الخطأ وارد والتصحيح متاح.. سحب دراسة مثيرة للجدل حول علاقة خل التفاح بفقدان الوزن

أعلنت مجلة BMJ Nutrition, Prevention & Health، التابعة لمجموعة BMJ Science المرموقة، يوم الأربعاء عن سحب دراسة نُشرت العام الماضي زعمت أن تناول خل التفاح يوميًا يُسهم في إنقاص الوزن بشكل ملحوظ. حظيت الدراسة باهتمام إعلامي آنذاك، ونُشرت نتائجها على نطاق واسع، ولكن ثبت الآن زيفها.
* ماذا حدث؟
ركزت التجربة على 120 من الشباب البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة والذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 25 عامًا والذين طُلب منهم تناول كميات صغيرة من خل التفاح الممزوج بالماء يوميًا لمدة ثلاثة أشهر.
عندما نُشرت النتائج، بدت الأرقام مبهرة. أظهرت الدراسة أن المشاركين فقدوا وزنًا كبيرًا لدرجة أن بعض النقاد قارنوها بفعالية أدوية إنقاص الوزن الحديثة مثل أوزمبيك. في ذلك الوقت، اعتُبر هذا اكتشافًا ذا آثار اقتصادية وصحية غير مسبوقة.
ومع ذلك، بعد مراجعة مستقلة، وجد الإحصائيون أن النتائج لا يمكن إعادة إنتاجها، وكانت البيانات بها عيوب خطيرة، ولم يتم تسجيل الدراسة رسميًا في قاعدة بيانات التجارب السريرية، مما أثار الشكوك الأولية.
* ردود الفعل
وصف الباحثون البيانات بأنها غير موثوقة للغاية، بينما اعتبرها آخرون خطوة إيجابية نحو الحفاظ على النزاهة العلمية. وأشاد العديد من الخبراء بشجاعة المجلة في الاعتراف بالخطأ وسحبه علنًا. ووصف مؤلفو الدراسة الأخطاء بأنها غير مقصودة وغير مضللة، لكنهم قبلوا سحبها، وفقًا لشبكة ABC News.
*هل خل التفاح مفيد حقا لإنقاص الوزن؟
وفقًا لمايو كلينيك، من غير المرجح أن يُساعد خل التفاح على إنقاص الوزن. لم تُثبت الدراسات أن هذا العصير المُخمّر المصنوع من التفاح المهروس يُساعد على إنقاص الوزن.
أُجريت العديد من الدراسات حول خل التفاح وفقدان الوزن، لكنها لم تُجدِ نفعًا في جوانب أخرى. تشير بعض الدراسات إلى أن خل التفاح المُخمَّر قد يكون عاملًا واعدًا لفقدان الوزن، والتحكم في الشهية، وتحسين عملية الأيض. مع ذلك، لا تزال هذه النتائج غير كافية لتقديم توصيات طبية، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث.
* كيف نقيّم مصداقية البحوث الصحية؟
كما حددت ABC NEWS بعض الخطوات التي يمكن للقراء اتخاذها لضمان موثوقية أي دراسة ذات أهمية:
– التحقق من المجلة العلمية التي نشرت فيها نتائج البحث. – التحقق من مؤهلات المؤلفين وخلفيتهم الأكاديمية. – التأكد من تسجيل الدراسة كتجربة سريرية عامة. – التحقق من وجود أبحاث أخرى تدعم نفس النتائج. – البحث عن تفسير بيولوجي منطقي للفوائد المزعومة.
ويوضح سحب هذه الدراسة أيضًا أن العلم يتطور من خلال المراجعة المستمرة وأن التصحيحات المتأخرة تشكل جزءًا أساسيًا من الحفاظ على ثقة الجمهور في البحث العلمي.
ورغم أن مثل هذه الأحداث قد تهز ثقة بعض الناس في الأبحاث، فإنها تؤكد أيضاً أن العلم لديه آليات تصحيح ذاتي، وأن الحذر لا يزال ضرورياً عند التعامل مع الاكتشافات الجديدة المتعلقة بالصحة.