دراسة تؤكد: المشي في الطبيعة علاج فعال للتوتر وتحسين المزاج

منذ 4 ساعات
دراسة تؤكد: المشي في الطبيعة علاج فعال للتوتر وتحسين المزاج

وجدت دراسة حديثة أن ممارسة الرياضة في الطبيعة، كالحدائق والغابات أو على الشاطئ، تُعزز الصحة البدنية والنفسية أكثر من ممارستها في الصالات الرياضية أو في شوارع المدينة. وتؤكد الدراسة أن المشي في ظلال الأشجار أو على الشاطئ يُسهم في تحسين المزاج، وتقليل التوتر، وصفاء الذهن. للطبيعة تأثير عميق وملموس على صحتنا النفسية والجسدية.

هذه هي نتيجة دراسة شاملة نُشرت في مجلة “علم نفس الرياضة والتمارين” ونشرها موقع “earth” يوم الاثنين. طلب الباحثون من 25 شابًا المشي بسرعة ثابتة في ثلاثة مواقع مختلفة: مساحة خضراء طبيعية، وممر حضري، وصالة ألعاب رياضية. على الرغم من أن سرعة المشي كانت واحدة في جميع المواقع، إلا أن التجربة والآثار اختلفت بشكل كبير.

بعد كل جلسة، قاس الباحثون مستويات هرمون التوتر الكورتيزول، وراقبوا مزاجهم ومعدل ضربات قلبهم، ومدى صعوبة المشي لديهم. أظهرت النتائج أن المشاركين في الدراسة شعروا براحة أكبر وتوتر أقل بعد المشي في الطبيعة. كما شعروا بتحسن في السعادة وتراجع في التعب.

وقال ستيفانو دي دومينيكيس، أحد مؤلفي الدراسة وأستاذ التغذية والتمارين الرياضية في جامعة كوبنهاجن، إن المشي في الطبيعة أدى إلى تحسين الحالة النفسية بين المشاركين، وخفض هرمونات التوتر لديهم، وزاد من شعورهم بالفرح والطاقة.

ووصف المشاركون مشاعر الاسترخاء والتفاؤل والرضا بعد المشي في بيئة طبيعية، في حين زادت مشاعر القلق والملل وعدم الراحة بعد المشي في الداخل.

وبحسب الدراسة، أظهرت قياسات معدل ضربات القلب أن القلب استجاب بشكل أفضل بعد المشي في الهواء الطلق، حيث انخفض معدل ضربات القلب بشكل أسرع وزاد التباين بنسبة 20-30% مقارنة بالمشي في صالة الألعاب الرياضية.

لكن الدراسة لم تنتهِ عند هذا الحد. فقد وجد الباحثون أن المشي في الطبيعة شجّع المشاركين على تكرار النشاط، مما زاد بدوره من دافعيتهم لمواصلة ممارسة الرياضة بانتظام.

وأوضح دي دومينيسيس أن الالتزام بممارسة النشاط البدني بانتظام يشكل تحديًا للكثيرين، ولكن المشي في الهواء الطلق أسهل وأكثر متعة، مما يزيد من فرص الاستمرارية. في دراستهم، عزا الباحثون هذه الفوائد إلى تطور الإنسان في بيئة طبيعية. لذلك، يُدرك الدماغ الطبيعة كمصدر للأمان والرفاهية، بينما تُسبب المدن، بضجيجها وسرعتها، ضغوطًا مستمرة قد لا تُدرك بوعي.

وأضاف الباحثون أن ممارسة التمارين الرياضية داخل الأماكن المغلقة مفيدة لأنها توفر بيئة اجتماعية وهيكلاً منتظماً لممارسة الرياضة، ولكن قضاء بعض الوقت في الطبيعة يحسن أيضاً الصحة البدنية والعقلية بشكل كبير.

وقال دي دومينيكيس إن الفوائد العقلية والجسدية لممارسة التمارين الرياضية في الطبيعة تفوق بكثير تلك التي يمكن الحصول عليها من ممارسة التمارين الرياضية في الأماكن المغلقة، وأوصى باستبدال جلسة تمرين واحدة في الأسبوع في الأماكن المغلقة بـ 30 دقيقة على الأقل من النشاط في بيئة خضراء.

وأكدت الدراسة أن بيئة التدريب لها تأثير كبير على الحالة المزاجية والدافعية والتعافي وصحة القلب، وهو ما يدعمه تحليل البيانات الشخصية والفسيولوجية.

ويأمل الباحثون أن تلهم نتائج الدراسة المدن لتوفير المزيد من المساحات الخضراء وتقديم برامج التمارين الرياضية في الهواء الطلق لدعم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية أو أولئك الذين يرغبون في زيادة نشاطهم البدني.


شارك