لماذا هبط الدولار تحت 48 جنيها لأول مرة منذ عام وهل يواصل التراجع؟

انخفض سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري بشكل مفاجئ إلى أدنى مستوى في أكثر من عام في تعاملات البنوك أمس واليوم مع تحسن عدد من العوامل الاقتصادية في مصر.
وانخفض سعر الدولار بنحو 55 قرشا أمام الجنيه المصري أمس واليوم، ليسجل أسوأ أداء له عند 47.95 جنيه للشراء و48.05 جنيه للبيع وقت كتابة هذا التقرير، بحسب آخر تحديثات البنوك.
واتفق خمسة مصرفيين استطلعت «ايجي برس» آراءهم، على أن زيادة الاستثمار الأجنبي في أذون وسندات الخزانة، فضلاً عن تعافي تدفقات النقد الأجنبي، كانت العوامل الرئيسية وراء استعادة الجنيه لجزء كبير من قيمته أمام الدولار.
لكن مصرفيين قالوا إن استمرار انخفاض الدولار سيعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك استقرار الوضع الجيوسياسي في المنطقة واستمرار تدفق عائدات النقد الأجنبي.
واستعاد الجنيه نحو 6% من قيمته مقابل الدولار منذ بداية العام، بعد أن هبط إلى أدنى مستوى قياسي له عند 51.73 جنيه في التاسع من أبريل/نيسان قبل أن ينعكس ويرتفع مرة أخرى.
أموال ساخنة
قال رئيس قسم المالية في أحد البنوك الخاصة، إن السوق يشهد حالياً تدفقاً قوياً من الأجانب الذين يبيعون الدولار مقابل أذون وسندات الخزانة بالعملة المحلية، وهو ما أدى إلى إضعاف الدولار وزيادة المعروض.
وارتفع إجمالي الحيازات الأجنبية من سندات الخزانة المحلية إلى نحو 38 مليار دولار في العام الأول من تحرير سعر الصرف، وهو ما يمثل زيادة قدرها 25 مليار دولار بعد الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة.
وأضاف وزير المالية أن استمرار انخفاض الدولار أمام الجنيه المصري سيتوقف على استمرار هدوء الوضع الجيوسياسي في المنطقة ومواصلة العلاقة بين صندوق النقد الدولي ومصر.
سيستمر الجنيه المصري في التعافي، بشرط أن
قالت سحر الدماطي نائب رئيس البنك الأهلي المصري السابق، إن زيادة تدفقات النقد الأجنبي من مصادر مختلفة، وخاصة السياحة وتحويلات المصريين العاملين بالخارج و”الأموال الساخنة” كانت الأسباب الرئيسية لانخفاض سعر الدولار أمام الجنيه.
وأوضحت أن هذه الخطوة تعكس آلية سعر الصرف المرنة التي ينتهجها البنك المركزي المصري منذ مارس 2024، فعندما يزيد المعروض من الدولار عن الطلب ينخفض الدولار أمام الجنيه، والعكس صحيح.
وأكد الدماطي أن الجنيه يستطيع الحفاظ على مكاسبه ومواصلة الصعود أمام الدولار في ظل زخم الاستثمار الأجنبي، بشرط هدوء الوضع الجيوسياسي في المنطقة.
قال رئيس أحد البنوك الحكومية إن عوامل غير مباشرة مهدت الطريق لتحسّن الجنيه مقابل الدولار. وشملت هذه العوامل انخفاض التضخم، وانخفاض تكاليف تأمين الدين الحكومي، وتدفق استثمارات مباشرة جديدة، وتزايد التوقعات ببدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة هذا الشهر.