دراسة بحثية: السدود الصينية والصيد الجائر يهددان الأسماك العملاقة في نهر الميكونج

منذ 2 شهور
دراسة بحثية: السدود الصينية والصيد الجائر يهددان الأسماك العملاقة في نهر الميكونج

أظهرت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة “الحفاظ البيولوجي” أن حجم أنواع الأسماك العملاقة في نهر الميكونغ انخفض بأكثر من 40% في غضون سبع سنوات فقط. ويُعدّ هذا مؤشرًا تحذيريًا على تنامي التهديد للأمن الغذائي والتوازن البيئي لأحد أهم أنهار آسيا.

وقامت الدراسة بتحليل بيانات من ما يقرب من 397 ألف عينة من 257 نوعًا تم جمعها بين عامي 2007 و2014 في 23 موقعًا على طول حوض النهر السفلي، والذي يضم لاوس وكمبوديا وفيتنام.

وأظهرت النتائج انخفاضا كبيرا في متوسط طول الأسماك العملاقة، مثل سمك السلور العملاق، الذي كان يصل وزنه إلى 180 كيلوغراما قبل ربع قرن من الزمان، لكنه الآن نادرا ما يزن أكثر من 80 كيلوغراما.

وأوضح الباحثون أن العوامل المؤثرة على هذا التراجع تشمل الصيد الجائر وبناء السدود وإزالة الغطاء الطبيعي وتغير المناخ.

وبحسب تقرير صادر عن لجنة نهر ميكونج، قامت الصين ببناء أحد عشر سدًا كبيرًا على الروافد العليا للنهر، المعروف باسم لانسانغ، كجزء من مشاريع الطاقة الكهرومائية واسعة النطاق، مما أثر على التيارات الطبيعية وحركة الرواسب الموسمية.

وقد أعربت فيتنام ولاوس وكمبوديا مرارا وتكرارا عن قلقها إزاء التأثيرات السلبية لهذه السدود، وخاصة على دلتا ميكونج، سلة الأرز الرئيسية في فيتنام.

وعلى الرغم من الدعوات المتكررة إلى الشفافية، تظل الصين عضواً في لجنة نهر الميكونج، ولكنها لا تتمتع إلا بوضع “شريك الحوار”، وهو ما يحد من التنسيق الإقليمي لإدارة المياه.

ويعد النهر شريان نقل حيوي لأكثر من 60 مليون شخص يعيشون على طول مجراه، ومصدرهم الرئيسي للغذاء والدخل هو الصيد والزراعة.

وتشير التقديرات إلى أن ربع إنتاج مصايد الأسماك في المياه العذبة في العالم يأتي من حوض نهر ميكونج، في حين يوفر دلتا النهر وحده أكثر من نصف إنتاج فيتنام من الأرز.

ومع ذلك، فإن الانخفاض في عدد وحجم الأسماك الكبيرة يهدد قدرة النظام البيئي على التجدد ويزيد من تعرضه لتغير المناخ والصيد الجائر.

* معلومات عن نهر الميكونج

1- يحتل المرتبة 12 في قائمة أطول أنهار العالم، حيث يمتد لمسافة حوالي 4500 كيلومتر من هضبة التبت إلى بحر الصين الجنوبي، ويمر عبر 6 دول.

2- مياهه تنبع من جبال الهيمالايا، وتتغذى من ذوبان الثلوج، ويزداد جريانها مع روافده في المثلث الذهبي.

3- تعكس عدة أسماء تنوعها الثقافي: ففي الصين تعرف باسم “لانسانغ جيانج”، وفي تايلاند ولاوس باسم “ماي كونغ”، وفي فيتنام باسم “سو لون” أو “التنين التسعة”.

4- شريان حياة لأكثر من 60 مليون إنسان: يعتمدون عليه في الزراعة وصيد الأسماك والنقل.

5- أكبر مصايد الأسماك الداخلية في العالم: يبلغ إنتاجها السنوي حوالي مليوني طن.

6- كنز بيولوجي عالمي: يضم أكثر من 1100 نوع من الأسماك، ودلافين إيراوادي النادرة، والأنواع المهددة بالانقراض مثل سمك السلور العملاق.

7- يعتبر دلتا نهر ميكونج مخزنًا مهمًا للغذاء: فهو يوفر نصف إنتاج فيتنام من الأرز.

8- موطن للمعالم الطبيعية الاستثنائية: مثل شلال خون فافينج في لاوس، وهو أوسع شلال في العالم.

9- التعاون الإقليمي في إدارة الأنهار: تأسست لجنة نهر الميكونج في عام 1995 وتضم لاوس وكمبوديا وتايلاند وفيتنام، في حين تعد الصين وميانمار “شركاء حوار”.


شارك