طارق الشناوي: تصفيق 20 دقيقة لفيلم «صوت هند رجب» هو رسالة أن الشعوب لا تصمت

براد بيت وخواكين فينيكس يتبادلان رسالة رفض سفك الدماء الإسرائيلي.
أشاد الناقد السينمائي طارق الشناوي بفيلم “صوت هند رجب”، واصفًا إياه بـ”الصوت العربي الفلسطيني” الذي يحظى بدعم وإنتاج عالمي. كما أشاد بالمخرجة التونسية كوثر بن هنية، التي يعتبرها من أهم المخرجات في العالم العربي.
في مداخلة هاتفية مع برنامج “الستات” يوم السبت، أعرب الشناوي عن أسفه لعدم حضوره مهرجان البندقية السينمائي بسبب انشغاله. كان العرض مؤثرًا، إذ ربط تسجيل هند رجب الصوتي الأخير بالظلم والجراح التي تصيب النفس البشرية حاليًا ومستقبلًا.
وأوضح أن الفيلم حظي بعشرين دقيقة من التصفيق المتواصل بعد عرضه، مؤكداً أن الشعوب في العالم لن تبقى صامتة، كما أثبتت المظاهرات المستمرة في الولايات المتحدة وأوروبا، والتي عكست تناقضاً بين موقف الشعوب وتعليمات الحكومات.
وأضاف أن مشاركة النجمين الأميركيين خواكين فينيكس وبراد بيت كمنتجين منفذين للفيلم، رغم المخاطر التي يحملها على مسيرتهما الفنية، تعكس رفضهما لسفك الدماء الإسرائيلي.
أشار الشناوي إلى وجود أصوات في إسرائيل تُدين العنف وإراقة الدماء. وأشار إلى أن الفيلم رُشِّح لجوائز رغم انتقادات استغلال الحدث. وأكد أن “الفن لا يستغل الأحداث، بل يستخدمها لإيصال رسالة”، وأن الأعمال الفنية المشاركة في المهرجانات لا ينبغي أن تُقيَّد بحماية سياسية أو لوائح رسمية.
وأكد أن الفيلم يكشف الوجه الحقيقي للاحتلال بعد أن استغل ذكرى الهولوكوست، وأن ممارسات الاحتلال الحالية أكثر وحشية.
وأوضح أيضًا أن اختيار شخصية هند نابع من ضمير المخرج المبدع، وليس رغبةً في إرضاء أحد. ورأى أن بن هنية اعتمدت على إنسانية المشاهد، دون إفراط في سفك الدماء، لإيصال رسالتها للعالم.
يذكر أن فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية أثار اهتماما كبيرا في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته الـ82، حيث حصد جائزة الأسد الفضي (جائزة لجنة التحكيم الكبرى)، ثاني أعلى جائزة في المهرجان، بعد أن حظي عرضه بأكثر من 20 دقيقة من التصفيق المتواصل.
الفيلم مستوحى من آخر تسجيل صوتي للطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر خمس سنوات، والتي تعرضت لإطلاق نار إسرائيلي في سيارة شمال غزة مطلع عام ٢٠٢٤، وصرخت استغاثة. عُثر عليها ميتة بعد حوالي اثني عشر يومًا. يوثق الفيلم أيضًا مقتل ابنة عمها، ليان حمادة، البالغة من العمر خمسة عشر عامًا، والتي حاولت طلب المساعدة عبر مكالمة طوارئ مسجلة.