مظلة ردع نووي.. إعلام سعودي يحتفي باتفاقية الدفاع مع باكستان

منذ 3 شهور
مظلة ردع نووي.. إعلام سعودي يحتفي باتفاقية الدفاع مع باكستان

وعززت اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشتركة بين السعودية وباكستان توجهاً عاماً يتحدث عن “القوة النووية” لإسلام آباد، وأن الاتفاقية تمثل “مظلة ردع” تسمح للبلدين باستخدام قدراتهما العسكرية دون استثناء.

جاء ذلك في تغطية إعلامية سعودية لساعات بعد توقيع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف اتفاقية دفاع استراتيجي مشترك بين البلدين مساء الأربعاء.

وذكر بيان مشترك صادر عن البلدين، نشرته وكالة الأنباء السعودية، أن الاتفاقية “تأتي في إطار جهود البلدين لتعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم، وتهدف إلى تطوير أوجه التعاون الدفاعي بين البلدين، وتعزيز الردع المشترك ضد أي عدوان”.

وأضاف البيان أن الاتفاق يؤكد أن “أي اعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على البلدين”، دون مزيد من التفاصيل.

وزن القلب

ولتوضيح التصريح وإمكانية الردع النووي في إطار الاتفاق، نشرت صحيفة عكاظ، الخميس، مقالاً للكاتب متعب العواد بعنوان “تعزيز تاريخي للجبهة الإسلامية.. الدفاع الجوي السعودي.. يكمله الردع النووي الباكستاني”.

وصرح العواد بأنه مع هذا الاتفاق، “تدخل العلاقات بين البلدين مرحلة أعمق وأوثق. ولا يمكن النظر إلى هذا التحالف في سياق التعاون العسكري التقليدي، بل في سياق إعادة تشكيل معادلة الردع الإقليمي”، حيث يتحد نفوذ السعودية مع القوة النووية والعسكرية الباكستانية لتشكيل “محور استراتيجي متقدم”.

يعتقد أن “المملكة تمتلك مجموعةً مُركّبةً من نقاط القوة التي تضعها في قلب منطقة الخليج والعالم الإسلامي. اقتصادها المتين يجعلها الضامن الأهم لاستقرار الطاقة العالمي، وقدراتها الدفاعية المُتقدّمة جعلت جيشها من أكثر جيوش المنطقة قدرةً على القيام بعمليات مُتعددة الجوانب. وبصفتها حاضنةً للحرمين الشريفين، فهي تمتلك الشرعية الروحية التي تُؤهّلها لقيادة العالم الإسلامي”.

علاوة على ذلك، يضيف الكاتب: “عززت رؤية 2030 بدورها مسار التحديث العسكري من خلال برامج توطين الصناعة الدفاعية وتطوير أنظمة الأسلحة. كل هذا يجعل المملكة العربية السعودية خط الدفاع الأول ضد أي تهديد أمني في الخليج والمنطقة الإسلامية”.

وتحت عنوان “قوة باكستان”، تابع العوض: “باكستان بدورها قوة نووية معترف بها، وتمتلك ترسانة صاروخية وجيشاً يتمتع بخبرة عالية، وهو من أكبر الجيوش في العالم الإسلامي”.

وأضاف: “يمنح موقع باكستان الجغرافي على بحر العرب عمقًا استراتيجيًا، إذ يربط الخليج وجنوب آسيا والمحيط الهندي. كما أن عدد سكانها الكبير يعزز قدرتها على حشد الموارد البشرية، في حين تُضيف خبرتها في الإنتاج الدفاعي وخبرتها القتالية بُعدًا عمليًا لأي تحالف دفاعي”.

وبحسب الكاتب، تهدف الاتفاقية إلى “تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين المملكة وباكستان، وتعزيز الردع المتبادل ضد أي عدوان. وتنص بوضوح على أن أي عدوان على أي دولة يُعد عدوانًا على البلدين”.

وأكد أن هذا الهدف “يُقرّب إنشاء مظلة أمنية جماعية ثنائية تُحوّل العلاقات إلى تحالف دفاعي متين. وتغطي الاتفاقية التخطيط العملياتي، وتبادل المعلومات، والتدريبات العسكرية، والتعاون البحري والجوي، وتطوير صناعة الدفاع”.

ويخلص إلى أن “اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك بين المملكة العربية السعودية وباكستان تخلق محوراً للقيادة والقوة يجمع بين السيادة السياسية والروحية للمملكة العربية السعودية والقدرات النووية والعسكرية لباكستان”.

وأضاف: “إن إدراك أن أي هجوم على دولة واحدة هو هجوم على الدولتين يخلق مظلة ردع قوية يمكنها حماية الخليج والعالم الإسلامي”.

لا استثناء لقدرات الردع

ولم تقدم وسائل الإعلام السعودية، بما في ذلك قناتي الإخبارية والعربية الخاصتين، أي تفاصيل أخرى حول الاتفاق باستثناء المعلومات المنشورة رسميا.

وقد سلط التقرير الضوء على النقاط الرئيسية في الاتفاق، وخاصة البيان الذي مفاده أن “أي هجوم على أي من البلدين هو هجوم على كليهما”، لكن التحليل السياسي أضاف أبعادا أخرى.

ونقلت قناة العربية عن المحلل السياسي منيف عماش الحربي قوله: “اتفاقية الدفاع الاستراتيجي بين السعودية وباكستان تسمح لكلا البلدين باستخدام قدراتهما العسكرية حصرًا للردع. ما يحدث هنا رسالة إلى أطراف إقليمية ودولية”.

وفي مقابلة مماثلة مع القناة، حذر الخبير السعودي والعميد المتقاعد فيصل الحمد من أن “اتفاقية الدفاع الاستراتيجي بين السعودية وباكستان تعتمد على مبدأ حلف شمال الأطلسي بأن الهجوم على دولة واحدة هو هجوم على الجميع”.

هتافات شعبية

وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، الخميس، أن الصحف الباكستانية الصادرة اليوم سلطت الضوء على توقيع الاتفاقية، و”أعربت عن اهتمامها بتزيين أبراج العاصمة الباكستانية إسلام آباد بأعلام المملكة وباكستان احتفالاً بتوقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك”.

عنوان صحيفة عكاظ، الخميس، كان: “ولي العهد ورئيس الوزراء الباكستاني يوقعان اتفاقية دفاع استراتيجي مشترك”.

وذكرت صحيفة “عكاظ” في تقرير لها عقب الإعلان أن “الأبراج في جميع مدن المملكة تزينت بأعلام السعودية وباكستان احتفالا بتوقيع الاتفاقية بين البلدين”.

وعنونت صحيفة الرياض في عددها الصادر اليوم الخميس بالسطور التالية: “ولي العهد يبحث التطورات مع رئيس الوزراء الباكستاني ويوقع اتفاقية دفاعية استراتيجية”، و”بيان سعودي باكستاني: الاعتداء على أحد البلدين اعتداء عليهما”.

وفعلت صحيفة المدينة الشيء نفسه، ونشرت عنوانها الرئيسي: “ولي العهد وشهباز يبحثان تعزيز الشراكة”، مصحوباً بعنوان “اتفاقية الدفاع الاستراتيجي بين المملكة وباكستان”.

وجاء الاتفاق بين السعودية وباكستان بعد نحو أسبوع من الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة في التاسع من سبتمبر/أيلول. واستهدف الهجوم اجتماعا لقادة حماس لمناقشة اقتراح وقف إطلاق النار في قطاع غزة.


شارك