وزير التعليم: تطوير مناهج اللغة العربية والدراسات الاجتماعية واللغة الإنجليزية وفق معايير عالمية

منذ 6 ساعات
وزير التعليم: تطوير مناهج اللغة العربية والدراسات الاجتماعية واللغة الإنجليزية وفق معايير عالمية

يعود نجاح برنامج تنمية اللغة العربية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية إلى مشاركة المعلمين في إعداده. – تقليل كثافة الفصول الدراسية وزيادة معدلات الحضور لضمان بيئة تعليمية أفضل لكل طفل.

شهد الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتدريب الفني، انتهاء المرحلة الأولى من البرنامج الوطني لتطوير اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية، وانطلاق المرحلة الثانية، التي تم تنفيذها بالشراكة مع منظمة اليونيسف وبتمويل من بنك التنمية الألماني.

يهدف البرنامج إلى تحسين مهارات القراءة والكتابة لدى طلاب الصفوف من الثالث إلى السادس في المدارس الحكومية.

وتوجه عبد اللطيف بالشكر الجزيل إلى منظمة اليونيسف والبنك الألماني للتنمية وجميع الشركاء على تعاونهم في جعل محو الأمية لملايين الأطفال المصريين أولوية وطنية واقعية.

وأكد الوزير أن تميز هذا البرنامج يكمن في أنه تم تطويره بمشاركة فاعلة من المعلمين أنفسهم الذين ساهموا في تصميمه ومراجعته مما عزز شعورهم بالمسؤولية تجاه البرنامج وساهم في قبوله ونجاحه بشكل كامل.

وأشار إلى أن الوزارة حشدت كافة إمكانياتها من معلمين ومشرفين وإداريين تربويين، ودمجت البرنامج في منصة للتطوير المهني المستمر، بحيث أصبح تدريس مهارات القراءة والكتابة جزءاً من الهوية المهنية للمعلمين وجزءاً من الثقافة اليومية في المدارس.

وأضاف أن الوزارة عملت بالتعاون مع اليونيسف على تطوير مناهج اللغة العربية من رياض الأطفال إلى الصف الثامن، كما قامت بمراجعة مناهج الدراسات الاجتماعية من الصف الرابع إلى الصف الثامن، ومناهج اللغة الإنجليزية من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر، لضمان تعلم متماسك ومتدرج يلبي المعايير الدولية.

وأكد أن تنمية مهارات القراءة والكتابة هي المحور المركزي الذي يربط جميع المواد والمراحل الدراسية، مؤكداً: “نعمل على تحسين بيئة التعلم من خلال تقليل كثافة الطلاب في الفصول الدراسية وزيادة معدلات الحضور، لأن كل طفل يستحق مساحة للتفاعل والتركيز والنمو”.

وأوضح أن تقليل أعداد الطلبة في كل فصل وزيادة حضورهم اليومي يؤدي إلى نتائج تعليمية أفضل ومستقبل أكثر إشراقا.

وأشار إلى أن الوزارة بدأت بتحسين البنية التحتية للمدارس من خلال طلاء معظم المدارس الحكومية وإنشاء مساحات خضراء. وأكد أن “المدرسة النظيفة والمشرقة والخضراء ليست مجرد مبنى، بل بيئة تعليمية ملهمة وآمنة”.

وتطرق الوزير أيضاً إلى التطوير النوعي لمنظومة التعليم الفني، حيث سيحصل طلبة التعليم الفني لأول مرة على كتب دراسية مصممة خصيصاً لكل تخصص (الزراعة، الصناعة، السياحة، الفندقة، التجارة ومدارس التكنولوجيا التطبيقية).

وأكد أن الوزارة تسعى لمواءمة التعليم الفني في مصر مع المعايير الدولية من خلال شراكات دولية مع ألمانيا وإيطاليا واليابان، مشيرا إلى الاتفاق مع الجانب الإيطالي على تطبيق نموذج المدارس الفنية الذكية الذي يمنح الخريج شهادة معترف بها دوليا.

وأشار إلى توسيع التعاون مع وزارة التعليم اليابانية، خاصة من خلال مؤتمر تيكاد 9، فضلاً عن الارتقاء بتجربة المدرسة المصرية اليابانية التي تجمع بين التعليم الأكاديمي وتعليم القيم وبناء الشخصية.

وأوضح أن هذه الشراكات لا تقتصر على تبادل المهارات، بل تشمل أيضًا نقل القيم والانضباط وتكافؤ الفرص. وأكد أن كل هذه النجاحات هي ثمرة شراكات متينة ومستدامة، وشكر جميع الشركاء الدوليين والمحليين.

وأكد أن هذا التعاون ليس تقنيًا فحسب، بل إنسانيٌّ في المقام الأول. ويهدف إلى ضمان حق كل طفل في التعليم وتعزيز ثقته بمستقبله. وأضاف: “بينما نحتفل بهذه النجاحات، نتطلع إلى المستقبل، حيث سيُبنى نظام التخرج من المرحلة الثانوية في مصر، وتجديد المناهج الدراسية، وتوسيع نطاق التعليم الفني على أساس متين: تنمية مهارات اللغة العربية. فبدون إتقان القراءة والكتابة، لا يمكن تحقيق إصلاح حقيقي”.

وأكد أن العام الماضي أظهر ما يمكن تحقيقه عندما يتضافر المعلمون والشركاء في مهمة مشتركة، ودعا إلى استمرار هذا النهج لضمان مستقبل تعليمي أفضل لأطفال مصر.

وأعربت الدكتورة بيا بيريتو، مديرة اليونيسف للتعليم وتنمية الشباب، عن سعادتها بالمشاركة في الاحتفال وهنأت مصر على نهجها المتعدد الأوجه وتصميمها على معالجة أزمة التعليم.

وأكدت أن النتائج التي تحققت على أرض الواقع في مصر تمثل نموذجا ملهما على المستويين الإقليمي والعالمي، مشيرة إلى أهمية الإجراءات الملموسة التي اتخذتها الوزارة مثل تحسين التقييمات وتنفيذ برامج الدعم وتطوير الكتب المدرسية والاستثمار في تدريب المعلمين.

وحدد بيريتو خمس آليات رئيسية لمعالجة أزمة التعلم: “الاستثمار في البرامج ذات التأثير العالي، وتمكين المعلمين، وتعزيز النظم التعليمية، وتتبع التقدم باستخدام الأدوات العلمية، واستخدام التكنولوجيا لتعزيز التعلم، وليس استبداله”.

وأكدت أن التقدم الذي أحرزته مصر كان ملهماً وأن الاستمرار في الاستثمار في هذا المجال أمر ضروري لضمان اكتساب كل طفل للمهارات اللازمة للتعلم مدى الحياة.

وفي إطار الاحتفال، عُرض فيديو يوثّق آراء الأطفال وأولياء أمورهم حول أثر البرنامج في تحسين مهاراتهم القرائية. وقد أعرب الأطفال عن امتنانهم العميق وفخرهم بتقدم الطلاب.

كما تم تكريم المحافظات التي حققت أعلى معدلات تحسن في إتقان اللغة العربية. وتصدرت القائمة محافظات الإسكندرية (أعلى معدل تحسن)، وأسوان، وأسيوط، والإسماعيلية، والقاهرة، والجيزة، ودمياط، وسوهاج، وشمال سيناء، والفيوم.


شارك