مهرجان المسرح التجريبي يكرّم اسم هناء عبدالفتاح

في اليوم الخامس من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، أُقيمت ندوة تكريمية للكاتبة المسرحية والأكاديمية المصرية الراحلة الدكتورة هناء عبد الفتاح تحت عنوان “رد الجميل”. شارك في الندوة الدكتور مدحت الكاشف، والدكتورة عبير فوزي، وحفيدته أمينة. وأدارت الندوة الدكتورة إنجي البستاوي.
• إنجي البستاوي: علاقتي بمهرجان التجريبية بدأت بفضل هناء عبد الفتاح.
أعربت الدكتورة إنجي البستاوي، مديرة مهرجان شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب، عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات المهرجان التجريبي هذا العام، مؤكدةً أنها كانت تجربة مميزة وذكريات عزيزة عليها. وقالت: “من سخرية القدر أن أحضر المهرجان التجريبي لأول مرة أثناء عرض “دون كيخوت” الذي قدمته أستاذتي الدكتورة هناء عبد الفتاح. كانت هذه البداية الحقيقية لعلاقتي بالدكتورة هناء والحركة المسرحية العالمية التي فتح لنا أبوابها”.
وأضافت: “يُمثل المهرجان التجريبي مصدرًا أساسيًا للتثقيف والتوعية لنا كجيل مسرحي شاب. فقد أتاح لنا الوصول إلى ترجمات وإصدارات مهمة، وفتح آفاقًا جديدة من خلال العروض المسرحية التي أُقيمت فيه، مما ساهم في تطوير شخصيتي الفنية والأكاديمية. واليوم، وأنا أُدير مهرجان شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب، أشعر بالامتنان لهذه التجارب التي شكلت مساري ومنحتني الكثير”.
واختتمت البستاوي كلمتها قائلة: “اليوم، ونحن نتحدث عن الدكتورة هناء عبد الفتاح، أحد أساتذة التمثيل والإخراج المتميزين في المعهد العالي للفنون المسرحية، أفتخر بأن أكون عضوًا في هيئة التدريس بالمعهد نفسه، وأن أحمل جزءًا من إرثه وقيمه الفنية والإنسانية التي لا تزال تلهمنا جميعًا”.
• مدحت الكاشف: هناء عبد الفتاح كان رجل مسرح بالمعنى الحقيقي للكلمة.
قال الدكتور مدحت الكاشف، العميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية: “يسعدني أن أتحدث عن أستاذنا الراحل هناء عبد الفتاح، الذي جمعتني به علاقة وطيدة. بالعودة إلى الوراء، أكتشف جوانب من حياته لم أكن ألاحظها. ولكن بعد وفاته، بدأنا نفهم حقًا معنى أن تكون رجل مسرح، وهي صفة لا يمتلكها إلا قلة من محترفي المسرح في العالم، ممن يجمعون بين الفكر والفلسفة والإبداع والإخراج والتمثيل، وفي هذا كانت هناء عبد الفتاح فريدة.”
وأضاف: “في المسرح العربي، كان يوسف وهبي وسعد أرداش من أبرز الشخصيات التي جسدت هذا المعنى. ومنذ ذلك الحين، أصبحنا أكثر حذرًا في تطبيق هذا الوصف على الأجيال اللاحقة. ومع ذلك، فإن الدكتورة هناء عبد الفتاح تنتمي حقًا إلى جيل الرواد، وتستحق وسام المسرح لفكرها وفلسفتها وإبداعها”.
وتابع: “مع تعمق معرفتي به، أدركتُ أنه شخصٌ شديد التواضع، وهي سمةٌ من سمات العلماء الكبار. بدأ التمثيل طفلاً، ولعب دور البطولة في فيلم “الفتوة” الشهير مع الفنان فريد شوقي. تمتع بنشأة فنية استثنائية، وكان ابنًا لأحد أهم نجوم الإذاعة المصرية في عصرها الذهبي، مما منح مسيرته الفنية جذورًا راسخة وتجربة فنية فريدة”.
• عبير فوزي: هناء عبد الفتاح شخصية فنية وإبداعية عظيمة أدين لها بالكثير.
أكدت الدكتورة عبير فوزي، رئيسة قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، على أهمية المهرجان لجيلها. وقالت: “نشأنا وتلقينا تعليمنا هناك. شاركتُ في الدورة الأولى كممثلة في مسرحية “السوار”. واليوم، يسعدني بشكل خاص المشاركة في ندوة حول أستاذتي الدكتورة هناء عبد الفتاح، الباحثة والإنسانية التي أدين لها بالكثير”.
وأضافت: “كانت علاقتي بالدكتور هناء عبد الفتاح وطيدة، أكاديميًا وشخصيًا. كنت طالبة، وكان أستاذًا مرموقًا في المعهد. أكملت دراستي على يديه، وتعلمت منه كيفية توجيه الطلاب وإلهامهم. في عروضه الفنية، كان يبحث دائمًا عن الدوافع الإنسانية العميقة وراء عروضه. تشرفت بمناقشة رسالة الماجستير معه، وبدأت بذلك مرحلة جديدة في علاقتنا البحثية”.
أدركتُ مدى اهتمام الدكتور هناء بطلابه. دُهشتُ بوجود خطة بحثية لديه، وطلبتُ من كل من أراد الإشراف عليه أن يعرضها عليّ أولاً لأسمع رأيي. هذا سمح لي بمضاعفة خبرتي وتعلم الكثير منه عما تعلمته خلال دراستي. عندما بدأتُ باختيار موضوع الدكتوراه، اقترح عليّ البحث في تأثيرات الوسائط المتعددة على الممثلين. للأسف، لم يعش طويلًا ليكمل تجربتي الإشرافية. مع ذلك، حتى اللحظة الأخيرة، رحّب بي في منزله لمراجعة الخطة معي ومراجعتها. عمل معي بحب وتفانٍ لمدة عامين كاملين.
• أمينة حفيدة هناء عبد الفتاح: أثره الإنساني والفني سيبقى للأبد.
أمينة، حفيدة الدكتورة هناء عبد الفتاح، قالت: “مع أنني لا أملك خلفية مسرحية كمصممة جرافيك، قررتُ كتابة رسالة البكالوريوس عن جدي لأُبرز جانبًا ربما لا يعرفه الكثيرون. لم يكن ممثلًا موهوبًا فحسب، بل كان أيضًا موسوعة عظيمة ومصدر إلهام في عالم المسرح. من خلال بحثي، اكتشفتُ أيضًا بُعده الإنساني؛ لقد كان، بكل معنى الكلمة، شخصًا مُلهمًا”.
توفي جدي وأنا في التاسعة من عمري. لكنه ترك فيّ أثرًا عميقًا، فقررتُ أن أهديه أطروحتي. من خلال هذا الكتاب، أردتُ أن أُري الناس: انظروا إلى ما فعله هذا الرجل للمسرح. بدأ جدي مسيرته في الإذاعة، ثم انتقل إلى المسرح. ترك فيّ حبًا عميقًا لهذا الفن وشعورًا بالانتماء. مع أنني لم أكن على صلة مباشرة بمجاله، إلا أن تأثيره الإنساني والفني سيبقى في وجداني إلى الأبد.