التكامل والشراكة سلاحان جديدان للمصنعين لخفض معدلات الاستيراد

منذ 24 ساعات
التكامل والشراكة سلاحان جديدان للمصنعين لخفض معدلات الاستيراد

• اتفاقيات بين الغرف الصناعية المختلفة لمعالجة الاحتياجات المشتركة لتعميق الإنتاج المحلي.

 

لخفض تكاليف الإنتاج والاستيراد، وقّعت عدة غرف صناعية اتفاقيات شراكة وتعاون لتلبية الاحتياجات المشتركة من خطوط الإنتاج والمعدات والمستلزمات، مما يُسهم في دعم خطط الدولة لتعزيز الإنتاج المحلي.

اتفقت غرفة الصناعات الميكانيكية باتحاد الصناعات المصرية وغرفة الصناعات الغذائية على توفير احتياجات الغرفة من خطوط إنتاج المصانع وكافة مستلزمات المصانع الأخرى، تمهيداً لاتفاقيات مستقبلية مع مصنعين جدد.

ومن المنتظر أن يتم خلال الفترة المقبلة توقيع عدد من الاتفاقيات بين الغرفتين لبحث مجالات التعاون، حيث يمثل ذلك الحل الأمثل لخفض رسوم الاستيراد وزيادة تنافسية المنتجات المحلية.

وقال محمد المهندس، رئيس غرفة الهندسة الميكانيكية، إن الهدف من التعاون هو تعزيز الصناعة المحلية وتحقيق التكامل الصناعي بين القطاعات المختلفة وتقليل الواردات وزيادة فرص التصدير المصرية.

أوضح المهندس أن الغرفة تمتلك إدارة قوية وذات سمعة طيبة، تضم كفاءات متعددة، لتوفير خطوط إنتاج وفق المعايير العالمية من خلال شركاتها الأعضاء. هذه الإدارة هي إدارة الآلات والمعدات. كما تمتلك غرفة الصناعات الغذائية مصانع بمجالات نشاط مختلفة تتطلب خطوط إنتاج وآلات لمصانعها. ويمكن البناء على هذا التطور لتحقيق شراكة متينة بين الغرفتين.

وأكد المهندس أهمية تكثيف الإنتاج المحلي ودعم الصناعة المصرية بهدف خفض تكاليف الاستيراد وبالتالي دعم الاقتصاد المصري بشكل كبير.

أوضح المهندس أن الغرفة نظمت العديد من المعارض لتشجيع التصنيع المحلي وتعزيز التكامل الصناعي بين المصنعين. يعرض كل مشارك قطع الغيار والمواد الاستهلاكية التي يحتاجها لعمله واستيرادها، مما يتيح للمصنعين المحليين أو ذوي القدرة الإنتاجية التعرف عليها وعرضها. هذا يُقلل من الواردات، ويوفر العملة الأجنبية، ويعزز الصناعة المحلية. كل هذا يتماشى مع توجيهات الدولة والقيادة السياسية لتشجيع التصنيع المحلي.

وفي دراسة حديثة، أكد المجلس التصديري للصناعات الهندسية على أهمية تعميق التصنيع لزيادة القدرة التنافسية للصناعة المصرية ودعم توسع الشركات في الأسواق العالمية.

أكد المهندس شريف الصياد رئيس المجلس التصديري، أن خفض تكاليف التصنيع وتقليل الاعتماد على الواردات خطوات ستساهم في تحسين تنافسية القطاع وزيادة الصادرات بأكثر من 20% سنويا.

وأضاف الصياد أن تعزيز التعاون مع جميع الجهات الحكومية والغرف الصناعية سيعزز مناخ الاستثمار ويرفع معدلات الإنتاج والتصدير. وأكد أهمية تعميق التصنيع المحلي وتعزيز سلسلة القيمة للصناعة المصرية، باعتباره أحد ركائز النمو الاقتصادي.

أكد الدكتور أشرف الجزاري رئيس غرفة الصناعات الغذائية أن التعاون بين القطاع الخاص والحكومة لعب دوراً مهماً في تحسن الأداء الاقتصادي خلال الفترة الأخيرة.

وأشار الجزائري إلى أن التحديات الراهنة، وخاصة ارتفاع التكاليف ومعدلات الإنتاج، تتطلب تعاوناً أكبر بين جميع الأطراف لخفض هذه التكاليف، الأمر الذي سيزيد من تنافسية المنتجات المحلية في الأسواق العالمية.

وأشار المهندس أشرف الجزاري إلى أن قطاع الأغذية يعد من أكبر القطاعات الاقتصادية والتصديرية المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر باستثمارات تقدر بأكثر من 500 مليار جنيه.

وأشار إلى أن القطاع يضم نحو 27 ألف منشأة مسجلة لدى الغرفة، تساهم بنحو 24% في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفر أكثر من 7 ملايين فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وتولد صادرات تقدر قيمتها بنحو 11 مليار دولار.

من جانبه أكد المهندس محمد الشافعي عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية على أهمية تحقيق التكامل الصناعي الهادف إلى إنتاج منتج محلي قوي يحتاجه السوق المصري ويوفر فرص جيدة للتصدير.

أكد المهندس عبد الصادق أحمد، المستشار الفني لغرفة الصناعة، تكثيف التعاون بين المصنعين خلال الفترة المقبلة. وأوضح أنه تم الاستماع إلى احتياجات الغرفة من المواد الغذائية، ورفعها إلى إدارة الآلات والمعدات للتنفيذ. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على تبادل البيانات والمعلومات بين الغرفتين في هذا الشأن.

وأعرب المهندس ناجي يوسف رئيس قطاع الآلات والمعدات عن استعداد القطاع لتلبية احتياجات غرفة الصناعات الغذائية وكافة الغرف الأخرى من المعدات والآلات وخطوط الإنتاج بمختلف أنواعها.

وقال ناجي إن المصانع المحلية تمتلك خبرات واسعة لتلبية احتياجات عدد كبير من الغرف، الأمر الذي سيساهم بشكل مباشر في خفض تكلفة المنتجات المحلية.

وقال ناجي إن قطاع الهندسة واعد ويمتلك خبرات كبيرة يمكنها أن تسهم في تحقيق كافة خطط الدولة لتعزيز الصناعة المحلية.

وأعلن ناجي أن اللقاء بين غرفة الهندسة الميكانيكية وغرفة الصناعات الغذائية حقق عدة نتائج إيجابية منها عرض كافة احتياجات الغرفة من خطوط إنتاج وآلات ومعدات ضرورية.

وتم الاتفاق على تزويدهم عبر مصانع الوزارة بعدد من خطوط إنتاج التعبئة والتغليف ومرافق تصنيع منتجات الدواجن ومراكز تجميع الحليب، حيث تمتلك الكوادر والقدرة الكافية لتلبية احتياجات العديد من المصانع، بدلاً من استيرادها من الخارج.

جدير بالذكر أن تعميق التصنيع المحلي هو برنامج حكومي يهدف إلى زيادة القدرة التنافسية للصناعة المصرية، واستبدال المنتجات المستوردة بمنتجات محلية، وإنشاء قاعدة صناعية من الموردين المحليين بهدف تقليل استيراد كل من المنتجات النهائية ومدخلات التصنيع.

حددت الحكومة المصرية 152 مكونًا إنتاجيًا لتصنيعها في مصر. ويشكل هذا ركيزةً أساسيةً لتكثيف التصنيع المحلي. ويعني ذلك تصنيع معدات الإنتاج في مصر، مما يحل محل المكونات المستوردة، ويخلق بدائل محلية، ويربط بين الشركات المصنعة لتحقيق التكامل الصناعي.

تجدر الإشارة إلى أن من أهم سمات الاستراتيجية الوطنية للتنمية الصناعية حتى عام 2027 تحقيق خمسة أهداف أساسية بحلول عام 2026/2027. وتشمل هذه الأهداف نموًا صناعيًا بنسبة 8%، وزيادة مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 20%، ونموًا في الصادرات يتراوح بين 18% و25% سنويًا، وتوسيع نطاق التحول إلى الصناعات الخضراء والاقتصاد الدائري. ويهدف ذلك إلى تحقيق هدف الحكومة المصرية المتمثل في وصول قيمة الصادرات إلى حوالي 145 مليار دولار.

تهدف الاستراتيجية إلى جذب الاستثمارات لتعزيز الصناعة، مستهدفةً الصناعات ذات الأولوية التي تمتلك فيها مصر قاعدة تصنيعية وتوفر فرصًا ومزايا تنافسية إقليميًا وعالميًا. وسيتحقق ذلك من خلال حزمة شاملة من الحوافز والدعم الفني المُصمم خصيصًا لتلبية احتياجات كل صناعة.


شارك