من الغناء إلى اللعب.. طرق مبتكرة تجعل المذاكرة ممتعة وفعّالة

مع بداية العام الدراسي الجديد، يواجه العديد من الطلاب صعوبة في استيعاب المواد الدراسية. عليهم التركيز على المنهج الدراسي وفهمه وحفظه إن واجهوا صعوبة فيه. وهذا يجعل التعلم مهمة صعبة على الكثير منهم.

ربما تكمن المشكلة في طريقة تعلمنا لما تعلمناه. تجربة أساليب تعلم مختلفة قد تساعدنا على تحقيق نتائج أفضل. يقدم التقرير التالي بعض التقنيات التي تجعل التعلم ممتعًا حقًا، وتجمع بين فهم ما تعلمناه في الصف والمتعة.

1. استمع إلى الموسيقى

وفقًا لموقع Healthline، يستخدم بعض الطلاب هذه الطريقة التعليمية لآثارها الإيجابية، إذ تساعدهم على التعلم والاسترخاء في آنٍ واحد، وهي نتيجة تدعمها الدراسات والأبحاث. وقد وجدت دراسة أجريت عام ٢٠١٣ على ٦٠ امرأة، لفحص تأثير الاستماع إلى الموسيقى على مستويات التوتر لديهن، أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة يُحفّز استجابة هرمونية تُخفّف من شعورهن بالتوتر والضغط النفسي.

وجدت دراسة أُجريت عام ٢٠٢١ على مجموعة من المرضى في العناية المركزة أن مستويات الألم والقلق لديهم انخفضت بعد الاستماع إلى الموسيقى لمدة ٣٠ دقيقة مقارنةً بالسابق. لذا، إذا كنت تشعر بالإرهاق أو الانزعاج بسبب الدراسة، فقد يساعدك الاستماع إلى الموسيقى على الاسترخاء والعمل بفعالية أكبر.

تُحفّز الموسيقى الدماغ على تعلّم معلومات جديدة. تُظهر دراسةٌ أُجريت عام ٢٠١٩ أن الموسيقى تُنشّط مراكز المكافأة في الدماغ. ووفقًا لدراسةٍ أُجريت عام ٢٠٠٧، تُساعد الموسيقى الكلاسيكية، تحديدًا، الدماغ على استيعاب المعلومات الجديدة وتفسيرها بسهولةٍ أكبر.

تُساعدك الموسيقى أيضًا على فهم المواضيع المعقدة وصعبة الفهم. وقد وجد الباحثون أدلة على أن الموسيقى تُحفّز دماغك وتُدرّبه على التركيز بشكل أفضل على الأحداث وتوقع ما قد يحدث. لذا، إذا كنت تواجه صعوبة في فهم مواد جديدة، فإن الاستماع إلى الموسيقى يُمكن أن يفتح لك آفاقًا جديدة.

وفقا لدراسة أجريت عام 2014، ساعدت الموسيقى الكلاسيكية كبار السن على تحسين ذاكرتهم ومهارات المعالجة، بالإضافة إلى تعزيز القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات والوظائف الإدراكية الأخرى.

2. غنِّ ما هو غير مفهوم

وفقًا لدراسات في أستراليا، هل تساءلت يومًا عن سبب تذكرك لكلمات أغنية بعد عقود من إصدارها؟ إن تأليف المعلومات وغنائها يساعد عقلك على تخزينها كأغنية تلتصق بالذاكرة. علاوة على ذلك، يسهل تذكر الحقائق عند تنظيمها حسب اللحن.

يمكنك تجربة هذه الطريقة إذا وجدتَ صعوبة في فهم المحتوى الذي تُدرّسه. مع أن هذه الطريقة ليست جديدة، إلا أن العديد من المعلمين ما زالوا يستخدمونها لتبسيط المعلومات المعقدة في جميع مستويات التعلم. ويعود ذلك إلى بساطتها والمتعة التي توفرها عند ترديد الطلاب للمادة على شكل أغنية، مما يُسهّل تذكرها.

3. سجل ملاحظات طويلة بصوتك.

عند دراسة درس لأول مرة، يمكنك تدوين ملاحظات مطولة. أما في المرة الثانية، فلا داعي لقراءة الدرس كاملاً؛ فقط اقرأ الملاحظات. مع ذلك، إذا كانت هذه الملاحظات طويلة، فقد يكون إعادة قراءتها وحفظها للامتحان مُرهقًا. لذلك، اقرأها مرة واحدة فقط، ثم سجّلها بصوتك على جهازك اللوحي أو هاتفك الذكي.

اقرأ ملاحظاتك بصوت عالٍ وسجّلها. ثم شغّل التسجيلات لنفسك باستمرار، حتى أثناء قيامك بأشياء أخرى، كالتنقل أو المشي. حاول التركيز على النقاط والأفكار الجديدة وشرح المفاهيم شفهيًا. يجد العديد من الطلاب هذه الطريقة أسهل وأكثر تشويقًا من الجلوس في مكان واحد لساعات.

4. تعلم مع أصدقائك

الدراسة مع الأصدقاء أو الزملاء تُخفف التوتر بشكل ملحوظ. يُمكنكم الاستمتاع بالوقت بين الحصص الدراسية وأخذ فترات راحة معًا. يُمكنكم مشاركة آرائكم وفهمكم لموضوع ما، مما يُحسّن فهمكم. يُسلّط كل مُشارك الضوء على جانب قد لا يكون واضحًا للآخرين حتى تكتمل الصورة لدى الجميع، مما يُحسّن الفهم بشكل كبير.

مع ذلك، من المهم التركيز على الموضوع وتجنب التشتيت كمجموعة. يتطلب هذا مسؤولية جماعية وانضباطًا ذاتيًا من الجميع. يمكن عقد هذه الجلسة حضوريًا في مقهى أو مكان مخصص للدراسة، أو عبر مكالمة فيديو لتوفير الوقت وتجنب التشتيت.

5. اجعلها لعبة: “من يريد أن يصبح مليونيراً؟”

يمكنك محاكاة برنامج “من سيربح المليون؟” مع أصدقائك والتعلم بمتعة. بعد الانتهاء من الدراسة وإنشاء بطاقات تعليمية – ملخصات للمعلومات المهمة للدرس، يمكنك الرجوع إليها أثناء الدراسة – يمكنك مشاركتها مع أصدقائك. في مجموعة من أربعة إلى خمسة أشخاص، يُحضر كل شخص أربعة أسئلة على الأقل حول المواضيع التي يرغب في تعلمها، مُرتبة من الأسهل إلى الأصعب. سيقوم قائد اللعبة بترتيب الأسئلة.

إن الروح التنافسية تجعل اللعبة مسلية، كما أن الألعاب والتذكيرات المثيرة للاهتمام تساعد كل فرد على الاحتفاظ بالمعلومات.