هيا آدم.. طالبة مصرية في لندن تمثل الصوت الغاضب للجامعات ضد الاحتلال

يتزايد الدعم للقضية الفلسطينية عالميًا. وقد ظهرت مؤخرًا في المملكة المتحدة حركة جديدة تُسمى “شهداء فلسطين من أجل العدالة”. وتُوصف هذه الحركة بأنها امتداد لحركة “فلسطين أكشن”، التي سبق أن حظرتها السلطات البريطانية وصُنفت “منظمة إرهابية”.
وأكد أعضاء الحركة سعيهم لكشف تورط الشركات البريطانية في دعم منظومة الأسلحة الإسرائيلية، وأكدوا أنهم سيواصلون نشاطاتهم الاحتجاجية حتى توقف لندن دعمها للاحتلال ومحاسبة الشركات المتورطة في جرائم الحرب والإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في أعقاب حركة طلابية حاشدة ضد سياسات الحكومة البريطانية المؤيدة لإسرائيل. وكان من بين الطلاب هيا آدم، ابنة عائلة مصرية مقيمة في المملكة المتحدة، وهي في سنتها الثانية في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) بجامعة لندن.
– صوت هيا.. صرخة الجيل الجديد ضد سياسة التواطؤ الغربي مع الاحتلال.
منذ بدء دراستها في لندن، شاركت هيا بلا كلل في جميع الأنشطة الطلابية المتعلقة بفلسطين. وكانت شخصية محورية في الاعتصامات أمام مقر الحكومة البريطانية رفضًا للسياسة الأحادية الجانب تجاه الاحتلال الإسرائيلي، واحتجاجًا على الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. ورغم صغر سنها، انتخبها زملاؤها رئيسةً لجمعية فلسطين في الجامعة، مما جعلها من أبرز الشخصيات في الحركة الطلابية المتنامية.
لكن هذا النشاط كان له ثمن باهظ. ففي 7 أغسطس/آب، اتخذت الجامعة قرارًا نهائيًا بطردها. ووفقًا لتقارير حقوق الإنسان والإعلام، فهي أول طالبة في تاريخ الجامعات البريطانية تُطرد بسبب آرائها السياسية المؤيدة للفلسطينيين. أثار القرار انتقادات واسعة النطاق. وتحدث المراقبون عن انهيار أخلاقي لمؤسسة أكاديمية عُرفت لعقود كمركز للفكر النقدي ودراسات ما بعد الاستعمار.
جاء هذا القرار في أعقاب حركة طلابية واسعة اجتاحت العديد من الجامعات البريطانية، بما فيها كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS)، احتجاجًا على دعم لندن العسكري والسياسي لإسرائيل. وكانت هذه الحركة، بقيادة هيا، جزءًا من موجة عالمية من التضامن مع القضية الفلسطينية.
-هيا آدم: لن تسكتوا صوتي في دعم إبادة شعب على الهواء مباشرة.
في فيديو نشرته على إنستغرام، ذكرت هيا آدم أنها تلقت بريدًا إلكترونيًا رسميًا من إدارة الجامعة يُبلغها بقرار فصلها. وجاء القرار بعد أن اتهمتها لجنة التحقيق بالتحرش والإساءة وعرقلة العمل، بناءً على فيديو وجهت فيه انتقادات سياسية لأحد مسؤولي اتحاد الطلاب بصوتٍ غير مرئي.
وأضافت أن اللجنة اعتمدت أيضاً على قرارات تأديبية وإيقافها عن الدراسة خلال العام، وصفتها بأنها مجرد عقوبات على جهودها في محاسبة إدارة الجامعة على تورطها في الإبادة الجماعية في غزة.
من وجهة نظرهم، كشفت هذه الحوادث عن الطبيعة الاستبدادية لهذه المؤسسة. ظنّ المسؤولون أنهم فوق القانون، وأن مجرد انتقادهم قد يؤدي إلى الفصل أو الإيقاف عن العمل أو العقوبة.
وأضافت أنها ستستأنف القرار، مؤكدةً على أهمية هذه الخطوة لأنها تُشكل سابقةً خطيرةً للجامعات الأخرى. وتعتقد أن إدارة الجامعة تسعى إلى أن تكون قدوةً لإسكات وترهيب الطلاب الآخرين، وخاصةً أولئك الذين ينتقدون الإبادة الجماعية.
أكدت أن ما يحدث في فلسطين هو “أول إبادة جماعية تُبثّ مباشرةً”. تُدفع أمة بأكملها نحو المجاعة، ويُقصف ويُطلق النار على رجال ونساء وأطفال فلسطينيين يوميًا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات. وأكدت أن المسؤولية الأخلاقية تقع على عاتق الجميع للنهوض والوقوف في وجه هذه الجرائم.
واختتمت كلمتها مؤكدةً أنها لن تستسلم للترهيب، مؤكدةً أن هذا واجبها الأساسي “تجاه الشعب الفلسطيني”. وأوضحت أن الطلاب أيضًا سيقاومون الترهيب ويعارضون الظلم. “سنقاوم وننتصر في النهاية. نحن الأغلبية وسننتصر”.
شاهد هذا المنشور على الانستغراممنشور تمت مشاركته بواسطة Middle East Eye (@middleeasteye)