لبنى عبد العزيز فى ليلة الاحتفال بعيد ميلادها الـ90: أتمنى كل حاجة حلوة لبلدنا ولفلسطين

منذ 23 ساعات
لبنى عبد العزيز فى ليلة الاحتفال بعيد ميلادها الـ90: أتمنى كل حاجة حلوة لبلدنا ولفلسطين

واستقبلها الجمهور بأغنية “كل عام وأنت بخير يا جميلة” وتمنوا لها الصحة والعمر المديد.

احتفلت سلسلة “أرواح في المدينة” بالذكرى التسعين لميلاد الفنانة لبنى عبد العزيز، التي صادفت يوم الأول من أغسطس، بأمسية بقاعة إيوارت التذكارية بالجامعة الأمريكية بالتحرير، حيث حصلت على لقب “طالبة العام الجامعية” قبل 70 عامًا.

تضمنت الأمسية نقاشًا حول مسيرتها الفنية، ومقارنةً بتاريخ القاهرة في عصرها. وحضر الحفل شقيقها الطيار إيهاب عبد العزيز، والدكتور عمرو حلمي، وزير الصحة الأسبق، والناقد الفني طارق الشناوي، والمخرج علي إدريس، والفنان التشكيلي الدكتور فريد فاضل.

بدأ حفل الافتتاح بكلمة لمحمود التميمي، مؤسس مشروع “أرواح في المدينة”، تحدث فيها عن تاريخ قاعة إيوارت، التي شُيّدت عام ١٩٢٨ وشهدت لحظات استثنائية على مر تاريخها. أحيت أم كلثوم حفلات موسيقية هنا قبل نحو ٩٠ عامًا، وأحيت العديد من الحفلات. وألقى طه حسين، وجمال عبد الناصر، ومحمد حسنين هيكل، وشخصيات بارزة أخرى، كلمات على المسرح.

في كلمته، ربط التميمي قاعة إيوارت بنجمة الحفل، لبنى عبد العزيز: “ما يربطنا بهذه القاعة الليلة هو عبقرية المشهد قبل 70 عامًا عندما صعدت المصرية لبنى عبد العزيز درجات هذا السلم وتُوّجت بلقب ملكة جمال الجامعة الأمريكية. واليوم، بعد 70 عامًا، نحتفل بعيد ميلادها التسعين في نفس المكان الذي شهد بداياتها، وارتبط بأعمالها، بل وظهرت في بعض أفلامها”.

وبعد كلمة التميمي، صعدت لبنى عبد العزيز إلى المسرح وسط تصفيق حار من الجمهور، قبل أن يغني الجميع أغنية “عيد ميلاد سعيد يا جميلة” احتفالاً بعيد ميلادها.

وفي كلمتها، قالت لبنى عبد العزيز: “أنا سعيدة أن أكون على قيد الحياة وأن أكون معكم”، ليرد عليها الحضور: “الله يعطيك الصحة والعمر المديد”، قبل أن تواصل: “أتمنى لبلدنا وفلسطين كل الخير”.

أوضحت لبنى عبد العزيز أنها اختارت الجامعة الأمريكية لأنها أرادت أن تسبح ضد التيار. أرادت أن تسلك مسارًا مختلفًا عن المسار السائد آنذاك، إذ كان العديد من زملائها في الدراسة يلتحقون بجامعة القاهرة. فاختارت المسار الآخر، وهو قرار وافق عليه والدها.

قالت لبنى إن مسيرتها الفنية بدأت في الإذاعة. أعجب عبد الحميد يونس، صديق والدها، بموهبتها بعد أن ألقت قصيدة في تجمع عائلي. قال: “هذه الفتاة تستحق أن تكون في الإذاعة”. ومن هنا، خطت خطواتها الأولى في سن العاشرة.

تذكرت لبنى عبد العزيز موقفًا طريفًا جمعها بأسطورة الغناء أم كلثوم في الاستوديو. قالت: “دخلتُ في الموعد المحدد، فوجدتُ أم كلثوم تتدرب. اعترضتُ لأنه وقتي، لكنها خرجت، وربتت على وجهي، وقالت: سررتُ بوجودكِ هنا. بلّغي سلامي لوالدكِ”. موقفٌ عكس شجاعتها وتقديرها لـ”كوكب الشرق”.

خلال الأمسية، عرضت التميمي صورة لبنا عبد العزيز وهو يتسلم ميدالية من الرئيس جمال عبد الناصر في يوم العلم والفنون. وأوضحت أنها التقت به أول مرة في المسرح نفسه عندما سلمته الميدالية في إحدى الفعاليات. ثم طلب منها العودة في فعالية لاحقة لتسليمه الميدالية. أما اللقاء الثالث فكان يوم تسليم الميدالية، محاطًا بنخبة من المكرمين.

من أرشيفات الصحافة في خمسينيات القرن الماضي، يأتي موقف طريف عاشته الفنانة لبنى عبد العزيز خلال عملها كمذيعة إذاعية. ذهبت إلى منزل الرئيس الراحل أنور السادات، عندما كان لا يزال رئيسًا لمجلس الأمة، لتسجيل حلقة من برنامج “ضيف الأسبوع”. اختارت لبنى “رمضان” موضوعًا للحديث. استقبلها السادات، وبدأ نقاشًا قبل بدء التسجيل. أمسكت بقلم وورقة لتدوين الملاحظات، وانغمست تمامًا في الحديث حتى سمعت السادات فجأة يقول بصوت حازم: “ما هذا يا لبنى؟” احمرّ وجهها، والتفتت إليه وعيناها مليئتان بالأسئلة عن الخطأ الذي ارتكبته. لكنها سرعان ما أدركت الموقف وضحكت ضحكة مكتومة لأن السادات كان يوبخ ابنته الصغيرة لبنى، وليس المذيعة الشابة الجالسة أمامه.

من جانبه، قال الناقد طارق الشناوي إن لبنى عبد العزيز كانت ظاهرة فنية فريدة، إذ لمع نجمها في زمن برزت فيه نجمات كبيرات مثل فاتن حمامة، وماجدة، وشادية، وهند رستم، ومريم فخر الدين. إلا أنها، بفضل خلفيتها الثقافية والفكرية والإنسانية، وأدوارها التي جسدت شخصية الفتاة الشجاعة، وعبرت عن روح أواخر الخمسينيات، حين أعطى المجتمع مساحة أكبر لحرية المرأة، استطاعت أن تبرز.

وتابعت الشناوي أن لبنى عبد العزيز عملت مع مخرجين كبار، مستشهدة بمشهدها الشهير في فيلم عام 1957 عندما رفعت ساقها أثناء مكالمة هاتفية، وهو ما اعتبر جريئا للغاية في ذلك الوقت.

وأضاف أن حب الجمهور لها لم ينقص، مستشهدًا بحادثةٍ عندما صعدت على خشبة المسرح في مهرجان، حيث عزفت الفرقة أغنية “أسمر يا أسمراني”، وتفاعل الجمهور معها في مشهدٍ مؤثر.

أكدت الشناوي أن تعاونها مع فريد الأطرش كان علامة فارقة. وكتب الكاتب كامل الشناوي آنذاك: “لبنى عبد العزيز تُحيي العظام المتآكلة”، أي أنها أعادت لفريد تألقه خلال تلك الفترة. كما وصف فيلم “ضربة المتسولين” للمخرج حسن الإمام بأنه من أهم أعمال السينما المصرية، رغم عدم تلقيه إشادة نقدية كافية. وأكد أن لبنى عبد العزيز قارئة نهمة، تتابع الصحافة العربية والأجنبية، وتهتم بأدق التفاصيل، مما انعكس على اختياراتها الفنية والشخصية.

قال المخرج علي إدريس: “قبل أن أبدأ ارتياد السينما، تعرفت على أعمال الفنانة لبنى عبد العزيز من خلال أفلامها التلفزيونية، مثل “عروس النيل” و”عشق الأسياد” وغيرها”. وتابع: “شاهدتُ اثنين من أشهر أفلامها، “ضربة المتسولين” و”هي والرجال”، مع المخرج حسن الإمام. لعبت فيهما دور الخادمة، وهو اختبار صعب لأي ممثل، رغم تخرجها من الجامعة الأمريكية، لكنها أتقنته بمهارة فائقة”.

وتابع: “عندما بدأتُ التحضير لفيلم “جدو حبيبي”، تذكرتُ كل هذه الأعمال، وذهبتُ إليها في مسرح الريحاني ومعي نسخة من أحد أفلامي والسيناريو. طلبتُ منها قراءته، فوافقت. كان شرفًا عظيمًا لي أن أعمل مع فنانة من الجيل الذهبي للسينما المصرية، وستظل قصتها حاضرة بيننا دائمًا”.


شارك