نائب وزير الصحة: حزمة من الإجراءات لحوكمة الولادة القيصرية بالمستشفيات

• ارتفع عدد عمليات الولادة القيصرية غير المبررة إلى 72%، مقارنة بـ 10% على مستوى العالم.
أعلنت الدكتورة عبلة الألفي، نائبة وزير الصحة للسكان وتنمية الأسرة ورئيسة المجلس القومي للسكان، عن حزمة من الإجراءات لتنظيم الولادات، تشمل إلزام المستشفيات بتطبيق نظام روبسون ومعايير منظمة الصحة العالمية، وتشكيل لجان لتنظيم النسل، وتوفير غرف ولادة مجهزة بالكامل، وتدريب الكوادر الطبية على الولادة الطبيعية الآمنة.
جاء ذلك خلال اجتماع تنسيقي عقد بمحافظة قنا مع 85 من رؤساء وممثلي المنشآت الصحية الخاصة لمتابعة التقدم وتحسين التعاون في قضايا السكان والصحة.
حضر اللقاء الدكتور هشام زكي، رئيس الإدارة المركزية للمنظمات غير الحكومية والتراخيص؛ والدكتور محمد يوسف، مدير مديرية الصحة بقنا؛ والدكتور ياسر جمال، مدير عام المتابعة بالمجلس القومي للسكان؛ وأسامة عبد المنعم، مدير عام التقييم بالمجلس، بالإضافة إلى عدد من مستشاري البنك الدولي وصندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر. وكان اللقاء جزءًا من زيارة نائب الوزير للمحافظة.
أشارت الدكتورة عبلة الألفي إلى الزيادة الكبيرة في حالات الولادة القيصرية غير المبررة طبيًا، والتي ستصل إلى 72% بحلول عام 2024، مما يؤثر سلبًا على جهود الدولة. وحذرت من المخاطر الصحية على الأمهات والأطفال، مثل زيادة وفيات حديثي الولادة، والتوحد، والسمنة، وتأخر النمو، بالإضافة إلى مضاعفات خطيرة على الأم كالنزيف وانزياح المشيمة.
صرحت نائبة الوزير بأن الولادات القيصرية غير المبررة تُضاعف خطر إصابة الأطفال بالتوحد أربعة أضعاف، وتزيد من احتمالية إصابتهم بالسمنة وتأخر النمو وضعف المناعة، نتيجة حرمان الطفل من مُحفزات النمو الطبيعية. كما تُساهم في ارتفاع معدل وفيات حديثي الولادة بسبب مشاكل الجهاز التنفسي الناتجة عن عدم اكتمال تحضير الرئة. وأشارت إلى أن الولادات القيصرية مسؤولة عن زيادة الولادات المبكرة في مصر، مقارنةً بالمعدل العالمي البالغ 10%. وبالنسبة للأمهات، فإن تكرار الولادات القيصرية يزيد من خطر النزيف وانزياح المشيمة، مما يُهدد حياتهن. وأعلنت أيضًا عن إطلاق حملة إعلامية مدتها ستة أشهر بعنوان “بداية آمنة” لاستعادة الثقة في الولادة الطبيعية وتبديد المفاهيم الخاطئة.
أكدت الدكتورة عبلة الألفي على أهمية التوعية بصحة ما قبل الحمل، والسيطرة على الأمراض المزمنة كفقر الدم والسكري، وتشجيع تناول مكملات حمض الفوليك، والمباعدة بين الولادات من ثلاث إلى خمس سنوات، وإدخال وسائل منع الحمل فور الولادة. ودعت إلى تطبيق برنامج لتقاسم المهام لمعالجة نقص أطباء أمراض النساء. وحذرت من المفاهيم الخاطئة حول وسائل منع الحمل، وأكدت على ضرورة توعية المجتمع ودمجها في المناهج الدراسية لتصحيح الثقافة العامة. من جانبه، أكد الدكتور هشام زكي على أهمية مشاركة القطاع الخاص في محافظة قنا، مشيرًا إلى أن القطاع يضم 11 مستشفى خاصًا و269 مركزًا طبيًا، مما يجعله شريكًا أساسيًا في تحسين مؤشرات الصحة والسكان. وأشاد بالنتائج الإيجابية التي تحققت في محافظات أخرى مثل أسيوط والإسكندرية، داعيًا إلى تكرار هذه النجاحات في قنا.
أتاح الاجتماع منصةً لمناقشات مثمرة حول تجارب تعزيز المبادرة الرئاسية “الألف يوم الذهبية” وتشجيع الولادة والرضاعة الطبيعية. كما نوقشت تحدياتٌ مثل قلة عدد استشاريي الرضاعة الطبيعية والحاجة إلى التخدير العام. ودعا المشاركون إلى تحسين الوضع المالي للولادات الطبيعية، وزيادة التدريب الطبي، وإنشاء لجان لرعاية ما بعد الولادة. وفي ختام الاجتماع، تم الاتفاق على دعم القطاع الخاص لتشجيع الولادات الطبيعية، بهدف خفض معدل الولادة القيصرية إلى 50% بحلول نهاية عام 2025، والالتزام بالبروتوكولات اللازمة لحماية صحة المواطنين وضمان الممارسة الطبية الآمنة.