مصير الكون: هل يكشف تغير فهم الطاقة المظلمة عن نهاية جديدة؟

منذ 2 شهور
مصير الكون: هل يكشف تغير فهم الطاقة المظلمة عن نهاية جديدة؟

يقترب العلماء من فهم طبيعة القوة الغامضة التي تسمى الطاقة المظلمة، والتي يرتبط بها مصير الكون ارتباطًا وثيقًا.

تشكل هذه القوة ما يقرب من 70% من الكون ولها تأثير قوي، حيث تدفع النجوم والمجرات بعيدًا عن بعضها البعض بمعدل متزايد باستمرار.

ويحقق العلماء الآن تقدماً في فهم كيفية عمل هذه القوة. السؤال الكبير هو: هل هذه الطاقة المظلمة قوة ثابتة، كما افترضنا منذ فترة طويلة، أم أنها بدأت تضعف، كما تظهر فرضية مفاجئة تم اقتراحها لأول مرة في العام الماضي؟

وتدعم النتائج، التي عرضت يوم الأربعاء في اجتماع الجمعية الفيزيائية الأمريكية، فكرة أن هذه القوة ربما تكون في طور الضعف. ولكن العلماء ليسوا متأكدين تماما حتى الآن ولم يجدوا بعد تفسيرا واضحا لتأثير ذلك على فهمهم للكون.

وتأتي هذه النتائج من تعاون بحثي دولي يهدف إلى إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد تظهر توسع وتجمع المجرات على مدى إحدى عشر مليار سنة من تاريخ الكون. إن تتبع حركة المجرات بدقة يساعد العلماء على فهم القوى التي تؤثر عليها.

وكان المشروع، الذي أطلق عليه اسم “أداة التحليل الطيفي للطاقة المظلمة”، قد نشر تحليله الأول العام الماضي، استناداً إلى دراسة أجريت على ستة ملايين مجرة ونجم زائف. وأُضيفت بعد ذلك بيانات جديدة، ليصل العدد إلى ما يقرب من 15 مليونًا. وتشير هذه النتائج، إلى جانب قياسات أخرى مثل انفجارات النجوم، والضوء المتبقي من الكون المبكر، والتشوهات في أشكال المجرات، إلى أن الطاقة المظلمة قد تكون آخذة في التناقص.

يقول بهافنيش جين، عالم الكونيات في جامعة بنسلفانيا والذي لم يشارك في البحث: “لقد انتقلنا من اكتشاف مذهل إلى لحظة قد تتطلب إعادة التفكير الكامل في علم الكونيات وبداية جديدة”.

ومع ذلك، لا يزال من المبكر للغاية استبعاد الافتراض القائل بأن الطاقة المظلمة ثابتة، لأن النتائج الجديدة لم تصل بعد إلى مستوى الأدلة الإحصائية القاطعة المطلوبة في الفيزياء.

ويهدف التعاون البحثي إلى رسم خرائط لحوالي 50 مليون مجرة ونجم زائف بحلول نهاية عام 2026، في حين تستعد فرق علمية أخرى في جميع أنحاء العالم لإصدار بياناتها المتعلقة بالطاقة المظلمة في السنوات القادمة، بما في ذلك مهمة إقليدس التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية ومرصد فيرا سي روبين في تشيلي.

توصل العلماء إلى أنه إذا ظلت الطاقة المظلمة ثابتة، فإن الكون قد يستمر في التوسع إلى الأبد، ويصبح أكثر برودة، وأكثر عزلة، وأكثر ثباتًا.


شارك