• مستثمرون: نقص وسائل النقل السياحى عائق أمام تحقيق مستهدف الـ30 مليون سائح

• استخدام الحافلات الكهربائية واستيراد النماذج المستعملة من أبرز المقترحات لحل الأزمة.
أكد عدد من خبراء السياحة والمستثمرين أن نقص خيارات النقل يُمثل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق هدف الحكومة المتمثل في جذب 30 مليون سائح سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة. وأكدوا أن أسطول مصر من المركبات السياحية لم يكن كافيًا لاستيعاب التدفق المتوقع للسياح قبل الأزمة الأخيرة.
هيأ مستثمرو السياحة الظروف الملائمة لتحقيق انفراجة متوقعة في أزمة النقل السياحي في مصر، وهي مشكلة مزمنة يعاني منها هذا القطاع منذ فترة طويلة. وتشمل هذه الظروف تشجيع الشركات المحلية على زيادة إنتاج وتصنيع الحافلات الفاخرة وفق المعايير الدولية، ودعم الصناعة الوطنية بتوفير المواد الخام اللازمة. وسيساعد ذلك على ضمان توافر الطرازات الحديثة اللازمة لتوسيع أسطول النقل السياحي وتلبية طلب السوق.
من جانبها، تدرس وزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، طلبات القطاع الخاص السياحي، ممثلاً باتحاد غرف السياحة وغرفة المنشآت السياحية. تتعلق هذه الطلبات بضرورة حل أزمة النقل السياحي ومعالجة نقص الطاقة اللازمة للنقل السياحي لتلبية الطلب المتزايد على الزيارات إلى جميع المقاصد السياحية المصرية. وتعمل الوزارة حاليًا على تشجيع شركات السياحة على استخدام الحافلات الكهربائية واستيراد الطرازات المستعملة لتعويض نقص طاقة النقل خلال الفترة المقبلة.
دعا قطاع السياحة الخاص بشكل عاجل إلى تسهيلات كبيرة لشركات السياحة في توسيع أساطيل النقل السياحي لديها. وعلى وجه الخصوص، ينبغي السماح باستيراد الحافلات السياحية المستعملة من السنوات السابقة لمعالجة نقص سعة النقل السياحي وتمكين شركات السياحة من زيادة تدفق السياح إلى مصر.
أشاد مشغلو السياحة بتخفيف متطلبات الترخيص مؤخرًا لمركبات النقل السياحي المصنعة محليًا والمستوردة، مشيرين إلى أن هذه الإجراءات التخفيفية من شأنها أن تساهم في مواصلة تطوير صناعة السياحة وتجديد جميع أنواع أساطيل النقل.
وفيما يتعلق بخطة تطوير أسطول النقل السياحي، قال وزير السياحة والآثار شريف فتحي، إننا نشجع شركات السياحة على التحول للأتوبيسات الكهربائية، ونعمل حالياً على السماح لشركات السياحة باستيراد الأتوبيسات المستعملة حتى خمس سنوات لتمكين الشركات من إحلال وتجديد أسطولها من النقل السياحي، بهدف إزالة العقبات التي تعترض طريقها في زيادة تدفقات السياحة إلى مصر في الفترة المقبلة.
أشار الوزير إلى أن وزارة السياحة والآثار تستهدف جذب نحو 18 مليون سائح بنهاية العام الجاري. وأوضح أن جميع مؤشرات الحجوزات الحالية والمستقبلية تؤكد أن عدد السائحين الوافدين إلى مصر في النصف الثاني من العام سيكون أعلى من عددهم في الأشهر الستة الأولى من عام 2025.
أكد خبير السياحة هاني بيتر، عضو غرفة السياحة، أن نقص خيارات النقل السياحي أصبح عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق هدف الحكومة المتمثل في استقبال 30 مليون سائح سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة. وزعم أن أسطول مصر من المركبات السياحية لم يكن كافيًا لاستيعاب التدفق المتوقع للسياح قبل الأزمة الأخيرة.
وأوضح أن ارتفاع تكلفة النقل السياحي لا يشجع رواد الأعمال على تجديد وتوسعة أساطيلهم، مشيراً إلى أن النقل السياحي يحتاج إلى عملية إحلال وتجديد مستمرة لأسطول النقل، وهو ما لم يتم تنفيذه بشكل كاف، على الرغم من أن أسطول النقل السياحي الحالي لا يكفي لاستيعاب الحركة السياحية المتوقعة في الفترة المقبلة.
وأضاف بيتر أن هناك حلولاً يجب اتباعها لتحقيق الانفراجة المرجوة في هذه الأزمة، وأهمها تعزيز الإنتاج المحلي، واستخدام الحافلات الكهربائية، واستيراد الطرازات المستعملة. وأشار إلى أن تعزيز إنتاج الحافلات الفاخرة وفق المعايير العالمية سيسهم في توفير طرازات حديثة لقطاع النقل السياحي في مصر، لا سيما في ظل التوجيهات المستمرة من القيادة السياسية بتزويد المصانع بالمواد الخام اللازمة ودعم الصناعات المحلية لحل أزمة نقص مواد الإنتاج.
أكد عضو غرفة المنشآت السياحية على ضرورة تشجيع القطاع الخاص على القيام بدوره في التنمية الاقتصادية، وتهيئة البيئة اللازمة لدعم الصناعة الوطنية والاعتماد على المنتجات المحلية، مما يزيد من قدرة القطاع الخاص على توفير وسائل النقل للسياح. وأشار إلى أهمية زيادة خيارات النقل السياحي، وخاصة الحافلات والسيارات الحديثة، لتحسين قدرة القطاع على استيعاب التدفقات السياحية المتوقعة مستقبلًا. كما أكد على ضرورة تحسين الخدمات السياحية وزيادة جاذبية مصر كوجهة سياحية من خلال توفير وسائل نقل مريحة وآمنة للسياح، مما يسهم في زيادة إيرادات قطاع السياحة، ويعزز النمو الاقتصادي من خلال زيادة أعداد السياح والزائرين لمصر.
في الأيام الأخيرة، توصلت وزارة السياحة والآثار وغرفة المنشآت السياحية إلى اتفاق لتوضيح أحكام القرارات الوزارية والقوانين المتعلقة بترخيص المركبات السياحية. كما يتضمن هذا الاتفاق التسهيلات والمزايا التي تقدمها المنشآت السياحية في نقل السياح. ويُعد هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو تعزيز أسطول النقل المصري لتلبية الطلب المتزايد على الزيارات إلى جميع الوجهات السياحية المصرية.
وقد جلبت هذه الاتفاقية العديد من الإعفاءات القانونية الهامة، ودعت غرفة السياحة على الفور الشركات إلى البدء في تنفيذها. وقد حدث ذلك في ظل التنسيق المستمر والتعاون البناء، بدعم من وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، بين الوزارة، ممثلة في قطاع الأعمال بقيادة سامية سامي، نائب الوزير، ومجلس غرفة السياحة، بقيادة الدكتور نادر الببلاوي، رئيس المجلس. وتهدف الاتفاقية إلى حماية مصالح شركات السياحة، والنهوض بصناعة السياحة، وتشجيعها على تجديد أسطول النقل الخاص بها (السيارات السياحية: المحلية والمستوردة والمدفوعة). وأكد مهند فليفل، رئيس لجنة النقل السياحي بغرفة السياحة، أن هذه الإعفاءات ذات أهمية كبيرة في ظل العجز الموجود في قطاع النقل السياحي منذ سنوات، على الرغم من أنها ضرورية لتسهيل تدفق السياح والحركة داخل جميع المقاصد السياحية. كما صرح أيضًا بأنها متوافقة تمامًا مع جميع القوانين والقرارات الوزارية وتساهم في تحسين جودة الخدمات السياحية. وأوضح أن مجلس إدارة الغرفة يبذل جهوداً أخرى هامة لإيجاد حلول أخرى لمشكلة النقل السياحي في مصر.