سلطان بن أحمد القاسمي يشهد انطلاق فعاليات اليوم الثاني للدورة الـ 14 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة

منذ 14 ساعات
سلطان بن أحمد القاسمي يشهد انطلاق فعاليات اليوم الثاني للدورة الـ 14 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة

شارك الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة ورئيس مجلس الشارقة للإعلام، صباح الخميس في افتتاح اليوم الثاني من المنتدى الدولي الرابع عشر للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة يومي 10 و11 سبتمبر في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار “التواصل من أجل جودة الحياة”. ويشارك في المنتدى أكثر من 237 متحدثًا من جميع أنحاء العالم.

ألقى طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، كلمة افتتاحية تناول فيها دور الاتصال الحكومي وأثره على جودة الحياة والتنمية المستدامة. كما تناول ارتباطه الوثيق بالتقدم والتنمية التي تسعى إليها المجتمعات في مواجهة التحديات الإنسانية المتنامية، والتي تنعكس بوضوح في البيانات. وأشار إلى أنه وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، سيرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية إلى 670 مليونًا بحلول عام 2030.

استعرض علائي عدة إحصاءات حول انعدام الأمن الغذائي العالمي، وطرح تساؤلات عديدة حول أسباب هذه الأزمة وتداخلها مع التواصل. وقال: “وفقًا لتقرير أزمات الغذاء العالمية لعام ٢٠٢٤، يعاني ٢٥٨ مليون شخص من انعدام أمن غذائي حاد، في حين يُهدر ما يقرب من مليار طن من الغذاء سنويًا – أي حوالي ثلث الإنتاج العالمي – ويعاني الملايين من الجوع. فهل تُعزى هذه الأرقام إلى نقص الموارد كالأراضي والمحاصيل والقدرات؟ وهل يعود السبب إلى الجغرافيا والتضاريس والمناخ والتربة، أم إلى نقص الحوار والتواصل والشراكة، وقلة الجهود، وفشل الإدارة؟ إذا كان الجواب هو الأخير، فإننا نواجه أزمة تواصل وتفاهم، تُؤدي إلى جميع الأزمات الأخرى.”

تحدث مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة عن أهمية التواصل والتفاعل في المجتمع، فالحياة مليئة بالتحديات والفرص. وأكد أن النجاح لا يتحقق إلا بالجهد والعزيمة. ويُعتبر التواصل من أهم أدوات توحيد الجهود وتحويل الأفكار الفردية إلى معرفة جماعية. وقال: “لا نبالغ حين نقول إن تحسين تواصلنا عامل أساسي في تجاوز أكبر التحديات وتحويل الجهود المتفرقة إلى نجاحات جماعية”.

في كلمته، استشهد علائي بالتجارب الناجحة والمرموقة لدولة الإمارات العربية المتحدة عمومًا، وإمارة الشارقة خصوصًا. وقد برهنت هذه التجارب على أن وضع الإنسان في صميم الرؤية والسياسات ليس مجرد شعار، بل هو نهج استراتيجي يُولّد مبادرات وبرامج وخططًا طويلة الأمد تُسهم في الارتقاء بالأفراد وجميع فئات المجتمع. وأوضح أن جوهر المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يتمثل في أن يكون منصةً تُركّز على الإنسان، وتُطلق حوارًا عالميًا يربط الحكومات والخبراء والمجتمعات حول سؤال محوري: كيف نضمن جودة حياة عادلة؟

أوضح مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة أن المواضيع التي نوقشت في المنتدى لم تقتصر على قطاعات محددة، بل ركزت على مستقبل مشترك، تلتقي فيه الأمن الغذائي والصحة العامة والتعليم والاستدامة، مع أدوات تواصل تُحوّل الأزمات إلى فرص، والمعرفة إلى أفعال، والوعي إلى سلوك يومي، من أجل رسم ملامح المستقبل وحماية كوكبنا. واختتم كلمته مؤكدًا أن التواصل الحكومي الرشيد والمبتكر يُنشئ ثقافة جديدة وإنسانية جديدة، ويُرسي عقدًا اجتماعيًا عصريًا، ويمنح شعبنا الأمل في مستقبل أفضل وأكثر عدلًا.

في كلمته الملهمة بعنوان “الشيفرة الجديدة للحياة: الذكاء البشري والتكنولوجيا التفاعلية”، تحدث الدكتور أسامة الخطيب، رئيس المنظمة الدولية لأبحاث الروبوتات وأستاذ علوم الحاسوب بجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، عن جهود فريقه لتطوير روبوتات لاستكشاف أعماق البحار. اليوم، تستطيع الآلات العملاقة الحديثة الغوص مئات الأمتار تحت سطح البحر وتحمّل ضغط هائل في هذه الأعماق، مما يسمح لها بأداء مهام دقيقة تُضاهي تلك التي يقوم بها علماء الآثار. وأشار إلى أن هذه التقنيات الروبوتية ساهمت في اكتشاف مئات الطائرات والغواصات الغارقة، بالإضافة إلى إجراء حملات استكشاف على أعماق تصل إلى 1000 متر، حيث تم اكتشاف سفن رومانية عمرها 2000 عام، وهو إنجاز علمي يُعتبر من أصعب التحديات.

قال رئيس المنظمة الدولية لأبحاث الروبوتات إن العلاقة بين البشر والآلات تتجلى بوضوح في كيفية تواصل الروبوتات مع العلماء بما تراه في الأعماق. ولا تقتصر هذه التقنية على علم الآثار، بل تمتد لتشمل تطوير الروبوتات الطبية القادرة على تشخيص الأمراض وإجراء العمليات الجراحية عن بُعد. علاوة على ذلك، هناك ابتكارات في مجالات عديدة، مثل حماية البيئة البحرية، وإعادة التأهيل، وإنقاذ الأرواح، واستكشاف الفضاء، وتقديم الخدمات الاجتماعية.

في كلمتها المعنونة “من طفل إلى قائد رأي: تاريخ التعليم ببصمة تكنولوجية جديدة”، تحدثت هيلاري ييب، الخبيرة في مؤسسة ماينر مينوس في هونغ كونغ، عن أهمية استخدام التكنولوجيا في المدارس، لما لها من فوائد جمة. فهي تبني علاقة إيجابية مع التكنولوجيا منذ الصغر، وتغرس الأخلاق والقيم في نفوس الأطفال، وتمكّنهم من التفاعل معها بشكل أفضل. وهذا يُحقق هدف التعليم العالي: جعل الأطفال مُبتكرين لا مجرد مُتلقين للتقنيات الحديثة.

أوضحت يب أنها بدأت رحلتها مع تكنولوجيا التعليم في سن العاشرة. كان حلمها مساعدة الطلاب على تغيير العالم ودعم أولياء الأمور في متابعة تعلم أطفالهم. وأكدت أن فريقها نجح في إشراك الأطفال وعائلاتهم بمنتجات ومواد متطورة تُمكّنهم من الانخراط في البرمجة منذ الصغر والمساهمة بأفكارهم في التصميم. كما ذكرت أن فريقها قد أجرى بالفعل مسابقات واسعة النطاق في مجال الذكاء الاصطناعي، استقطبت مشاركين من 55 دولة. في كلمته المعنونة “التواصل الغذائي وثورة البروتين: إلى أين نتجه؟”، أكد الدكتور كاران راجان، الطبيب والمؤلف في مجال الطب والصحة، أن المعلومات المضللة حول المواضيع الصحية أصبحت ظاهرةً بارزةً على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا الصحية الشائعة والملحة التي يحتاج الناس بشدة إلى التوعية بها. وأشار إلى أنه وظّف تقنيات الاتصال الحديثة لإنشاء منصة إعلامية تهدف إلى مواجهة هذا التضليل بمعلومات مبسطة وقائمة على أسس علمية. وأشار إلى أن حوالي ثلثي المعلومات المتداولة غير دقيقة، وقد تُسبب أضرارًا جسيمة إذا تُركت دون تصحيح.

وأضاف راجان أنه من خلال متابعته لمنصات المعلومات الصحية والطبية، وجد أن جزءًا كبيرًا من هذه المعلومات – حوالي 80% – يأتي من مؤثرين يفتقرون إلى الخبرة الصحية أو المعرفة بالأغذية والأدوية. ويستخدمون أساليب الإثارة، مثل التخويف، للترويج لمنتجات قد تكون ضارة بهدف الربح فقط. وأكد على ضرورة تسخير قوة منصات الإعلام الرقمي لإعلام الجمهور بدقة ومشاركة البيانات والتجارب الصحية. كما يمكن للأطباء والباحثين استخدام هذه المنصات لنشر نتائج دراساتهم على نطاق واسع، فالتواصل قوة فاعلة قادرة على تغيير الناس وتثقيفهم بما يعود بالنفع على صحتهم وعلاجهم.


شارك