ليس الملح.. ما هو المكون داخل الأطعمة فائقة المعالجة الذي يرفع ضغط الدم؟

من المعروف أن الإفراط في تناول الملح يُشكل خطرًا كبيرًا على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. ومع ذلك، حذّر الخبراء مؤخرًا من أن الإفراط في تناول السكر قد يُسبب نفس التأثير.
وفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن إضافة السكر إلى الأطعمة والمشروبات فائقة التصنيع قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة المبكرة. فما مدى خطورة السكر على ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب؟
والتقرير التالي يجيب على هذا السؤال:
ما هي الأطعمة والمشروبات فائقة المعالجة (UPFs)؟
الأطعمة فائقة المعالجة (UPFs) هي أطعمة معالجة خضعت لعمليات تصنيع معقدة وتحتوي على مكونات مضافة لا تستخدم عادة في الطبخ المنزلي، مثل معززات النكهة والألوان الاصطناعية والمواد الحافظة طويلة العمر والمحليات الاصطناعية والدهون المهدرجة.
تشمل أمثلة هذه الأطعمة المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والوجبات السريعة (البرجر، والبطاطس المقلية المجمدة، والناجتس)، والوجبات الخفيفة المعبأة (رقائق البطاطس، والبسكويت المحشو، ورقائق البطاطس ذات النكهات الاصطناعية)، والحلويات المصنعة (الشوكولاتة المحشوة، والحلوى الجيلاتينية)، والمخبوزات المعبأة (الكعك المغلف، والكرواسون الجاهز)، واللحوم المصنعة (النقانق، واللحوم الباردة، والهوت دوج)، وغيرها.
استهلاك السكر دون وعي
أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يحصلون على أكثر من ربع السعرات الحرارية اليومية من السكر المضاف (الموجود في جميع أنواع المشروبات والوجبات السريعة) هم أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب بثلاث مرات.
ويقول الخبراء إن نقص المعرفة حول محتوى السكر المضاف في الأطعمة المفضلة يدفع الأسر إلى استهلاك المزيد من السكر دون علمهم، مما يزيد من خطر الإصابة بعدد من المشاكل الصحية التي قد تهدد الحياة.
مرض السكري من النوع الثاني
يُضرّ الإفراط في تناول السكر بعملية الأيض، ويؤدي إلى مشاكل صحية عديدة. وهذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، الذي يؤثر سلبًا على القلب والأوعية الدموية.
تمدد الأوعية الدموية
اكتشف الخبراء أن تناول المشروبات السكرية مثل الصودا أكثر من ثماني مرات في الأسبوع يزيد من خطر الإصابة بتمدد الأوعية الدموية في القلب بنحو الثلث وقصور القلب أو السكتة الدماغية بنحو الخمس.
تمدد الأوعية الدموية هو تورم في الأوعية الدموية التي تحمل الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى الجسم. مع أن هذه الحالة لا تسبب أي أعراض، إلا أنها تُهدد الحياة وتزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع مستويات حمض البوليك في الجسم
حمض اليوريك ناتج ثانوي لاستقلاب السكر المضاف. يُسبب هذا المركب انقباض الأوعية الدموية، بينما تُنتج الكلى أكسيد النيتريك، الذي يُساعد على استرخاء الأوعية الدموية. زيادة إنتاج حمض اليوريك تؤدي إلى انخفاض إنتاج أكسيد النيتريك في الكلى.
عند تناول كميات كبيرة من السكر المضاف، ترتفع مستويات حمض اليوريك في الدم، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج أكسيد النيتريك في الكلى. يؤدي هذا إلى انقباض الأوعية الدموية الكلوية، ويحفز نظام تنظيم ضغط الدم والأملاح المعروف باسم نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون (RAAS)، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم توازن الأملاح في الدم، مما يساهم بدوره في ارتفاع ضغط الدم.
أمراض القلب والأوعية الدموية
وفي الدراسة، وجد الخبراء أن كل 100 جرام إضافية من الأطعمة المصنعة التي يتم استهلاكها يوميًا، والتي عادة ما تكون غنية بالسكر المضاف والصوديوم، كانت مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنحو 6%.
وأظهرت النتائج أيضًا أن البالغين لديهم خطر أعلى بنسبة 14.5% للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
تلعب عوامل عديدة دورًا في ارتفاع ضغط الدم، مثل قلة النوم وسوء التغذية. ومع ذلك، يُشير الخبراء إلى أن التوتر المزمن، وخاصةً بين الشباب، يُعدّ من أهم العوامل التي تُغفل.