مستثمرون: استقرار سوق النقد وخفض معدلات الفائدة سيسهمان فى سرعة تسويق الفرص الاستثمارية داخل مصر

منذ 5 ساعات
مستثمرون: استقرار سوق النقد وخفض معدلات الفائدة سيسهمان فى سرعة تسويق الفرص الاستثمارية داخل مصر

• 120 فرصة استثمارية جاهزة على خريطة الاستثمار في مصر

وأكد عدد كبير من المستثمرين أن استقرار سوق النقد وخفض أسعار الفائدة، إلى جانب عدد من الإصلاحات الأخرى، بما فيها القانونية والمالية والاقتصادية، ستساهم في تسويق فرص الاستثمار في السوق بشكل سريع.

تعتزم الحكومة، ممثلةً بالهيئة العامة للاستثمار، طرح نحو 1200 فرصة استثمارية جديدة، ضمن خطة طموحة لجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية إلى السوق. وتستهدف الدولة استثمارات بقيمة 90 مليار دولار تقريبًا خلال السنوات الخمس المقبلة.

وفقًا لحسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، فقد حققت جهود الحكومة لتحفيز بيئة الاستثمار تقدمًا ملحوظًا. وتحتل مصر الآن المرتبة التاسعة عالميًا والأولى أفريقيًا بين الدول المتلقية للاستثمار، بتدفقات استثمارية صافية بلغت 46.1 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2023/2024.

وأضاف هيبة أن هناك 120 فرصة استثمارية جاهزة على خريطة الاستثمار في مصر، ونسعى لترويجها للمستثمرين الأجانب والعرب، مما سيساهم بشكل مباشر في زيادة النمو الاقتصادي، وتحقيق خطط الدولة لزيادة الصادرات المصرية إلى 140 مليار دولار بحلول عام 2030.

ويتزامن ذلك مع إعلان رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي عن حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة في مصر بقيمة 7.5 مليار دولار، سيتم استخدامها في العديد من المشاريع في قطاعات مختلفة.

يتوقع علي عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، أن يشهد السوق المصري المزيد من الاستثمارات الجديدة، مدعومًا بالحوافز الكبيرة التي تقدمها الحكومة حاليًا للقطاع الخاص. كما يُعد استقرار سوق النقد وانخفاض أسعار الفائدة مؤشرين إيجابيين وجاذبين للمستثمرين.

وأضاف عيسى أن السوق المصرية واعدة، وشدد على ضرورة مواصلة سياسات الإصلاح الاقتصادي وتقديم المزيد من الحوافز والتسهيلات لجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية الجديدة إلى السوق.

وقال صبحي نصر نائب رئيس الاتحاد العام لجمعيات المستثمرين، إن استقرار سوق النقد وخفض أسعار الفائدة سيساهم في سرعة تسويق هذه الفرص الواعدة.

وأضاف نصر أن الجميع كان قلقًا مؤخرًا بشأن عدم استقرار سعر الصرف، وصعوبة تمويل واردات المواد الخام، وارتفاع تكاليف الائتمان. إلا أن الوضع تغير: الدولار يتراجع تدريجيًا، وأسعار الفائدة في انخفاض، وسيستمر هذا الانخفاض في الفترة المقبلة، مما يُسهم في خفض تكاليف الإنتاج والائتمان والتمويل. وقال ممثل جمعية المستثمرين، بمناسبة العاشر من رمضان، إن كل هذه العوامل تُشجع الاستثمار.

في نهاية أغسطس من العام الماضي، وخلال الاجتماع الخامس للجنة السياسة النقدية، قرر البنك المركزي المصري خفض أسعار الفائدة على الودائع والقروض بنسبة 2% في عام 2025. ليصبح سعر الفائدة حينها 22% للودائع و23% للقروض. كما قرر خفض سعري الإقراض والخصم بمقدار 200 نقطة أساس ليصلا إلى 22.50%.

تُعد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من أهم المناطق التي شهدت تدفقات استثمارية كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث شهدت نموًا ملحوظًا في حجم الاستثمارات. خلال الأشهر الثمانية والثلاثين الماضية، تم توقيع عقود لـ 311 مشروعًا صناعيًا ولوجستيًا وخدميًا في المناطق الصناعية والموانئ التابعة لها. وبلغ إجمالي الاستثمارات حوالي 10.2 مليار دولار أمريكي من أكثر من 20 دولة عبر مختلف القارات.

وبحسب الدكتور وليد جمال الدين، رئيس الهيئة، فقد تطورت المنطقة لتصبح مركزًا صناعيًا ولوجستيًا عالميًا، مدعومةً بستة موانئ بحرية وأربع مناطق صناعية كبيرة عاملة بكامل طاقتها. تستهدف هذه المناطق 21 قطاعًا صناعيًا وخدميًا مختلفًا، بما في ذلك الصناعات الدوائية، والسيارات، وإمدادات السكك الحديدية، والمنسوجات، والطاقة الجديدة والمتجددة. وتقدم هذه المناطق حزمة متنوعة من الحوافز والتسهيلات، بما في ذلك الإعفاءات الجمركية والضريبية، وتوافر الكفاءات المؤهلة، والخدمات الرقمية من خلال نظام الشباك الواحد، مما يضمن بيئة أعمال تنافسية ومستدامة للمستثمرين.

ويرى أسامة حفيله عضو جمعية المستثمرين أن السوق المصري أصبح من أهم الأسواق الواعدة والجاذبة في المنطقة بفضل الحوافز الكبيرة التي تقدمها الحكومة للمستثمرين.

وأضاف حفيلة أن جذب استثمارات جديدة يتطلب بيئة استثمارية مستقرة، وتشريعات وقوانين فعّالة تدعم الاستثمار وتعزز ثقة المستثمرين، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية. وكل هذا يتحقق الآن بفضل التوجيهات الرئاسية وعزم الحكومة على تحسين وزيادة النمو الاقتصادي.

وأكد حفيلة أن تبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم أساسيان أيضًا لجذب مناخ استثماري. فتبسيط الإجراءات وتراخيص إنشاء وتشغيل المشاريع الصناعية يُختصر الوقت والجهد، ويُشجع الاستثمار، ويُعدّ من أهم الحوافز لزيادة رغبة المستثمرين في التوسع والإنتاج.

أكد حفيلة على أهمية تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، إذ يُعدّ توسيع نطاق مشاريع الشراكة من أهم عوامل زيادة حجم الاستثمار في السوق. وأضاف أن التخطيط الاستثماري الحديث، والحوافز، والتشريعات المُيسّرة، من شأنها أن تُسهم في تسريع تسويق جميع الفرص الجديدة التي تسعى الحكومة إلى الترويج لها.

وقال محمد المرشدي رئيس غرفة الصناعات النسيجية إن إنجازات الحكومة والإصلاحات الشاملة من شأنها تسهيل التسويق التجاري السريع لهذه الفرص.

وأضاف المرشدي أن صدور قرار يلزم كافة الجهات المعنية، بما فيها الجهات المصدرة للتراخيص والتصاريح، بمعالجة الطلبات بسرعة وفي مدة أقصاها عشرة أيام عمل، يعد من أهم عوامل جذب المستثمرين الجدد.

أشاد المرشدي بالجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة لتنشيط مناخ الاستثمار وتعزيز النمو والإنتاج والتشغيل. ودعا إلى مواصلة خطة الإصلاح، ومكافحة التهريب، وتوسيع نطاق الأراضي المخصصة.

يتمتع السوق المصري بمزايا تنافسية عديدة، منها قوة عاملة تزيد عن 32 مليون عامل، وتنوع اقتصادي واسع، وموقع جغرافي استراتيجي، وبنية تحتية متطورة. علاوة على ذلك، تتيح معدلات الضرائب التفضيلية والاتفاقيات التجارية مع حوالي 70 دولة وصول السلع والخدمات المصرية إلى أكثر من 3 مليارات مستهلك حول العالم.


شارك