إضافة أكثر من 6 آلاف غرفة فندقية لقطاع السياحة منذ بداية العام الحالى

• تأجيل تفعيل الرخصة الذهبية للمشاريع السياحية يعطل افتتاح فنادق جديدة. • حصة قطاع السياحة من الرخصة الذهبية صفر. • 1500 غرفة محجوزة في الغردقة بسبب تراخيص البناء.
وقدر عدد من المستثمرين في قطاع السياحة الذين تحدثوا لـ«الشروق للأعمال والتمويل»، عدد الغرف الفندقية المضافة في القطاع الفندقي المصري خلال الأشهر الأخيرة من العام الجاري بأكثر من 6 آلاف غرفة، من إجمالي نحو 18 ألف غرفة من المقرر افتتاحها بحلول عام 2025.
أكد عدد من المستثمرين السياحيين أن تأجيل الرخصة الذهبية للمشاريع السياحية تسبب في تأخير افتتاح فنادق جديدة على البحر الأحمر بطاقة إجمالية تتجاوز 10 آلاف غرفة.
وزعم مستثمرون أن تفعيل الرخصة الذهبية من شأنه أن ينعش المشروعات المتوقفة ويزيد الطاقة الاستيعابية الإجمالية للفنادق المصرية.
ناشد مستثمرو السياحة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي تسريع تطبيق الرخصة الذهبية للمشروعات السياحية. وكان مدبولي قد أعلن مؤخرًا عن هذه الرخصة لتبسيط إجراءات الموافقة على المشروعات السياحية، والتي لا تزال تُمثل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق هدف الحكومة في جذب 30 مليون سائح سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة.
أكد الخبير السياحي سامح حويدق، نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر، أن الحصول على الرخصة الذهبية يبقى حلمًا لأي مشروع سياحي، والدليل على ذلك عدم حصول أي مستثمر سياحي على هذه الرخصة حتى الآن. وأشار إلى أن الحصول على الرخصة الذهبية يُبسط ويُسرّع إجراءات التصاريح والبناء لأي مشروع فندقي. وأوضح حويدق أن الحصول على هذه الرخصة الذهبية يخضع لمهلة أقصاها 60 يومًا، وأن عدم الحصول على التراخيص خلال هذه المدة يُعدّ موافقة ضمنية على بدء البناء بقرار رسمي من رئيس مجلس الوزراء.
وأكد نائب رئيس جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر أن هناك العديد من المشاريع السياحية والفندقية قيد الإنشاء حالياً، لكنها متوقفة بسبب المعوقات والروتين والإجراءات البيروقراطية التي تعيق الاستثمارات السياحية في منطقة البحر الأحمر.
وأشار إلى أن العقبة الأكبر تكمن في الحصول على التراخيص، والتي تستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات. وقال: “محظوظ هو المستثمر الذي يحصل على الترخيص خلال عامين. من غير المعقول أن يضطر المستثمر للتعامل مع جهات متعددة للحصول على ترخيص”. ودعا رئيس الوزراء إلى التدخل وتقليل عدد الجهات، فالوضع الحالي يعيق بالفعل الاستثمارات الفندقية.
أشار حويدق إلى أنه رغم توجيهات القيادة السياسية بإزالة جميع العوائق أمام الاستثمارات المختلفة وعدم عرقلة تحقيق هدف الدولة بالوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا خلال السنوات المقبلة، إلا أن الاستثمارات تعطلت. وأشار إلى أنه لتحقيق هدف الدولة، لا بد من مضاعفة عدد الغرف الفندقية القائمة. ودعا حويدق إلى المفاضلة بين أسعار الأراضي المخصصة للتمليك الخاص وتلك المخصصة للاستثمار الفندقي، بحيث لا يتجاوز سعر الأرض المخصصة لبناء الفنادق 20% من قيمة الأرض المخصصة للتمليك الخاص، فهذا هو السبيل الوحيد لزيادة عدد الغرف الفندقية، وتحقيق هدف الدولة، ومواكبة الزيادة المتوقعة في السياحة.
وأشار إلى أنه كان من المقرر افتتاح عدة مشاريع فندقية في الغردقة بسعة تزيد عن 2000 غرفة خلال النصف الأول من عام 2026، إلا أن افتتاح هذه المشاريع تأجل بسبب عدم صدور التراخيص اللازمة. وأشار إلى أن أكثر من 1500 غرفة محجوزة لعدم صدور تراخيص بناء. ودعا إلى سرعة استكمال إجراءات تراخيص البناء للمشاريع السياحية والفندقية.
أكد حويدق على ضرورة إصدار رئيس مجلس الوزراء قرارًا وإرساله إلى جميع الجهات الحكومية، مرفقًا به جميع الطلبات والمستندات اللازمة لترخيص المشاريع السياحية. ودعا إلى تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتوفير التسهيلات اللازمة لقطاع السياحة لتحقيق هدف الدولة المتمثل في استقبال 30 مليون سائح في أسرع وقت ممكن. فرغم امتلاك مصر للمقومات السياحية اللازمة لجذب المزيد من السياح، إلا أنها لا تستطيع حاليًا جذب أكثر من 18 مليون سائح نظرًا لنقص الطاقة الاستيعابية للفنادق لاستقبال السياح الوافدين إلى مصر خلال الفترة المقبلة.
دعا سامح حويدق إلى إنجاز جميع إجراءات التصاريح السياحية في وقت قياسي، والقضاء على البيروقراطية التي تُسبب خسائر فادحة للمستثمرين. كما دعا إلى تقديم حوافز للمستثمرين لزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق والاستثمار في مشاريع سياحية جديدة. ولا يتحقق ذلك إلا بتوفير التمويل اللازم لبناء مشاريع فندقية جديدة، والقضاء على البيروقراطية التي تؤثر سلبًا على نمو الاستثمار السياحي.
وفقًا لإحصاءات السياحة، يوجد في مصر حاليًا 977 فندقًا ومنتجعًا، بالإضافة إلى 235 فندقًا صديقًا للبيئة و250 فندقًا عائمًا. ويبلغ عدد الغرف الفندقية في مصر 225,377 غرفة، وفقًا للإحصاءات. ويبلغ عدد العاملين في قطاع الفنادق المصري حاليًا حوالي 169,231 شخصًا. صرح رامي فايز، عضو مجلس إدارة غرفة الفنادق والمنتجعات السياحية ورئيس لجنة تسويق السياحة بمرسى علم، بأن قطاع السياحة المصري يهدف إلى زيادة عدد الغرف الفندقية إلى أكثر من نصف مليون بحلول عام 2029، وذلك لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لجذب 30 مليون سائح بحلول عام 2030. وأشار إلى أن بناء الغرف الفندقية يتقدم بسرعة حاليًا. فمنذ بداية العام، تم بالفعل افتتاح أكثر من 6000 غرفة من أصل حوالي 18000 غرفة مخطط افتتاحها بحلول عام 2025. وأضاف أنه سيتم بناء العديد من الفنادق من فئة نجمة واحدة إلى خمس نجوم خلال الفترة المقبلة. وأوضح أن 59% من الغرف الفندقية الحالية في مصر هي فنادق من فئة نجمة واحدة ونجمتين وثلاث نجوم، بينما يبلغ عدد الفنادق من فئة نجمة واحدة ونجمتين وثلاث نجوم حوالي 634 فندقًا من إجمالي أكثر من 1400 فندق تعمل حاليًا في مصر.