كيف تحمي نفسك من المحتوى الصادم على وسائل التواصل الاجتماعي؟
يُجبر العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أحيانًا على مشاهدة فيديوهات صادمة لم يكونوا يقصدونها، مثل انتشار فيديوهات العنف، وحوادث إطلاق النار، والكوارث، والحروب. هذا يُصعّب عليهم حماية أنفسهم من الفيديوهات والصور التي قد تبقى في ذاكرتهم لفترة طويلة وتؤثر سلبًا على صحتهم النفسية. ومع تقليص المنصات جهودها في مراقبة المحتوى، تقع مسؤولية اتخاذ تدابير الحماية الأكبر على عاتق المستخدمين.
* لماذا يشكل المحتوى العنيف خطرًا على صحتك العقلية؟
وفقًا لتقرير شبكة CNN، أظهرت دراسات حديثة أن تكرار مشاهدة مشاهد العنف قد يُسبب آثارًا سلبية، إذ قد يزيد من التوتر والقلق، ويُغذي الشعور بالعجز لعدم قدرة المشاهد على تقديم المساعدة.
مع مرور الوقت، يُضعف هذا الضغط النفسي التوازن العاطفي اللازم لرعاية الذات والتعاطف مع الآخرين. لا يقتصر الأمر على لحظة الانزعاج فحسب، بل يمتد إلى الآثار التراكمية التي قد تُؤثر على النوم والمزاج، وحتى على القدرة على التركيز واتخاذ القرارات.
* ليس كل ما يتم عرضه يستحق المشاهدة.
تعتمد وسائل التواصل الاجتماعي على خوارزميات مصممة لإبقائك متصلاً بالإنترنت لأطول فترة ممكنة. هذا يعني أنه أثناء تصفحك، غالبًا ما تُعرض عليك محتويات صادمة ومثيرة. من الأفضل تجنبها. فكما لا ينبغي لنا تناول طعام فاسد لمجرد أنه أمامنا مباشرةً، لا ينبغي لنا استهلاك كل ما يُعرض على شاشاتنا.
* خطوات عملية لحماية الذات
يُحدد تقرير CNN عدة خطوات بسيطة وفعّالة لتقليل احتمالية تعرضك لمحتوى عنيف. ينبغي اتخاذ الخطوات التالية:
يعد تعطيل تشغيل مقاطع الفيديو تلقائيًا خطوة مهمة لتجنب المفاجآت غير المرغوب فيها.
يختلف تمكين إعدادات تقييد المحتوى الحساس باختلاف التطبيق، ولكنه سيساعد في الحد من الصور الجرافيكية.
استخدم المرشحات والكلمات المحظورة: ميزة موجودة في معظم المنصات تسمح لك بحظر الوسوم أو الكلمات المرتبطة بالأحداث الدموية أو العنيفة.
نظم قائمة متابعتك: قم بإلغاء متابعة الحسابات التي تنشر صورًا مزعجة واملأ صفحتك بالمصادر التي تقدم لك المعرفة أو الراحة.
خصص وقتًا خاليًا من الشاشات: خاصة قبل النوم أو أثناء تناول الوجبات، حيث يؤدي إيقاف تشغيل هاتفك عمدًا إلى تقليل التوتر ويمنح عقلك مساحة للراحة.
* استعادة السيطرة على تجربتك الرقمية
يجب على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إدراك أن تجنب المحتوى العنيف ليس إنكارًا للواقع، بل هو آلية وقائية لمواصلة التفاعل الواعي مع العالم. إن السماح لأي صورة صادمة بالدخول إلى وعيك سيحوّل الكثير من طاقتك إلى صدمة وغضب. لكن بحماية انتباهك، يمكنك أن تقرر بنفسك أين تستثمر طاقتك ومتى تتصرف بفعالية.
* المبادرات والدورات لدعم المستخدمين
يوضح التقرير أنه في هذا السياق، ظهرت مبادرات أكاديمية ومجتمعية لتمكين الأفراد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحي. ومن هذه المبادرات مشروع “ما بعد الإنترنت”، الذي أطلقه فريق بحثي في الولايات المتحدة الأمريكية لتطوير استراتيجيات عملية للتخفيف من الآثار السلبية للتقنيات الرقمية.
أطلق المشروع برنامجًا بحثيًا يُسمى PRISM لمساعدة المستخدمين على بناء علاقة أكثر وعيًا مع المنصات. ويخطط الفريق لإطلاق دورة مجانية على منصة كورسيرا في أكتوبر 2025 بعنوان “استهلاك الوسائط المتسق القيمي”، وهي متاحة لأي شخص مهتم بتعلم تقنيات عملية لإدارة استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي.