التعرق وتقدم العمر: إشارات الجسد الخفية.. حقائق طبية ومؤشرات إنذار‬

منذ 3 شهور
التعرق وتقدم العمر: إشارات الجسد الخفية.. حقائق طبية ومؤشرات إنذار‬

التعرق هو الطريقة الطبيعية التي ينظم بها الجسم درجة حرارته. ومع ذلك، فإن التغيرات التي تطرأ مع التقدم في السن تكشف الكثير عن صحة الإنسان. في بعض الحالات، قد يكون التعرق المفرط أو المفاجئ علامة على خلل هرموني، أو مشكلة في الغدة الدرقية، أو أثر جانبي لدواء، أو حتى حالة أكثر خطورة، وفقًا لتقرير نُشر مؤخرًا في مجلة تايم.

كيف يتغير التعرق مع التقدم في السن؟

في العشرينات والثلاثينات من العمر: بفضل ارتفاع معدل الأيض واستقرار الهرمونات، تكون الغدد العرقية في ذروة نشاطها. يحدث التعرق غالبًا أثناء بذل المجهود أو التوتر، بينما يظل الجسم قادرًا على تنظيم درجة حرارته بكفاءة.

في الأربعينيات والخمسينيات من العمر: تبدأ التغيرات الهرمونية، خاصةً لدى النساء قبل أو أثناء انقطاع الطمث، مسببةً الهبات الساخنة والتعرق الليلي. كما يمكن لاضطرابات الغدة الدرقية أن ترفع درجة حرارة الجسم وتزيد من التعرق.

ابتداءً من سن الستين: تقل كفاءة الغدد العرقية. هذا يعني تعرقًا أقل، ولكن أيضًا انخفاضًا في قدرتها على تبديد الحرارة. لذلك، يُنصح بالحذر نظرًا لتزايد خطر الإصابة بالإجهاد الحراري أو ضربة الشمس.

أسباب أخرى للتعرق المفرط

الحرارة ليست السبب الوحيد؛ بل يمكن أن تحدث أيضًا بسبب القلق، أو الألم، أو الطعام الحار، أو الكافيين، أو الكحول، أو المشروبات الساخنة، أو الرطوبة، أو الحمى، أو بعض الأدوية.

يمكن أن تكون الأدوية سببًا خفيًا للتعرق المفرط.

يمكن للعديد من الأدوية أن تُسبب زيادة التعرق أو تُضعف قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته. وتشمل هذه الأدوية مضادات الاكتئاب، وخاصةً تلك التي تنتمي إلى فئة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، ومسكنات الألم الأفيونية، وأدوية السكري مثل الأنسولين، وأدوية الغدة الدرقية، وبعض أدوية ضغط الدم.

كما أن التوقف المفاجئ عن تناول بعض المواد أو الأدوية مثل الكحول أو النيكوتين أو المهدئات قد يؤدي أيضًا إلى التعرق المفرط، الأمر الذي يتطلب إشرافًا طبيًا.

فرط التعرق: حالة تتطلب رعاية متابعة

يُصيب فرط التعرق حوالي 5% من السكان، ويُسبب تعرقًا مفرطًا، حتى في حالة الراحة أو في الطقس المعتدل. قد يحدث في المقام الأول دون سبب واضح، أو قد يحدث بشكل ثانوي نتيجة مرض أو دواء. ورغم أنه لا يُهدد الحياة بحد ذاته، إلا أنه قد يُسبب آثارًا نفسية واجتماعية، وقد يُشير أحيانًا إلى مشكلة صحية أعمق.

متى يصبح التعرق إشارة خطر؟

التعرق بحد ذاته أمر طبيعي، لكن التغير المفاجئ في نمط التعرق أو ارتباطه بأعراض أخرى قد يكون علامة تحذيرية لا ينبغي تجاهلها. لذلك، يجب استشارة الطبيب فورًا إذا لاحظت أيًا من هذه التغيرات:

يحدث فجأة وبكميات كبيرة وبدون سبب واضح. إنه يوقظك بانتظام في الليل. وتظهر أعراض مصاحبة مثل الحمى أو فقدان الوزن أو ألم الصدر.


شارك