من نزلات البرد إلى أزمات القلب: كيف نتفادى أمراض تقلب الفصول؟

تُشكل التقلبات الموسمية تحديًا حقيقيًا لصحة الإنسان. فالانخفاضات الحادة في درجات الحرارة، والارتفاعات المفاجئة في الرطوبة، وتغيرات جودة الهواء تُشكل تحديات للجسم تُضعف قدرته على التكيف، مما يُعزز ظهور الأمراض الموسمية، ونوبات الحساسية، وتفاقم الأمراض المزمنة.
لأن الوقاية تبدأ بالمعرفة، يقدم هذا التقرير إرشادات طبية شاملة من خبراء مستشفى مترو فريد آباد، وهو جزء من مجموعة مستشفيات مترو في الهند (التي تضم 11 مستشفى وكلية طبية وعلمية)، لمساعدتك أنت وعائلتك على التكيف مع تقلبات الطقس والبقاء بصحة جيدة طوال العام.
* كيف تؤثر التقلبات الجوية على صحتك؟
– مشاكل في التنفس
تؤدي التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة أو الرطوبة إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن والحساسية. غالبًا ما يسبب الطقس البارد تشنجًا قصبيًا (انقباضًا لا إراديًا في عضلات الشعب الهوائية)، مما يؤدي إلى ضيق التنفس، بينما تؤدي زيادة مستويات حبوب اللقاح في الأشهر الأكثر دفئًا إلى تفاقم حساسية الأنف، المعروفة أيضًا باسم حمى القش، والربو.
– عدوى فيروسية
خلال فترة الانتقال بين الصيف والشتاء، تزداد أعداد حالات الإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد لأن الجهاز المناعي يجد صعوبة في التكيف مع التغيرات البيئية المفاجئة.
– آلام المفاصل
يلاحظ الكثيرون تفاقم آلام المفاصل أو تصلبها في الطقس البارد أو الممطر. كما يتفاقم التهاب المفاصل مع انخفاض ضغط الهواء ودرجات الحرارة.
– مشاكل الجلد
يمكن أن يؤدي الهواء الجاف في الأشهر الباردة إلى تشقق الجلد، في حين أن الطقس الرطب يمكن أن يسبب التعرق المفرط وتهيج الجلد، ويزيد من تفاقم الإكزيما.
– الحساسية
في الربيع والخريف، ترتفع أعداد حبوب اللقاح خلال موسم الإزهار، مما قد يُسبب الحساسية. كما يتكاثر عث الغبار في السجاد والأثاث المنجد، وتزدهر جراثيم العفن في البيئات الرطبة مُسببةً ردود فعل تحسسية.
– مشاكل الصحة العقلية
في فصل الشتاء، تكون أشعة الشمس أقل، مما يزيد من خطر الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، وهو أحد أشكال الاكتئاب.
– الإجهاد القلبي الوعائي
يمكن أن يؤدي البرد الشديد أو الحرارة الشديدة إلى الضغط على الجهاز الدوري، كما يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب.
* الفئات الأكثر ضعفا
– الأطفال: ضعف تطور الجهاز المناعي يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الموسمية.
– كبار السن: ضعف المناعة والأمراض المزمنة تزيد من خطر الإصابة.
– المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو والتهاب المفاصل وأمراض القلب.
النساء الحوامل: قد يتأثر جهازك التنفسي وقد تتفاقم الأعراض.
* نصائح للحماية من تقلبات الطقس
1- تقوية جهاز المناعة
– اشرب كميات كبيرة من الماء للحفاظ على ترطيب جسمك.
– تأكد من تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات والمكسرات والبروتين الخالي من الدهون.
– احصل على التطعيمات الموسمية، وخاصة ضد الإنفلونزا.
2- ارتداء الملابس المناسبة
– في الطقس البارد، ارتدي عدة طبقات من الملابس للحفاظ على دفء جسمك.
– في الطقس الرطب، استخدم أقمشة خفيفة الوزن وجيدة التهوية لتجنب ارتفاع درجة الحرارة.
3- حماية البشرة
رطبي بشرتك بانتظام باستخدام المرطبات.
– ضعي كريم الوقاية من الشمس حتى في الأيام الغائمة لحماية بشرتك من الأشعة فوق البنفسجية.
4- الرعاية التنفسية
– استخدم جهاز الترطيب للحفاظ على نسبة رطوبة مناسبة داخل المنزل.
– ارتدِ قناعًا أثناء موسم الحساسية أو عندما يكون تلوث الهواء مرتفعًا.
– تقليل الأنشطة الخارجية عندما تكون جودة الهواء سيئة أو مستويات حبوب اللقاح مرتفعة.
5- حافظ على نشاطك البدني
مارس الرياضة بانتظام لتقوية جهازك المناعي. في الطقس البارد، يُفضّل ممارسة الرياضة في الداخل.
6- متابعة توقعات الطقس
– مراقبة توقعات الطقس وتقارير جودة الهواء لتعديل خططك والاستعداد للتغيرات المفاجئة.
7- الرعاية الصحية النفسية
اقضِ بعض الوقت في الهواء الطلق أثناء النهار لتحسين حالتك المزاجية وتنظيم نومك.
فكر في العلاج بالضوء أو استشارة أخصائي إذا كنت تعاني من أعراض الاكتئاب الشتوي.
*متى يجب عليك رؤية الطبيب؟
بعض الأعراض تتطلب تدخلاً طبياً فورياً، على سبيل المثال:
1- السعال المستمر أو الصفير وضيق التنفس.
2- ارتفاع درجة الحرارة لمدة تزيد عن 2-3 أيام.
3-ألم شديد أو تورم في المفاصل.
4-ألم مفاجئ في الصدر أو دوخة.
5- تفاقم أعراض الأمراض المزمنة كالحساسية والربو.