سي إن إن: الغارة الإسرائيلية على الدوحة ضربة مدمرة جديدة لمصداقية ترامب على الساحة الدولية
اعتبرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، الذي استهدف قيادات حركة حماس، بمثابة ضربة قاصمة أخرى لمصداقية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المستوى الدولي.
وقالت القناة الأميركية في تحليل أجراه كبير مراسليها للشؤون الدولية ستيفن كولينسون ونشر على موقعها الإلكتروني إن مصداقية الرئيس ترامب الدولية تعرضت لضربة مدمرة أخرى إذا تم الاعتقاد بأن ادعائه بأنه لم يتمكن من وقف الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في قطر صحيح.
** تجاهل المصالح الحيوية للولايات المتحدة
أشارت الإذاعة إلى أن الهجوم، الذي تجاهلت فيه إسرائيل عواقبه الوخيمة على المصالح الأمريكية الحيوية، يُمثل إحراجًا جديدًا لترامب. في الوقت نفسه، يُستغل من قبل نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي ابتسم خلال القمة في ألاسكا قبل أن يُصعّد هجماته على المدنيين الأوكرانيين. كما أعلنت بولندا أمس أنها أسقطت طائرات مُسيّرة انتهكت مجالها الجوي خلال هجوم روسي على أوكرانيا.
ذكرت قناة إخبارية أمريكية أن ترامب، لدى عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، أكد التزامه بإنهاء الحروب في أوكرانيا وقطاع غزة بسرعة. لكن بعد ثمانية أشهر، ازداد الصراع دموية، ويتحدى بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ترامب علنًا.
وفقًا لشبكة CNN، من غير المرجح أن تؤثر أحداث الشرق الأوسط على حظوظ ترامب السياسية في الداخل، إذ يشن حربًا على الجريمة وسط مخاوف من ضعف الاقتصاد. ومع ذلك، فإن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في وضح النهار، مثل هجمات بوتين، قد يكون له عواقب وخيمة على صورته كرجل قوي يُهاب في الخارج ويمارس سلطة صارمة، وفقًا للتقرير.
أعلنت قناة إخبارية أمريكية أن الهجوم الإسرائيلي على قطر انتهاك صارخ لسيادة حليف للولايات المتحدة، يستضيف أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط. وكانت قطر، الحليف، تتفاوض مع حماس بناءً على طلب البيت الأبيض على خطة، من شأنها، وفقًا لترامب، أن تفضي قريبًا إلى اتفاق.
واعتبر المذيع الأميركي أن هذا ليس إهانة شخصية لترامب فحسب، بل إنه يضع أهداف نتنياهو فوق أهم أولويات الأمن في الولايات المتحدة.
وذكرت شبكة “سي إن إن” أن بعض مسؤولي البيت الأبيض شعروا بالانزعاج من أن الهجوم جاء بعد أن التقى رون ديرمر، المستشار المقرب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يوم الاثنين دون ذكر عملية قالوا إنها ستهين الرئيس الأمريكي.
وقال السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل إدوارد جيرجيان لشبكة CNN: “تأتي هذه الهجمات في وقت حساس للغاية في مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث أوضحت الإدارة الأميركية والرئيس ترامب ومبعوثه ويتكوف أن الرئيس يسعى إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، وتبادل الأسرى، والتقدم نحو إنهاء الحرب في غزة”.
وأضاف جيرجيان أنه “من الواضح أن إسرائيل لا تولي اهتماما كبيرا للمصالح الأمنية للولايات المتحدة”.
** تأثير هائل على السياسة الخارجية الأمريكية
اعتقدت الوكالة الإخبارية أن تأثير الهجوم سيدمر أي أمل في سلام تفاوضي لإنهاء حرب إسرائيل في غزة. وهذا أحد الأسباب التي دفعت نتنياهو على الأرجح إلى تفضيل هذا الهجوم. قد تكون عواقبه وخيمة على الرهائن الإسرائيليين المتبقين.
** ضمان ترامب لالتزام إسرائيل هو وعد فارغ
وأشارت أيضًا إلى أن الهجوم على قطر سيعزز الانطباع السائد في الشرق الأوسط بأن ترامب لا يملك نفوذًا على نتنياهو، رغم مبيعات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل والدور الأمريكي المهم في الدفاع عن تل أبيب. وأشارت إلى أن البيت الأبيض لم يُعلّق علنًا بعد على عواقب الهجوم على نتنياهو.
كما صرّحت بأنّ فقدان ترامب لمصداقيته أمرٌ بالغ الخطورة، لا سيّما وأنّ الخطة الأمريكية الجديدة تدعو إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة مقابل وقف إطلاق النار. كما أكّد ترامب التزام حماس بالاتفاق طالما استمرت المفاوضات.
وأضافت أن الهجمات على الدوحة في وضح النهار توحي بأن هذا الوعد كان فارغا.
واختتمت تحليلها بالإشارة إلى أن الشكوك تثار مرة أخرى حول تصوير ترامب لنفسه باعتباره رئيسا للسلام، وأن الفهم المحدود لفريقه في السياسة الخارجية واضح تماما.