محمود محيي الدين: العالم يشهد تراجعا في حجم الاستثمارات والمساعدات الإنمائية

تعتمد بعض الدول الأفريقية على الدعم الخارجي لأكثر من 50% من مواردها.
دكتور. قال محمود محيي الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة 2030، إن العالم يشهد تراجعاً في حجم الاستثمارات والمساعدات التنموية، مما يؤثر على العديد من الدول، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على تلك المساعدات.
وقال محيي الدين، خلال مؤتمر إعلان المشاريع الفائزة بالمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، اليوم، إن بعض الدول الأفريقية تعتمد على المساعدات الخارجية بأكثر من 50%، وبالتالي ستتأثر بشدة بالقرارات الأخيرة لبعض الدول المانحة.
وأضاف محيي الدين أن الدول الأخرى التي تعتمد بشكل أقل على مساعدات التنمية تواجه تحديات في قطاعات رئيسية معينة، وهو ما وصفه بـ”معضلة التنمية”. وأوضح أن مصر تحتاج إلى مساعدات تنموية في بعض المجالات مثل تسهيل تدفقات الاستثمار وخفض المخاطر الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، تعمل البلاد على تحسين التمويل المحلي وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي.
وأكد محيي الدين أن مصر خطت خطوة مهمة في هذا الاتجاه بإطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة لتمويل التنمية. تم إعداد هذه الاستراتيجية بالتعاون بين رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير التعاون الدولي الدكتور مصطفى مدبولي. رانيا المشاط، وبالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى تعزيز الموارد المحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز التجارة الدولية، وإدارة الدين العام بكفاءة، وتوجيه الأموال إلى العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وأكد أن الوقت الحالي هو الأكثر ملاءمة لتنفيذ هذه الاستراتيجية، خاصة في ظل التغيرات العالمية التي تتطلب استخداماً أكبر للموارد المحلية وتعزيز التعاون الإقليمي.
وأشار محيي الدين إلى التصريح الذي أدلى به مدير صندوق النقد الدولي الشهر الماضي، والذي أشار إلى أن النمو الاقتصادي في الدول النامية يرتبط بثلاثة عوامل رئيسية هي: إعادة توزيع الموارد، أي توجيه الاستثمار إلى القطاعات الأكثر إنتاجية؛ التحول الاقتصادي، أي القدرة على التكيف مع التغيرات العالمية، مثل الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر؛ وتحقيق العدالة الاقتصادية، أي خلق فرص متكافئة للمستثمرين.
وأكد محيي الدين أن مصر تمتلك إمكانيات كبيرة في هذه المجالات وتمتلك موارد طبيعية وبشرية تؤهلها للتميز العالمي، إلا أن هناك حاجة لمزيد من الدعم لتعظيم الاستفادة من هذه القدرات.
وأشار إلى أن هناك عاملاً رابعاً أهم من الثلاثة السابقة وهو العامل الديموغرافي، إذ يعد الاستثمار في العامل البشري المحرك الأهم للتنمية المستدامة. وأضاف أن مصر تتميز بشعبها الشاب والمبتكر والمنتج. ومن ثم فإن الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا وريادة الأعمال أمر ضروري لضمان مستقبل اقتصادي قوي ومستدام.
ودعا إلى تضافر الجهود الحكومية والخاصة لتعظيم الاستفادة من هذه الموارد البشرية وجعلها حجر الأساس في النمو الاقتصادي المصري خلال السنوات المقبلة.