والتوتر والمشاعر المختلفة، التي قد تُؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.


شارك