الأزهر للفتوى: الإدمان حرام شرعا.. ونحذر من محاولات تمييع الحق أو تزييف الوعي عبر فتاوى شاذة

منذ 6 ساعات
الأزهر للفتوى: الإدمان حرام شرعا.. ونحذر من محاولات تمييع الحق أو تزييف الوعي عبر فتاوى شاذة

أكد مركز الأزهر العالمي للإفتاء أن أحكام الإدمان واحدة في الشريعة الإسلامية، مهما اختلفت صوره ومسمياته. وحذّر المركز من محاولات تمييع الحقائق أو تشويه الوعي العام عبر فتاوى منحرفة تُبرر استخدام هذه السموم أو تُقلل من خطورتها.

وأوضح في بيان أن تعمد إصدار فتاوى مضللة تبيح ما حرم الله أو تلوّث الناس عن دينهم، يُعدّ جريمة شرعية وأخلاقية ومهنية، وهو فعل يبرر المسؤولية القانونية لما يترتب عليه من إفساد العقل وتجاوز الحدود والاستهتار بالقيم الأساسية للمجتمع.

وأوضح أن المسكرات هي كل ما يُغيّم العقل والحواس ويُضعف التمييز، ويُولّد شعورًا بالنشوة والإثارة النفسية، والميل والجرأة على العنف والعدوان وارتكاب شتى أنواع المعاصي. ومن أمثلة ذلك الكحول بجميع أنواعه.

وأكد أن المسكرات من أعظم المحرمات، قليلها وكثيرها. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} [المائدة: 90]، مستشهدًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “كل مسكر مسكر، وكل مسكر حرام”. وقال أيضًا: “المسكرات أم الخبائث، من شربها لم تجب له صلاة أربعين يومًا، ومن مات وفي بطنه مسكر مات ميتة جاهلية”.

في هذا السياق، أوضح المركز أن المخدرات تُشوّش العقل، وتُضعف الإدراك، وتُخدّر الأطراف والحواس دون أن تُحدث شعورًا بالنشوة. كما تُسبب هلوسات حسية وسمعية، وتباطؤًا حادًا في ردود الفعل العقلية والحسية، مما يُفسر ارتباطها المباشر بارتكاب الجرائم.

وأضاف: المخدرات من الشرور المحرمة، شأنها شأن الخمر، لأنها تُغشي العقل، ولأن الله تعالى يقول: {يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيَنْهَى عَنْهُمْ الْخَبَائِرَ}، سواءً كانت مخدرات خامًا أو مُصنَّعة أو مُعَدَّة. والأمثلة كثيرة، منها الحشيش بأنواعه، كالماريجوانا (مخدر ومنبه)، والأفيون، والكوكايين، ومخدرات الترامادول واللاريكا.

أما “المُفْتَر”، فأوضح أن “المُفْتَر” هو كل ما يُسبِّب عند تناوله خمولاً، وخدراً في الأطراف، وتثبيطاً للجهاز العصبي البشري وقواه، وتبلداً في الحواس، واختلالاً في العضلات والتوازن العقلي. ومن أمثلة ذلك بعض أنواع التدخين التي تُعالَج بمواد مخدرة كالحشيش. وأكد أن ذلك من المحرمات الواردة في الحديث الشريف: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل ما يُسْكِر ويُخْمِد”.

فيما يتعلق بالمنشطات، أوضح أنها مواد تُحفز الجهاز العصبي لزيادة الأداء البدني أو العقلي مؤقتًا. إلا أنها تؤدي لاحقًا إلى الإدمان والانهيارات العصبية والنفسية. يُحظر استخدامها منعًا باتًا نظرًا للأدلة المذكورة أعلاه والأضرار الطبية والاجتماعية المُثبتة الناجمة عن استخدامها وإدمانها. تُعرّض هذه المواد مستخدميها للتوتر المستمر والقلق والأرق والاضطرابات العصبية والهلوسة والذهان، بالإضافة إلى اضطرابات قلبية ونفسية مزمنة وفقدان الشهية. كما يُمكن أن تُؤدي إلى أمراض نفسية مؤقتة والانتحار. علاوة على ذلك، ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالجريمة ومجموعة من الأمراض والمشاكل الاجتماعية، منها أمثلة عديدة، منها الكبتاجون والشبو والآيس.


شارك