كيف يُقرأ موقف الحكومة اللبنانية من خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة؟ (تقرير)

منذ 2 ساعات
كيف يُقرأ موقف الحكومة اللبنانية من خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة؟ (تقرير)

خبير العلوم السياسية غسان ريفي: الحكومة تسير على نهج “الذئب لا يموت والخروف لا يهلك”. وأظهرت مناقشات اليوم أن الحكومة لم تتخل عن مبدأ السيطرة الحصرية للدولة على الأسلحة. ولم يخرج حزب الله خاسراً من التمديد. وتركت الحكومة الباب مفتوحا أمام الجيش لتطبيق آلية مصادرة الأسلحة.

يرى المحلل السياسي غسان ريفي أن الحكومة اللبنانية تتبنى “نهجا متوازنا” تجاه خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة، والتي تم عرضها اليوم في اجتماع لمجلس الوزراء.

في ختام اجتماع مجلس الوزراء مساء الجمعة، رحّبت الحكومة بخطة الجيش لحصر حيازة الأسلحة في الولاية، لكنها لم تُحدّد إطارًا زمنيًا للتنفيذ. وظلّت مناقشات الخطة سرية.

وقال الصحافي غسان ريفي لوكالة الأناضول، إن حكومة بلاده اتبعت مبدأ “لا ذئب يموت ولا خروف يضيع” في تطبيق الخطة، مع مراعاة حساسية الطرفين (الحكومة وحزب الله).

وأضاف ريفي: “أثبتت مداولات اليوم أن الحكومة لم تحيد عن مبدأ احتكار الدولة للسلاح. في المقابل، لم يُنظر إلى حزب الله على أنه خاسر، لا سيما بعد إسقاط المهل التي كان يرفضها سابقًا”.

وأكد أن “الجيش لم يعد مُلزمًا بجدول زمني صارم لتنفيذ الخطة”، مع أن قرار ضبط الأسلحة الصادر في 5 أغسطس/آب كان قد حدد للجيش مهلة نهائية بنهاية العام للتنفيذ. إلا أن الحزب وقاعدته في لبنان رفضا هذا القرار.

وتابع ريفي قائلاً إنه بحسب المعلومات الأولية فإن الخطة “تنطوي على تعقيدات عديدة قد تعيق تنفيذها، سواء من حيث قدرات الجيش وإمكاناته أو بسبب التحديات التي يشكلها العدو الإسرائيلي والتي تجعل التنفيذ صعباً”.

وأوضح أن “مجلس الوزراء رحب بالخطة ودرسها من دون اتخاذ قرار رسمي، ما ساهم في تخفيف التوتر السياسي، خصوصاً بعد الأجواء الإيجابية التي نتجت عن تصريح منسوب إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري أعرب فيه عن ارتياحه لنتيجة الاجتماع”.

وأوضح أن الحكومة منحت الجيش فرصة تطبيق آلية جرد الأسلحة اليوم، وسيرفع قائد الجيش تقريرًا شهريًا عما تم إنجازه في هذا الصدد.

وخلص ريفي إلى أن الحكومة “حاولت عدم استفزاز الطرف الشيعي الذي رفض سابقاً الجدول الزمني للخطة، وهي حققت هدفها بقرارات مجلس الوزراء اليوم”.

وأعلن وزير الإعلام بول مرقص، مساء الجمعة، في مؤتمر صحفي أثناء قراءة قرارات مجلس الوزراء، أن مجلس الوزراء “أخذ علماً ورحب بخطة الجيش لمصادرة الأسلحة وقرر إبقاء محتواها واعتباراتها سرية”.

وأوضح ماركوس أن “الجيش سيعمل ضمن الإطار الذي حدد له في الاجتماع في الخامس من أغسطس/آب، وله الحق في إجراء تقييمات عملياتية، ولكن هناك أمور تتطلب وقتا إضافيا”.

وأضاف: “الجيش سيتولى التنفيذ، وسيرفع قائد الجيش رودولف هيكل تقريرا شهريا إلى مجلس الوزراء يوضح فيه آلية التنفيذ”. وتابع مرقس أن الجيش سيبدأ بتنفيذ الخطة بناء على الإمكانيات اللوجستية والمالية المتوفرة، أو كما وصفها قائد الجيش بـ«القيود».

قرار بشأن قيود الأسلحة

وفي الخامس من أغسطس/آب، أقر مجلس الوزراء “تقييد إمدادات الأسلحة” للدولة، بما في ذلك حزب الله، وأصدر تعليماته للجيش بوضع خطة لاستكمال هذا الإجراء في الشهر نفسه وتنفيذه قبل نهاية عام 2025.

وعقدت الحكومة اجتماعا اليوم لسماع خطة الجيش، إلا أن الوزراء الشيعة غادروا الاجتماع احتجاجا على مناقشة الحكومة لآلية الجيش في تنفيذ القرار.

وبحسب مراسل وكالة الأناضول، انسحب وزير المالية ياسين جابر، ووزيرة البيئة تمارا زين (حركة أمل)، ووزير الصحة راكان نصر الدين، ووزير العمل محمد حيدر (حزب الله)، ووزير التنمية الإدارية فادي مكي (مستقل).

وأشار إلى أن انسحاب الوزراء الشيعة الخمسة (من أصل 24 وزيراً) جاء بعد دخول قائد الجيش رودولف هيكل إلى الاجتماع لعرض خطته. وأكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم مراراً أن الحزب لن يسلم سلاحه حتى انسحاب إسرائيل من لبنان ووقف عدوانها عليه وإطلاق سراح الأسرى والبدء بإعادة الإعمار.

في 19 يونيو/حزيران، قدّم المبعوث الأمريكي توماس باراك اقتراحًا إلى الحكومة اللبنانية، دعا فيه إلى نزع سلاح حزب الله وحصر سيطرته بيد الدولة. في المقابل، تنسحب إسرائيل من خمسة مواقع حدودية في الجنوب، وتُخصّص أموالًا لإعادة إعمار المناطق التي دمّرتها الحرب الأخيرة.

في أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانًا على لبنان، والذي تصاعد إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024 قبل التوصل إلى اتفاق في نوفمبر 2024. وتواصل إسرائيل انتهاك الاتفاق وتواصل احتلال خمسة تلال احتلتها خلال الحرب.


شارك