إسرائيل.. فرار للخارج ونزوح بالداخل هربا من صواريخ إيران: الناس في حالة جنون

– هآرتس: مئات الإسرائيليين يفرون إلى قبرص اليونانية على متن يخوت صغيرة – قليل منهم يعترفون بأنهم يفرون من الصواريخ، ولا أحد يتحدث عن ذلك علانية. – بدأ الإسرائيليون بالبحث عن مسكن خارج منطقة تل أبيب الكبرى.
أثارت الحرب مع طهران، التي بدأتها تل أبيب بهجوم على إيران، ذعرًا في صفوف الإسرائيليين. هرب بعضهم عبر البحر، بينما قرر آخرون مغادرة وسط إسرائيل والتوجه جنوبًا، بعيدًا عن مرمى الصواريخ.
منذ بدء الحرب، أغلقت إسرائيل مجالها الجوي وحولت مسار عشرات الطائرات المدنية سرًا إلى الخارج، وفقًا لتقارير إعلامية عبرية. ويُحاصر ملايين الأشخاص الآن في إسرائيل، ويواجهون قصفًا صاروخيًا من طهران ردًا على العدوان الإسرائيلي المفاجئ.
فجر الجمعة، شنّت إسرائيل، بدعم أمريكي، هجومًا مفاجئًا على منشآت نووية وقواعد صاروخية إيرانية، أسفر عن اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين. ردّت طهران بصواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة على أهداف إسرائيلية، مُخلّفةً خسائر بشرية ومادية.
على مدى الأيام الأربعة الماضية، أصبح ميناء هرتسليا على ساحل البحر الأبيض المتوسط “محطة هروب” للإسرائيليين الذين يصلون في الصباح بحقائبهم بحثًا عن يخت يأخذهم إلى قبرص اليونانية ومن هناك إلى وجهات أخرى مقابل آلاف الدولارات، وفقًا لتقرير في صحيفة هآرتس.
وتقول الصحيفة: “بحسب مجموعات الفيسبوك المخصصة لمغادرة البلاد عن طريق البحر، فإن مئات الأشخاص يحاولون حاليا مغادرة إسرائيل عبر هذا الطريق، وكما هو معروف، هناك دائما من يسارعون إلى عرض خدماتهم مقابل المال عند الحاجة”.
وكما هو الحال في هرتسليا، ينتظر أصحاب اليخوت الصغيرة في عسقلان (جنوب) في مارينا حيفا (شمال) لنقل مجموعات لا يزيد عدد أفرادها على عشرة أشخاص.
وذكرت صحيفة هآرتس: “تواجد ما لا يقل عن 100 شخص في هرتسليا هذا الصباح، ولم تتمكن هيئة السكان بعد من تقييم حجم الظاهرة”.
وأوضحت أن معظم المسافرين قالوا إنهم لا يريدون العيش في إسرائيل ويريدون العودة إلى بلادهم، فيما ينتقل آخرون إلى الخارج ليكونوا مع أطفالهم.
وأشارت الصحيفة على وجه التحديد إلى أن “قليلين (من الركاب) يعترفون بأنهم يفرون من الصواريخ الإيرانية، ولا أحد يرغب في التحدث بصراحة مع الصحفيين”.
**رحلة ذهاب فقط
وتحدثت صحيفة هآرتس إلى عدد من الأشخاص الذين يستخدمون أسماء مستعارة، بما في ذلك شارون، التي قالت وهي تقف على الرصيف لتوديع زوجها الذي كان على وشك مواصلة رحلته من قبرص اليونانية إلى لندن: “هناك الكثير من القوارب التي تبحر هنا، والناس يصابون بالجنون”.
من ناحية أخرى، اعتبر عيدي هذه الرحلة بلا عودة، وقال: “سأنتقل إلى البرتغال. أخبرني شريكي، وهو إسرائيلي يعيش هناك منذ زمن طويل، أن الوقت قد حان”.
وعن المخاطر التي قد يواجهونها في الرحلة البحرية إلى قبرص، يقول عيدي: “في أسوأ الأحوال، نقفز في الماء… يتعين عليهم (الإيرانيون) أن يكونوا دقيقين للغاية حتى يتمكنوا من استهدافنا”.
قال حاييم وابنه أمير: “ابني رجل أعمال، وهو عالق هنا منذ أيام. ليس لديه خيار آخر. سيبحر إلى لارنكا (في جزيرة قبرص اليونانية) ومن هناك يسافر إلى ميلانو، إيطاليا. لن يهرب أو يفعل شيئًا من هذا القبيل”.
** الطرد داخل إسرائيل
يفر العديد من الإسرائيليين إلى الخارج أو داخل بلادهم، بحثا عن مساكن للانتقال بعيدا عن منطقة غوش دان (تل أبيب الكبرى)، المنطقة الأكثر استهدافا بالصواريخ الباليستية الإيرانية، بحسب تقرير القناة 12 الذي نشر الأحد.
وقالت “ف” وصديقتها اللتان تعيشان شمال تل أبيب إنهما تعيشان في مبنى قديم به مأوى صغير حيث كان يتعين عليهما التجول مع طفليهما بين أذرعهما.
وأضافت: “الملجأ صغير جدًا، وقديم، وغير مناسب. قررنا هذا الصباح البحث عن مكان آخر خارج نطاق القصف. لم نتردد، أردنا فقط الوصول بسرعة إلى منزل ذي غرفة محصنة”.
وقالت إنهم طلبوا من الأصدقاء المساعدة في العثور على سكن في منطقة شارون أو في السهل الساحلي.
وأضافت “طلبنا من كل من يستطيع أن يرسل رسائل إلى مجموعات أحيائهم لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء متاح”.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن هناك ارتفاعا في أسعار المساكن خارج منطقة تل أبيب بسبب زيادة الطلب.
وأوضحت القناة: “بحسب استطلاع أجريناه على منصة تأجير الشقق العالمية Airbnb، فإن متوسط سعر إيجار شقة في شمال البلاد لليلة واحدة يبلغ نحو 600 شيكل، ولكن من الممكن أيضا العثور على شقق بما لا يقل عن 200 شيكل لليلة الواحدة”، مشيرة إلى أن الدولار يساوي نحو 3.5 شيكل.
وفي منطقة الشارون يبلغ متوسط السعر نحو 200 شيكل لليلة الواحدة، وفي السهل الساحلي نحو 300 شيكل.
أما الباحثون عن سكن أرخص، فيمكنهم التوجه جنوبا إلى منطقة العربة، حيث يمكن العثور، بحسب المصدر نفسه، على العديد من الشقق بأقل من 100 شيكل لليلة الواحدة.
وقالت القناة: “منذ صباح الأحد، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مجموعات مختلفة منشورات ومناشدات من إسرائيليين – وخاصة من المنطقة الوسطى التي تقع في قلب حملة القصف الإيرانية – بحثا عن حلول مؤقتة وآمنة”.
وكان سكان كيبوتس ريم الذين فروا إلى تل أبيب بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر حظاً، إذ قرروا العودة إلى منازلهم المهجورة في الكيبوتس.
في هذا اليوم، شنّت فصائل فلسطينية، بقيادة حماس، هجومًا مباغتًا على المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية، أسفر عن مقتل وأسر جنود ومستوطنين واحتجازهم في قطاع غزة. وجاء هذا الهجوم ردًا على “اعتداءات قوات الاحتلال على الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى”.
وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن “العديد من سكان كيبوتس ريم، الذين تعرضوا للهجوم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، غادروا ملاجئهم المؤقتة في برجين سكنيين جنوب تل أبيب وعادوا إلى منازلهم خلال اليومين الماضيين”.