ماذا حدث في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطر؟

أدان مجلس الأمن الدولي، أمس، الهجوم الأخير على العاصمة القطرية الدوحة، لكنه لم يذكر إسرائيل في البيان الذي أيدته جميع الدول الأعضاء الخمس عشرة، بما في ذلك الولايات المتحدة، حليفة تل أبيب.
حاولت إسرائيل اغتيال قادة حماس يوم الثلاثاء، مكثّفةً عملياتها العسكرية. ووصفت الولايات المتحدة الهجوم بأنه حادث معزول لا يخدم المصالح الأمريكية ولا الإسرائيلية، وفقًا لرويترز.
* مصر تدعو إلى إجراءات رادعة جدية ضد إسرائيل
أكد مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير أسامة عبد الخالق، إدانة القاهرة للعدوان الإسرائيلي السافر على قطر، مشيرا إلى أن عدوان إسرائيل على دولة عربية لم يكن الأول ولن يكون الأخير ما لم يتخذ مجلس الأمن إجراءات رادعة جدية.
وفي كلمته أمام الاجتماع الطارئ للمجلس، أكد مندوب مصر لدى الأمم المتحدة أن مصر تؤكد تضامنها الكامل مع قطر ووقوفها إلى جانبها في مواجهة هذا العدوان.
وقال إن الهجوم الإسرائيلي أظهر أيديولوجية إسرائيل في التعامل مع الوضع، وأظهر أن الحزب يعيق وقف التصعيد في قطاع غزة والمنطقة بأسرها، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ودعا إلى تكثيف الجهود لإنهاء الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، ووقف الهجمات المستمرة على المدنيين، ووقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية.
وأكد أنه لن يكون هناك سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط دون حل عادل للقضية الفلسطينية، داعيا مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف فعال وحاسم تجاه تصرفات إسرائيل في المنطقة.
وأكد أن أمن قطر مرتبط بأمن مصر والمنطقة العربية بأكملها، وأن مصر تظل ملتزمة بقوة بإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من إبادة محتملة.
في المقابل، قال داني دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة: “هذا الهجوم يبعث برسالة ينبغي أن تجد صدىً في هذه القاعة: لا ملاذ آمن للإرهابيين، لا في غزة، ولا في طهران، ولا في الدوحة. لا حصانة للإرهابيين… وسنتخذ إجراءات ضد قادة الإرهاب أينما كانوا”، على حد زعمه.
* الموافقة بالإجماع على بيان المجلس
دأبت الولايات المتحدة على حماية حليفتها إسرائيل في الأمم المتحدة. ويعكس دعم الولايات المتحدة لإعلان مجلس الأمن، الذي لا يمكن اعتماده إلا بالإجماع، استياء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الهجوم الذي أمر به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وجاء في البيان، الذي صاغته بريطانيا وفرنسا، أن “أعضاء المجلس أكدوا أهمية خفض التصعيد، وأعربوا عن تضامنهم مع قطر. كما أكدوا دعمهم لسيادة قطر وسلامة أراضيها”.
إن عملية الدوحة التي تعرضت لإدانة واسعة النطاق أصبحت شديدة الانفجار لأن قطر تستضيف مفاوضات وقف إطلاق النار في حرب غزة وتشارك أيضاً في جهود الوساطة.
وجاء في بيان مجلس الأمن: “شدد الأعضاء على أن إطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك أولئك الذين قتلتهم حماس، وإنهاء الحرب والمعاناة في قطاع غزة يجب أن يظلا على رأس أولوياتنا”.
* قطر تتهم إسرائيل بعرقلة الجهود لإنهاء حرب غزة.
من جانبه اتهم رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إسرائيل بعرقلة جهود إنهاء الحرب في قطاع غزة من خلال مهاجمة قادة حماس في الدوحة، لكنه وعد بمواصلة جهود الوساطة.
قال للمجلس: “إن الهجوم على أرضنا خلال وساطتنا كشف بوضوح عن نية إسرائيل المتعمدة لإحباط أي جهود سلام وإطالة أمد المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يتعرض لقمع لا يُوصف… كما يُظهر أن المتطرفين الذين يحكمون إسرائيل الآن لا يكترثون بحياة الرهائن، وأن إطلاق سراحهم ليس أولوية لديهم”.
كما تساءلت باكستان عما إذا كان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس أولويةً لإسرائيل. وصرح سفير باكستان لدى الأمم المتحدة، عاصم افتخار أحمد، للمجلس قائلاً: “من الواضح أن إسرائيل، القوة المحتلة، ستبذل قصارى جهدها لتقويض أي فرصة للسلام ونسفها”.
*تعتقد واشنطن أن الهجمات لا تخدم الأهداف الأميركية ولا الإسرائيلية.
وقالت دوروثي شيا، القائمة بأعمال المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة: “ليس من غير اللائق أن تستخدم أي دولة عضو هذه القضية للتشكيك في التزام إسرائيل بإعادة رهائنها إلى وطنهم”.
وكررت بشكل أساسي تعليقات ترامب بشأن الهجوم، وقالت للمجلس إن الهجمات لا تخدم الأهداف الأمريكية ولا الإسرائيلية، ولكن “على الرغم من طبيعتها المؤسفة” فإنها يمكن أن توفر فرصة للسلام.
* الجزائر تحذر من إفلات إسرائيل من العقاب
أعربت الجزائر عن خيبة أملها لأن بيان مجلس الأمن لم يكن أكثر حسما.
قال السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، عمار بن جمعة، للمجلس: “العنف يُولّد العنف. والإفلات من العقاب يُولّد الحرب. والصمت في المجتمع الدولي وفي هذا المجلس يُؤجج الفوضى”.
وأضاف: “لا يزال هذا المجلس محدود القدرة على التحرك، فهو غير قادر حتى على تسمية المعتدي ووصف العدوان بأنه انتهاك للقانون الدولي”.