هآرتس: الشرطة تستغل حالة الطوارئ لمنع مظاهرات ضد الحكومة وحرب إيران

وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، السبت، أن الشرطة الإسرائيلية تستغل حالة الطوارئ في البلاد وتمنع المظاهرات ضد الحكومة والحرب مع إيران “دون سلطة قانونية”.
في 13 يونيو/حزيران، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، في أعقاب بدء العدوان على إيران.
وكشفت صحيفة هآرتس أنه منذ بداية الحرب مع إيران، قامت الشرطة “باعتقال واحتجاز متظاهرين مناهضين للحكومة في عدة احتجاجات”، بزعم أنهم “انتهكوا مراسيم الطوارئ”.
ومع اندلاع الحرب، أصدرت إسرائيل “أوامر حماية” تتضمن إرشادات لحماية المدنيين من التهديدات الأمنية، بما في ذلك تعليمات بشأن التجمعات والسلوك عند سماع صفارات الإنذار.
وأضاف الصحافي: “منذ بداية الحرب مع إيران، منعت الشرطة المظاهرات والاحتجاجات بدعوى أنها تجمعات محظورة بموجب حالة الطوارئ المفروضة على الجبهة الداخلية”.
وبحسب المصدر ذاته، منعت الشرطة الإسرائيلية المتظاهرين من الاحتجاج في عدة مناسبات، واعتقلت بعض الأشخاص رغم أنهم لم يشكلوا تجمعا.
وتابعت صحيفة هآرتس: “على الرغم من إعلان حالة الطوارئ الخاصة على الجبهة الداخلية، فإنه لا يوجد عائق قانوني أمام تنظيم المظاهرات أثناء الحرب”.
وبموجب القانون الإسرائيلي، “يحق لوزير الدفاع أو الحكومة إعلان حالة الطوارئ، وهو ما يمنح الجيش صلاحيات واسعة على الجبهة الداخلية لإسرائيل، لكنه لا يمنح صلاحيات مباشرة للشرطة”، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
وبالإضافة إلى ذلك، ووفقًا للتعليمات المحدثة لقيادة الجبهة الداخلية، يُسمح بالتجمعات التي يصل عدد المشاركين فيها إلى 30 شخصًا بالقرب من الملاجئ، ولا توجد أي مانع من إقامة مظاهرة صغيرة.
وذكرت الصحيفة أن مظاهرة جرت اليوم الثلاثاء أمام قاعدة كيريا الجوية في تل أبيب، حيث رفع المتظاهرون لافتات مناهضة للحكومة وطالبوا بالإفراج عن السجناء وإنهاء الحرب ضد غزة وإيران.
وقالت إن الشرطة وصلت إلى مكان الحادث واعتقلت بالقوة عددا من المتظاهرين لمخالفتهم التعليمات، على الرغم من الحفاظ على مسافة كافية بين بعضهم البعض.
يوم الاثنين، تظاهر نحو عشرين شخصًا ضد الحرب الدائرة في حيفا، شمال إسرائيل. وأبلغتهم شرطية بأنه يُمنع عليهم ارتداء قمصان تحمل شعارات مناهضة للحرب.
وعندما رفضوا وقف احتجاجهم، وصلت قوات كبيرة من الشرطة، وقامت باعتقال المتظاهرين ومنعت المظاهرة من الاستمرار.
منذ فجر 13 يونيو/حزيران، شنّت إسرائيل، بدعم أمريكي، هجومًا واسع النطاق على إيران، مستهدفةً منشآت نووية وقواعد صواريخ وقادة عسكريين وعلماء نوويين. ردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة على عمق إسرائيل، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
وبحسب آخر حصيلة رسمية للقتلى أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية السبت، قُتل 430 شخصاً وجُرح أكثر من 3500 آخرين في الهجمات الإسرائيلية، معظمهم من المدنيين.
في المقابل، أشارت أحدث التقديرات الإسرائيلية، التي نقلتها وسائل الإعلام العبرية بما في ذلك القناة 12، إلى أن عدد القتلى بلغ 26. وأعلنت وزارة الصحة يوم الجمعة أن 2517 إسرائيليا أصيبوا جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية، من بينهم 21 في حالة حرجة و103 في حالة متوسطة.
وبحسب مراقبين، فإن الخسائر الإسرائيلية أكبر من ذلك، إذ تفرض تل أبيب رقابة صارمة على نشر أي معلومات عن مواقع سقوط الصواريخ الإيرانية وعواقبها. وهذا يشير إلى أن الإحصائيات مرشحة للارتفاع أكثر.