لامي: رفض حكومة نتنياهو حل الدولتين خطأ أخلاقي واستراتيجي

منذ 3 شهور
لامي: رفض حكومة نتنياهو حل الدولتين خطأ أخلاقي واستراتيجي

قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الثلاثاء، إن رفض الحكومة الإسرائيلية لحل الدولتين كان “خطأ أخلاقيا واستراتيجيا”.

جاء ذلك في كلمة له خلال المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، بمقر الأمم المتحدة بنيويورك.

وسلط لامي الضوء على الوضع في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ 22 شهرا.

وقال إن “الدمار في قطاع غزة مفجع. الأطفال يموتون جوعاً، وتحويل إسرائيل للمساعدات الإنسانية أذهل العالم أجمع”، مؤكداً أن هذا يُعد إهانة لقيم ميثاق الأمم المتحدة.

أكد وزير الخارجية البريطاني على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووضع خطة لجعله مستداما.

وأضاف: “يظهر تاريخنا أن بريطانيا تتحمل مسؤولية خاصة في دعم حل الدولتين”، الذي قال إنه “مهدد”.

وصرح بأن “رفض حكومة نتنياهو لحل الدولتين خطأ أخلاقي واستراتيجي، فهو يضر بالمصالح الإسرائيلية ويغلق الطريق الوحيد للسلام العادل والدائم”.

وتابع: “نحن عازمون على الحفاظ على جدوى حل الدولتين. ولهذا السبب، تعتزم الحكومة البريطانية الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول المقبل”.

وأضاف: “سنفعل ذلك ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية إجراءات لإنهاء الوضع المتدهور في قطاع غزة، وتوقف عملياتها العسكرية، وتلتزم بالسلام المستدام طويل الأمد القائم على حل الدولتين”.

وأضاف: “مطالبنا بشأن حماس نهائية وغير قابلة للتغيير. وسنقيّم تقدم الأطراف في تنفيذ هذه الخطوات قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولا يحق لأي طرف منع هذا الاعتراف من خلال أفعاله أو امتناعه عن الفعل”.

وأكد الوزير لامي: “إن دعم بريطانيا لحق إسرائيل في الوجود وأمن شعبها يظل ثابتا”.

وأضاف: “إن وعد بلفور تضمن وعدا بعدم القيام بأي شيء من شأنه المساس بالحقوق المدنية والدينية للشعب الفلسطيني، لكن هذا الوعد لم يتم الوفاء به”، واصفا الوضع بأنه “ظلم تاريخي مستمر”.

وقال إن الاعتراف بدولة فلسطين وحده لن يغير الوضع على الأرض، وأن بلاده تتخذ خطوات عاجلة لتحسين الوضع الحالي في قطاع غزة حيث تتسبب إسرائيل في الجوع والمجاعة.

وأوضح أن “هذه الخطوات تشمل العمل مع شركائنا في الأردن لإسقاط المساعدات الإنسانية جواً، ونقل الأطفال المصابين إلى المستشفيات البريطانية، والدعوة إلى استئناف المساعدات من جانب الأمم المتحدة”.

وأكد لامي أنه لا يمكن أن تكون هناك رؤية أفضل لمستقبل المنطقة من حل الدولتين، مضيفا أن الصراع المستمر منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن حله أو احتوائه.

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الثلاثاء، بعد اجتماع لمجلس الوزراء بشأن قطاع غزة، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل إذا لم تستوف إسرائيل شروطا معينة.

وأوضح أن هذه الشروط تتضمن قيام الحكومة الإسرائيلية باتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الوضع المتدهور في قطاع غزة، وقبول وقف إطلاق النار، وإحياء إمكانية حل الدولتين، والالتزام بالسلام المستدام طويل الأمد.

ويجمع المؤتمر الذي بدأ الاثنين ويستمر حتى الأربعاء ممثلين رفيعي المستوى لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين ودعم عملية الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

من بين 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، اعترفت 142 دولة على الأقل بالدولة الفلسطينية التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.

قبل أيام قليلة من المؤتمر، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس ستعترف رسميا بفلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل.

بدعم أمريكي، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر عن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء الحملة.

خلّفت الإبادة الجماعية نحو 206 آلاف قتيل وجريح في فلسطين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.

وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1010 فلسطينيين، وأصابوا ما يقرب من 7 آلاف، واعتقلوا أكثر من 18 ألفاً، بحسب أرقام رسمية فلسطينية.

لقد احتلت إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان لعقود من الزمن، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل عام 1967.


شارك