مدبولي يؤكد ضرورة قيام المجتمع الدولي بالعمل على ترجمة مقررات القمة العربية

منذ 2 شهور
مدبولي يؤكد ضرورة قيام المجتمع الدولي بالعمل على ترجمة مقررات القمة العربية

– رئيس الوزراء يستعرض عدداً من المؤشرات الإيجابية المتعلقة بالاقتصاد المصري.

– مدبولي: عدد المصانع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وصل إلى 130 مصنعا

رئيس الوزراء الدكتور عقد مصطفى مدبولي مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم. وفيها أشار إلى أهم أنشطة هذا الأسبوع والديناميكية الكبرى التي نشهدها حالياً. القمة التي نظمتها الدولة المصرية أمس من أجل فلسطين وأعلن فيها عن خطة إعادة الإعمار والتأهيل السريع لقطاع غزة جاءت بالكلمات التالية: “كما رأيتم جميعاً، الحمد لله كان هناك إجماع كامل على القرارات التي اتخذت في القمة”. ويصدق هذا بشكل خاص على اعتماد المجموعة العربية لخطة إعادة الإعمار والتأهيل المبكر لقطاع غزة، والتي تعمل مصر على تنفيذها بالتعاون مع دولة فلسطين.

وأضاف مدبولي: «هذا الملف أسند إلينا، وكنا نتابعه بشكل مكثف طوال الفترة الماضية». والحمد لله أننا تمكنا من الاستفادة من كافة الدراسات التي وفرتها لنا السلطة الفلسطينية. سواء كانت دراسات دولية أو محلية، فقد طلبنا المساعدة من الجامعات وشركات الاستشارات بالإضافة إلى الجوانب المؤسسية والسياسية والأمنية. ولذلك كانت الدراسة شاملة. وقبل القمة كانت هناك أيضاً زيارة لرئيس وزراء دولة فلسطين، ناقشنا خلالها الخطة في صورتها النهائية وقدمنا له كافة التفاصيل.

 

• قرارات القمة العربية غير العادية

وتابع رئيس الوزراء تصريحاته حول الموضوع قائلاً: إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال القمة أمس كانت كلمة تاريخية بكل المقاييس، وأكدت ثوابت الموقف المصري والدعم الكامل لدولة فلسطين. وأشاد بالموقف المصري والعربي في تبني خطة واضحة لإعادة الإعمار دون تشريد لشعبنا في قطاع غزة. واستمع المجتمعون أيضاً إلى كلمات من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المجلس الأوروبي ورئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس أنجولا وكل المؤسسات الدولية المشاركة في القمة التي أجمعت على اعتماد نهج إعادة الإعمار دون تهجير سكان قطاع غزة.

وأضاف: “في هذا الصدد فإن الأمر الوحيد الذي يهمنا هو أنه -كما أكدت قرارات القمة وخطاب الرئيس- لن يكون هناك استقرار في الشرق الأوسط دون حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية يقوم على إقامة الدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”. “إن المحاولات والحلول الأخرى لن تكون أكثر من مجرد تهدئة أو حلول مؤقتة، وبدون حل شامل ودائم وعادل للقضية الفلسطينية فإن الاضطرابات وعدم الاستقرار سوف يستمران”.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه القضية معروفة على المستوى الدولي ويتم التعامل معها على قدم وساق. وقال إن القرارات التي اتخذت في القمة العربية الاستثنائية التي عقدت أمس كانت بمثابة البداية. وأكد أن على مختلف الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي أن يعملوا خلال الفترة المقبلة على ترجمة هذه القرارات إلى إجراءات تنفيذية. وأشار إلى الإعلان عن عقد مؤتمر حول عملية إعادة الإعمار الشهر المقبل، حيث سيتم بحث مختلف الملفات المتعلقة بإعادة الإعمار بشكل تفصيلي. سواء فيما يتعلق بخطط الإدارة أو بالتمويل اللازم لتنفيذ هذه الخطط.

 

• الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي

من ناحية أخرى، أشار رئيس الوزراء إلى لقائه مع مفوض الاتحاد الأوروبي لشئون المتوسط والخطوات المتفق عليها لتفعيل الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، كما أشار إلى الاتفاق الذي تم توقيعه على هامش هذه الزيارة بشأن تمويل ميسر بقيمة 90 مليون يورو من البنك الأوروبي لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية، والذي يأتي في إطار جهود الدولة المصرية لتوفير وتوريد مختلف المواد الخام الاستراتيجية التي تحتاجها الفترة المقبلة.

وأشار رئيس الوزراء في كلمته إلى عدد من الأخبار والمؤشرات الإيجابية بشأن الاقتصاد المصري. وأوضح أن مؤشر مديري المشتريات ظل فوق مستوى 50 نقطة للشهر الثاني على التوالي. وهذا يعني أن القطاع الخاص ومجتمع الأعمال في مصر لديهما نظرة إيجابية للاقتصاد ونموه، وهو ما يوفر أيضاً زخماً قوياً لتنفيذ المزيد من الإصلاحات الاقتصادية.

وأضاف مدبولي: «كما أعلن البنك المركزي عن ارتفاع صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفي والبنوك المصرية، والتي وصلت إلى 8.7 مليار دولار في يناير 2025، مقارنة بسالب 29 قبل عام، ما يؤكد ارتفاع هذا الشأن، والذي وصل إلى 37.8 مليار دولار خلال هذه الفترة منذ بدء إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة العام الماضي، وحتى اليوم، حيث نشهد نموا وتحسنا كبيرا للغاية، وهذا ليس رقما صغيرا إذا أخذنا في الاعتبار أن الزيادة التي شهدناها في شهر واحد تبلغ نحو 60% في هذه الأصول، حيث بلغ هذا الرقم 5.2 مليار دولار في ديسمبر، بينما بلغ في نهاية يناير 8.7 مليار دولار، وهو ما يعطينا مؤشرات مهمة للغاية».

 

 

• زيادة احتياطيات النقد الأجنبي

 

وفيما يتعلق بارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي، أوضح رئيس الوزراء أنها وصلت الآن إلى 47.4 مليار دولار، بزيادة قدرها أكثر من 128 مليون دولار عن الشهر السابق. وهذه كلها مؤشرات جيدة على استقرار سعر الصرف. وبشكل عام، يمكننا القول إن الأمور تسير بشكل جيد للغاية من حيث تلبية كافة الاحتياجات، ورغم أن شهر رمضان المبارك يحمل معه زيادة في الاستهلاك وكذلك زيادة الطلب على العملة الصعبة والسلع، إلا أن كافة الاحتياجات يتم تلبيتها بشكل مستقر.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة تريد تحقيق الهدف الذي حدده الرئيس في تحقيق نوع من التوازن بين إيراداتنا ومواردنا بالعملة الصعبة مقابل نفقاتنا كدولة وأيضا تحقيق فائض. وفي هذا الصدد أشار إلى أن محافظ البنك المركزي يرسل تقريرا عن الموارد واستخدامات العملة الصعبة كل أسبوعين، حيث أن هذا الموضوع هو موضوع مناقشات في اللقاءات الثنائية معه. وأضاف أن الموارد بالعملة الأجنبية خلال الأسبوعين الماضيين تعادلت بشكل كامل مع النفقات خلال نفس الفترة، مشيرا إلى أنه على الرغم من كل التحديات فإننا كدولة نسير على الطريق الصحيح، حيث تم تحقيق توازن شبه كامل بين الموارد واستخدام العملة الصعبة. وفي الفترة المقبلة لا نستهدف هذا فقط، بل ونستهدف أيضاً تحقيق فائض في هذا الاتجاه، وذلك لدعم قوة ومكانة الاقتصاد المصري من خلال التركيز على القطاعات الرئيسية التي نعول عليها في المرحلة الحالية، وهي القطاعات الصناعية والزراعية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة. وقد تم تحويل هذه القطاعات إلى لجان استشارية ومجموعات وزارية، ونحن نعمل عليها بالفعل.

وأشار مدبولي إلى زيارته للمنطقة الاقتصادية بالسخنة الخميس الماضي، والتي تم خلالها افتتاح 11 مصنعاً كبيراً، واستشهد بأرقام تلقي الضوء على تطور المنطقة الاقتصادية. قبل بضع سنوات كان عدد المصانع في المنطقة الاقتصادية لا يزال 65 مصنعًا. أصبح عددهم الآن 130، مما يعني مضاعفة العدد خلال ثلاث سنوات. والأهم من ذلك، هناك حالياً 120 مصنعاً قيد الإنشاء سيتم الانتهاء منها هذا العام أو العام المقبل على أبعد تقدير.

وأضاف مدبولي خلال المؤتمر الصحفي، أنه خلال زيارته للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، زار مصنعين متخصصين في إنتاج الألواح الشمسية، وهي صناعة مهمة للغاية. وأشار إلى أن رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أكد أن مصر ستمتلك القدرة على تصنيع كافة مكونات وحدات الطاقة الشمسية بالكامل بنهاية العام الجاري 2025. ويأتي ذلك تماشياً مع خطة مصر ورؤيتها لعام 2030، والتي تقضي بأن تشكل الطاقة النظيفة 42% من إجمالي الطاقة المولدة في مصر.

 

• قطاع النفط

 

وفي الوقت نفسه، سلط رئيس الوزراء الضوء على خبر مهم يتعلق بقطاع النفط، والذي يأتي بالتوازي مع الجهود المبذولة لضمان استدامة التزامات الدفع لشركات النفط. ظهر حقل جديد بنفس منطقة حقل كينج مريوط. ويطلق على هذا الحقل اسم “الفيوم 5” ويظهر مؤشرات جيدة للاستكشاف واحتياطيات جيدة من النفط والغاز. كل هذا خبر إيجابي يطمئننا كدولة ويؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح في هذا الصدد وأن هذا القطاع يتعافى بسرعة. وسوف نرى نتائج إيجابية في أواخر عام 2025 وأوائل عام 2026.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه يناقش حاليا الخطة الجديدة للعام المالي المقبل 2025-2026 مع وزيري التخطيط والمالية، وسيتم الإعلان عن تفاصيل هذه الخطة خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن الأهم أن قطاعي الصحة والتعليم سيستحوذان على الحصة الأكبر خلال الفترة المقبلة.


شارك