السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية.. المشاط تفسّر الفكرة وأبعادها

قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إنها استخدمت مصطلح “السرد” لأول مرة خلال توليها منصب وزيرة التعاون الدولي، أثناء إعداد كتابها “الدبلوماسية الاقتصادية”، والذي تضمن قسمًا عن توثيق وعرض المشاركات الدولية لمصر بأسلوب سردي.
في مقابلة مع برنامج “المشهد” على قناة TEN، أوضحت أن السرديات أداةٌ في المنافسة العالمية لجذب الاستثمارات. وأشارت إلى أن مصر استثمرت بكثافة في توسيع بنيتها التحتية خلال العقد الماضي لتصبح مركزًا للطاقات الجديدة والمتجددة، وتساعد الاقتصاد ككل على تحقيق نقلة نوعية. السرديات تعني تقديم قصة اقتصادية شاملة مقارنةً بالنماذج الدولية الأخرى.
وأضافت أن رؤية مصر 2030 لا تزال سارية، ولكن تم تعديلها لتعكس التطورات والأولويات المتغيرة. وأكدت أن الاستراتيجيات القطاعية تُعدّ أدواتٍ لإحداث ثورة في الاقتصاد الحقيقي، وتعزيز النمو، وخلق فرص العمل. وينصبّ التركيز على التخطيط الإقليمي في المحافظات لضمان توطين التنمية الاقتصادية.
وأشارت إلى أن جميع الاستراتيجيات تنطلق من رؤية 2030 وتتطور بما يتوافق مع الإصلاحات الهيكلية القطاعية بالتعاون مع وزارة الصناعة والقطاعات الأخرى، وكلها مرتبطة بأهداف كمية واضحة.
وأوضحت أن هذا السرد يجمع الرؤى والبرامج والاستراتيجيات والأهداف الكمية تحت مظلة واحدة، مؤكدةً على ضرورة دمج أي استراتيجية جديدة في أي قطاع، كالشباب والرياضة، في هذا السرد لضمان اتساقه. وأضافت أن الخطة الاقتصادية والاجتماعية للدولة، المعروضة على مجلس النواب، يجب أن تتضمن جميع هذه العناصر للحصول على الموافقة اللازمة.
صرحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أن وزارتها بدأت الإعداد لخطة متوسطة المدى مدتها ثلاث سنوات، تمتد من أكتوبر ٢٠٢٤ إلى سبتمبر ٢٠٢٥. وأضافت أن مستهدفات مصر لعام ٢٠٣٠ وُضعت بناءً على ثلاثة سيناريوهات: السيناريو الأساسي، وسيناريو الإصلاح السريع، وسيناريو التأهب للطوارئ. وأشارت إلى أن الخطة ستُنفذ كجزء من الاستراتيجية الوطنية الشاملة حتى عام ٢٠٥٠، عند اكتمال مسار الإصلاح ٢٠٣٠.
وأضافت أن الوزارة ستنشر نسخة موسعة من الخطة، تتألف من حوالي 700 صفحة، وستكون متاحة للجمهور في 14 سبتمبر. كما ستُعقد حوارات بين الخبراء لمناقشة كل فصل، وسيتم الإعلان عن مواعيدها وأسماء المشاركين عبر المنصات الرسمية. وأكدت أن جميع الفصول ستُنشر على موقع الوزارة الإلكتروني، وستكون هناك فرصة لتلقي ملاحظات الجمهور ومناقشتها.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن مصر، رغم التحديات، تمتلك فرصًا كبيرة، في ظل التقارير الدولية الإيجابية وزيارات كبرى شركات الاستثمار. وأوضحت أن الخطة ستُنجز بنهاية نوفمبر، وتُعرض على البرلمان في ديسمبر.
أعلنت الحكومة المصرية قبل أيام قليلة عن إطلاق “خطة التنمية الاقتصادية الوطنية”، وهي خطة جديدة ترسم ملامح الاقتصاد المصري للسنوات الخمس المقبلة وحتى عام 2030، بعد انتهاء الاتفاقية الحالية مع صندوق النقد الدولي في نوفمبر 2026. وأكدت الحكومة أنها لا تنوي التقدم بطلب للحصول على قرض جديد من الصندوق.
الهدف هو زيادة الاعتماد على القطاع الخاص، ورفع معدل النمو إلى 7% خلال خمس سنوات، وتوفير 1.5 مليون فرصة عمل سنويًا، وزيادة الصادرات إلى 145 مليار دولار بحلول عام 2030 (مقارنةً بـ 40 مليار دولار في عام 2024). كما تسعى الحكومة إلى خفض مستويات الدين إلى أدنى مستوياتها التاريخية، وضمان انعكاس الإصلاحات سريعًا على حياة المواطنين.