وزير الصحة يفتتح اجتماع اللجنة التوجيهية الإقليمية ReSCO ويؤكد دعم مصر للتكامل الصحي القاري

منذ 5 ساعات
وزير الصحة يفتتح اجتماع اللجنة التوجيهية الإقليمية ReSCO ويؤكد دعم مصر للتكامل الصحي القاري

اختيرت مصر لاستضافة مركز تنسيق شمال أفريقيا لدورها الهام في دعم الصحة في القارة. وسترأس تونس الدورة الحالية، بينما تتولى الجزائر منصب نائب الرئيس.

افتتح الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اليوم الاثنين، اجتماع اللجنة التوجيهية الإقليمية (ReSCO) في القاهرة. وحضر الاجتماع، الذي استضافه مركز شمال أفريقيا التنسيقي للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC)، ممثلون عن الدول الأعضاء، وصانعو السياسات، وخبراء الصحة من القارة.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد عبد الغفار التزام مصر الكامل بدعم الجهود الصحية في مختلف أنحاء القارة الأفريقية، مشدداً على أن التحديات العابرة للحدود لا يمكن معالجتها إلا من خلال منظور قاري متكامل يرتكز على مبادئ القيادة الجماعية والتمكين.

قال عبد الغفار: “مصر تشارك في هذه العملية ليس كدولة مؤقتة، بل كفاعل حقيقي ومسؤول يسعى إلى إرساء نموذج أفريقي شامل للرعاية الصحية. لسنا مراقبين للتغيير، بل صانعيه، ممثلين قارة قررت أن ترسم مستقبلها بنفسها”.

أكد أن الاجتماع لم يكن مجرد جلسة تنسيق فني، بل كان تعبيرًا عن الإرادة السياسية والتقنية المشتركة لبناء نظام صحي أكثر إنصافًا واستدامة. وأضاف أنه مع وجود مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، أصبح لأفريقيا الآن مرجعية قارية. ووصف مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بأنه “قائد موثوق” قادر على توحيد الصفوف وتعزيز قدرات الدول على رصد الأوبئة والاستجابة لها والسيطرة عليها، بالإضافة إلى مكافحة الميكروبات.

أكد عبد الغفار أن أبرز ما يميز المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها هو قدرتها على خلق إطار صحي موحد يعكس تطلعات شعوب القارة ويضمن حقها في الصحة والكرامة الإنسانية. وأعرب عن فخر مصر باستضافة معرض ومؤتمر الصحة الأفريقي (إكسكون هيلث أفريكا) في الفترة من 24 إلى 27 يونيو 2025، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبشراكة استراتيجية مع المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها. واعتبر هذا الحدث علامة فارقة على طريق بناء السيادة الصحية في القارة.

أكد الوزير أن المؤتمر يهدف إلى وضع خارطة طريق للاستثمار في قطاع الصحة، وتوطين إنتاج المستلزمات الطبية، وتعزيز العمل المشترك في القارة. كما أكد أن مصر تفخر باستضافة الاجتماع الأول للجنة الاستشارية الفنية الإقليمية (ReTAC) وبمشاركتها في إنشاء مركز إنتاج للمنتجات البيولوجية مع المغرب، في خطوة استراتيجية نحو تحقيق السيادة القارية في إنتاج اللقاحات والتشخيصات الحيوية.

وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن مراكز التنسيق الإقليمية، التي يقودها مركز شمال أفريقيا، ليست مجرد وحدات تنفيذية، بل هي “مراكز استراتيجية” تعتمد على خصوصيات كل منطقة، وتربط النظم الصحية الوطنية بأجندة القارة من خلال المراقبة وتنسيق المختبرات وبناء القدرات والاستجابة السريعة للطوارئ.

واختتم الوزير كلمته مؤكدًا على استمرار قيادة مصر في دعم مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا. ويُظهر هذا الاجتماع ما يمكن تحقيقه عندما تجتمع الإرادة السياسية والرؤية التقنية والقيادة المؤسسية. وأضاف أن مستقبل الصحة في أفريقيا أصبح واقعًا ملموسًا، ونحن نساهم في رسم ملامحه، ومصر، بكل فخر، في طليعة هذا التطور.

في هذا السياق، أعلن الدكتور مصطفى الفرجاني، وزير الصحة التونسي، خلال الاجتماع، اختيار مصر مقرًا رسميًا لمركز التنسيق الإقليمي لشمال إفريقيا التابع للمراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC). وأكد أن هذا القرار يُبرز الدور المحوري للقاهرة في دعم الصحة القارية، وقدرتها المؤسسية والتنفيذية على قيادة البرامج الصحية المشتركة. وتم الاتفاق خلال الاجتماع على أن تترأس تونس المركز للدورة الحالية، بينما تتولى الجزائر منصب نائب الرئيس. كما تم الاتفاق على تجديد هيكل القيادة كل عامين لضمان التنوع والتمثيل العادل لمختلف دول المنطقة، وتحسين فعالية التنسيق والعمل المشترك على المستوى القاري.

أعرب الدكتور راجي تاج الدين، نائب المدير العام لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، عن امتنانه العميق لمصر لاستضافتها أعمال اللجنة التوجيهية، وأشاد بدور القاهرة المحوري في دعم القارة. وخص بالشكر الدكتور خالد عبد الغفار على دعمه المتواصل. وقال: “يمثل هذا الاجتماع خطوة استراتيجية نحو وضع خارطة طريق للعمل المشترك لمكافحة الأمراض والوقاية منها، مع التركيز على توطين صناعة الأدوية، وتطوير قدرات الفحص والتشخيص، وزيادة الاستثمارات الصحية لتحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا”.

وأكد السفير علي درويش، رئيس الوفد الدائم للاتحاد الأفريقي لدى جامعة الدول العربية، أن الاجتماع لا يهدف فقط إلى تحديد التحديات الصحية، بل يهدف أيضاً إلى تطوير حلول مبتكرة تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز النظم الصحية في جميع أنحاء القارة.

قال درويش: “لقد شكّلت جائحة كوفيد-19 اختبارًا حقيقيًا لقدرات القارة”. وأضاف: “على الرغم من محدودية الموارد، أثبتت أفريقيا قدرتها على التكيف والصمود من خلال التنسيق وتبادل المعرفة”. وأكد أن الاجتماعات التي عُقدت في مصر تُمثّل استمرارًا لهذا النهج. وتتطلع القارة الآن إلى المستقبل، وتخطط لتعاون فعال مع الدول الشريكة لبناء أنظمة صحية شاملة وعادلة تضمن التغطية لجميع المواطنين.


شارك