دبلوماسي سابق: على الإدارة الأمريكية المبادرة بإحياء اتفاق سد النهضة

منذ 10 ساعات
دبلوماسي سابق: على الإدارة الأمريكية المبادرة بإحياء اتفاق سد النهضة

دعا نائب وزير الخارجية الأسبق والسفير محمد حجازي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ترجمة تصريحاته حول رغبته في السلام إلى أفعال ملموسة من خلال إحياء اتفاقية سد النهضة الإثيوبي التي ترعاها الولايات المتحدة لعام 2020.

وفي منشور على موقع “تروث سوشيال” أمس، أشار ترامب إلى أنه مؤهل للحصول على جائزة نوبل للسلام، وسلط الضوء على جهوده في عدة مجالات، بما في ذلك الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا.

وقال إن سد النهضة الإثيوبي الضخم، الذي بنته إثيوبيا بما وصفه بأموال أميركية “غبية”، كان يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل.

في تصريحاتٍ لصحيفة الشروق، اعتبر السفير حجازي تغريدة الرئيس الأمريكي فرصةً لاختبار صدقه. وقال: “إذا كانت تغريدة الرئيس ترامب تعني أنه رجلٌ يسعى للسلام، فعليه أن يلتزم التزامًا حقيقيًا بالأمن والاستقرار”.

ودعا ترامب إلى بذل جهود دبلوماسية تؤدي إلى توقيع الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف، والذي لم تشارك فيه إثيوبيا.

وذكّر حجازي بأنه في الفترة ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 2019 وفبراير/شباط 2020، أجرت واشنطن بالتعاون مع البنك الدولي، وتحت إشراف ترامب ورئاسة وزير خزانته، مفاوضات جادة أفضت إلى صياغة مسودة عقد ملزم قانوناً لملء وتشغيل السد.

وأضاف أن وزير الخارجية المصري كان حاضرا ووقع على الاتفاق بالأحرف الأولى، في حين غابت إثيوبيا عن جولة التوقيع الأخيرة، “وهو ما يمثل مفارقة دبلوماسية غير عادية”.

وقال نائب وزير الخارجية الأسبق إن الحكومة الأميركية يجب أن “تجدد مبادرتها لإحياء جهود تنفيذ هذا الاتفاق وتوقيعه بين الأطراف الثلاثة في البيت الأبيض بحضور الرئيس ترامب”، مشيرا إلى أن هذا هو الطريق الطبيعي للعلاقات المستقرة في منطقة شرق أفريقيا وحوض النيل.

وأشار حجازي إلى أن اتفاق 2020 الذي روجت له واشنطن حقق صيغة شاملة تحمي حقوق إثيوبيا ومصر والسودان في تنمية واستخدام مياه النيل دون المساس بمصالح مصر الحيوية في النيل.

في ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلنت مصر انتهاء المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير دون نجاح، مضيفة أنها ستراقب عن كثب عملية ملء السد وتشغيله.

وأكدت القاهرة حينها أنها تحتفظ بحقها الذي تكفله المواثيق والاتفاقيات الدولية في الدفاع عن مياهها وأمنها القومي في حالة تعرضها لأي ضرر.

وأكد ترامب أنه يستحق جائزة نوبل لأنه ساهم في تحقيق السلام بين الهند وباكستان، وصربيا وكوسوفو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.

قال حجازي إن مصر ستدعم هذا الترشيح وتوافق عليه إذا أدى إلى حل الأزمة الراهنة، ورفض دعوة إسرائيل للحرب والقتل ضد إيران، وحل الوضع في المنطقة. ويشمل ذلك جهود حل القضية الفلسطينية، ووقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى في قطاع غزة، وعقد مؤتمر لإعادة الإعمار.

دعا نائب وزير الخارجية السابق الشركاء الإقليميين والأوروبيين إلى الضغط على الولايات المتحدة لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار، سواءً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الصراع الإسرائيلي الإيراني. كما ينبغي عليهم كبح جماح توجهات اليمين الإسرائيلي المتطرف التي تقود المنطقة إلى حالة حرب ومواجهة دائمة، وتحرم شعوبها من مهاراتها وثرواتها وآمالها في التنمية والاستقرار.


شارك