أفضل 100 فيلم سياسي في تاريخ السينما المصرية.. تعرف على أول 10 أفلام بالقائمة من الكرنك لـ القاهرة 30

أعلن مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، برئاسة الناقد السينمائي أمير أباظة، نتائج استطلاع رأي لاختيار أفضل 100 فيلم سياسي في تاريخ السينما المصرية. وشارك في الاستطلاع، الذي شارك فيه 41 ناقدًا من مصر والعالم العربي، الناقدة ميرفت عمر، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما.
وأظهرت نتائج استطلاع أفضل عشرة أفلام سياسية تصدر فيلم «الكرنك» للقائمة، فيما جاءت بقية الأفلام على النحو التالي: «البريء»، «شيء من الخوف»، «إحنا ناس الأتوبيس»، «في بيتنا راجل»، «طيور الظلام»، «الإرهاب والكباب»، «العصفور»، «غروب وشروق»، و«القاهرة 30».
وشارك في الاستطلاع نخبة من صناع السينما والنقاد والصحفيين البارزين منهم: أحمد النجار، أحمد سعد الدين، أحمد رشوان، د. أشرف محمد، أمل ممدوح، انتصار دردير، باكينام قطامش، جمال عبد الناصر، خالد عبد العزيز، خالد محمود، سحر الجمل، صفاء الليثي، طارق الشناوي، عبد الكريم قدري، عبد الكريم واكريم، علي. الكشوتي، عماد يوسف، غادة عصفور، فايزة هنداوي، كاظم السلوم، محمد الشماع، محمد سلطان، محمد علال، محمد قناوي، محمود عبد الشكور، ميرفت عمر، د. منال رضوان، مهدي عباس، هاني الشيباني، هبة عادل وآخرون.
تأتي هذه المبادرة في إطار جهود المهرجان لتوثيق تاريخ السينما المصرية، وإبراز دور الأفلام السياسية التي تعالج القضايا الوطنية والاجتماعية، وتُشكّل وعي أجيال بأكملها. وستعلن إدارة المهرجان عن قائمة الأفلام المئة المتبقية في وقت لاحق.
يُعدّ الفيلم السياسي المصري من أهم أدوات التوثيق والتأريخ. فهو لا يقتصر على السرد الدرامي، بل يغوص في أعماق الواقع، كاشفًا عن مواضيعه الحساسة، لا سيما في لحظات الصراع بين الحرية والقمع. وقد خاضت عشرات الأعمال هذه المغامرة، لكن عشرة أفلام تميزت بتميزها في الذاكرة السينمائية والسياسية، واختيرت كأفضل الأفلام في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط.
1- الكرنك (1975)
صدر فيلم “الكرنك” عام ١٩٧٥، وهو مقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه للأديب العالمي الشهير نجيب محفوظ . كتب السيناريو والحوار ممدوح الليثي وأخرجه علي بدرخان . تدور أحداث الفيلم في ستينيات القرن الماضي، عندما يجتمع مجموعة من طلاب الجامعة المثقفين في مقهى “الكرنك”، ولكنهم يُسجنون بتهم ملفقة ويتعرضون لتعذيب قاسٍ وابتزاز. يواجهون محاولات لكسر إرادتهم ودمجهم في جهاز أمني لا يتردد في قمع المعارضة. الفيلم من بطولة سعاد حسني (زينب دياب)، نور الشريف (إسماعيل الشيخ)، محمد صبحي (حليم غالب)، كمال الشناوي (خالد صفوان)، شريف صبري، علي الشريف، وفريد شوقي . أثار الفيلم جدلاً واسعاً عند صدوره بسبب انتقاداته المباشرة لعصر سياسي معين، لكنه مع ذلك حقق نجاحاً كبيراً لدى الجماهير.
2- البريء (1986)
“البريء” فيلمٌ من إنتاج عام ١٩٨٦ للمخرج وحيد حامد وإخراج عاطف الطيب . تدور أحداثه حول أحمد سبع الليل ، شابٌّ بسيطٌ من الريف يؤدي خدمته العسكرية في قوات الأمن المركزي. لا يفقه شيئًا في السياسة، ولكنه يُستخدم لتنفيذ أوامر قمع السجناء السياسيين. تتوالى الأحداث سريعًا، حيث يُدرك تدريجيًا هول ما يُطلب منه. ينتهي الفيلم بمواجهةٍ دمويةٍ شهيرة، حُذفت مشاهدها الأخيرة لسنواتٍ طويلةٍ بسبب قرارٍ رقابي. من بطولة أحمد زكي (أحمد سبع الليل)، ومحمود عبد العزيز (المقدم توفيق شركس)، وأحمد راتب، وحسن حسني، وممدوح وافي . يُعدّ الفيلم علامةً فارقةً في السينما المصرية لتصويره مأساة استغلال السلطات للبسطاء.
3- شيء من الخوف (1969)
أُنتج فيلم “رجل من الخوف” عام ١٩٦٩، وهو مقتبس عن قصة قصيرة لثروت أباظة . اقتبس السيناريو صبري موسى ، وأخرجه حسين كمال . تدور أحداث الفيلم في قرية مصرية يحكمها الطاغية عتريس ، الذي يُرهب أهلها ويُعذّبهم، ويقرر الزواج قسرًا من فؤادة ، لكن الأخيرة ترفضه نكايةً في طغيانه. يلتزم أهل القرية الصمت في البداية، لكنهم في النهاية يتحدون لرفض هذا الظلم. الفيلم من بطولة شادية (فؤادة)، ومحمود مرسي (عتريس)، ويحيى شاهين (شيخ البلد)، وعبد الوارث عصر، وصلاح نظمي . يُعد مشهد “بطلان زواج عتريس من فؤادة” من أشهر المشاهد الرمزية في السينما المصرية، ويُعتبر تعبيرًا عن رفض الطغيان.
4- نحن أهل الحافلة (1979)
فيلم “إحنا بتع الأتوبيس” إنتاج عام ١٩٧٩ من تأليف جمال الغيطاني ، سيناريو وحوار سعد الدين وهبة ، وإخراج حسين كمال . القصة مستوحاة من أحداث حقيقية، وتحكي قصة شخصين عاديين يسافران على متن حافلة عامة. يدخلان في جدال مع السائق، ويُتهمان في محاكمة سياسية خطيرة. يُعتقلان ظلماً ويتعرضان لأقسى أنواع التعذيب والقمع. الفيلم من بطولة عادل إمام (شوقي)، عبد المنعم مدبولي (مرزوق)، سعيد صالح، جميل راتب، توفيق الدكن، ونجوى فؤاد . يُعد الفيلم من أكثر الأعمال وحشية التي كشفت عن آليات القمع في مصر قبل ثورة يوليو.
5- هناك رجل في بيتنا (1961)
تم إنتاج فيلم رجل في بيتنا عام 1961، استنادًا إلى رواية إحسان عبد القدوس ، وسيناريو يوسف جوهر وإخراج بركات . تدور القصة حول المناضل إبراهيم حمدي ، المتورط في اغتيال مسؤول بريطاني تعاون مع الاحتلال. يلاحقه البوليس السياسي، فيلجأ إلى منزل عائلة مصرية، حيث يعيش مختبئًا. يؤثر وجوده في المنزل على أفراد الأسرة ويغير حياتهم، حيث تتصاعد الأحداث بين الولاء للوطن وتهديد الاضطهاد. قام ببطولته عمر الشريف (إبراهيم حمدي)، زبيدة ثروت، رشدي أباظة، حسين رياض، أمينة رزق وصلاح ذو الفقار . اعتبر الفيلم تجسيدًا ملهمًا لروح المقاومة الوطنية.
6- طيور الظلام (1995)
طيور الظلام هو فيلم عام 1995 من تأليف وإخراج شريف عرفة . يصور الفيلم صراعًا سياسيًا واجتماعيًا من خلال قصص ثلاثة محامين: الانتهازي فتحي نوفل الذي يتسلق سلم السلطة، وعلي الزناتي الذي يستخدم الدين لتحقيق مصالحه، والمثالي فتحي سرحان الذي يحاول البقاء وفياً لمبادئه. يرسم الفيلم صورة نقدية للمجتمع المصري في التسعينيات، الذي كان غارقًا في الفساد والاستغلال الديني وصراعات السلطة. الفيلم من بطولة عادل إمام (فتحي نوفل)، ويسرا (هدى، زوجة الزناتي)، وجميل راتب (رجل الأعمال عزام)، وأحمد راتب، ورياض الخولي، ورياض عاطف ، ويعتبر الفيلم من أهم الأعمال التي قدمت إسقاطات سياسية جريئة بلغة كوميدية ذكية.
7- الإرهاب والكباب (1992)
“الإرهاب والكباب” فيلمٌ من إخراج وحيد حامد وإخراج شريف عرفة عام ١٩٩٢. تدور أحداثه في مبنى بميدان التحرير، حيث يرغب المواطن أحمد فتح الباب في اصطحاب أطفاله إلى المدرسة، لكنه يضيع في متاهة البيروقراطية المصرية. تتطور الأحداث تدريجيًا إلى حالة احتجاز رهائن، ويُصنّف المواطن خطأً بأنه إرهابي. ينتقد الفيلم بسخرية فساد الجهاز الإداري وتعقيده. بطولة عادل إمام (أحمد فتح الباب)، يسرا (الموظفة سامية)، كمال الشناوي، أشرف عبد الباقي، أحمد راتب، ولطفي لبيب . ورغم طابعه الكوميدي، إلا أن الفيلم ينقل رسالة سياسية عميقة حول معاناة المواطنين في ظل البيروقراطية.
8- العصفور (1972)
صدر فيلم “العصفور” عام ١٩٧٤، من إخراج يوسف شاهين ، وشاركت في كتابته لطيفة الزيات. يُعد الفيلم من أهم الأعمال التي تناولت الأسباب الداخلية لهزيمة يونيو ١٩٦٧، إذ يكشف عن الفساد والمحسوبية وسوء الإدارة التي أدت إلى الانهيار. تدور الأحداث حول صحفي شاب وضابط شرطة يلتقيان أثناء التحقيق في قضايا الفساد، وتتشابك الأحداث مع قصص شعبية تلامس هموم الناس. قام ببطولته محمود المليجي، ومحسنة توفيق، وعلي الشريف، وصلاح قابيل، وعبد العزيز مخيون . ورغم أن الفيلم لم يحقق نجاحًا تجاريًا عند عرضه، إلا أنه أصبح فيما بعد وثيقة سياسية بصرية للنقد والتحليل.
9- غروب وشروق الشمس (1970)
أُنتج فيلم “غروب وشروق” عام ١٩٧٠، مقتبسًا عن قصة لجمال حمد ، وتأليف رأفت الميهي ، وإخراج كمال الشيخ . يروي الفيلم قصة ضابط شرطة، في السنوات التي سبقت ثورة يوليو، يُوَقَّع عليه من قِبَل زوجته، ويُورَّط في شبكة من الفساد السياسي والأمني. تكشف الأحداث عن الصراعات بين الأجهزة الأمنية والأحزاب السياسية في ذلك الوقت. الفيلم من بطولة سعاد حسني، ورشدي أباظة، وصلاح ذو الفقار، ومحمود المليجي، وأمل زايد، ويُعتبر انعكاسًا دراميًا جريئًا لحقبة ما قبل سقوط النظام الملكي.
10- القاهرة 30 (1966)
أُنتج فيلم “القاهرة 30” عام 1966، مقتبسًا من رواية “القاهرة الجديدة” لنجيب محفوظ . كتب السيناريو والحوار ممدوح الليثي ، وأخرجه صلاح أبو سيف . تدور أحداثه في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما تُجبر الشابة إحسان شحاتة على الزواج من سياسي نافذ مقابل مساعدة حبيبها الفقير في الحصول على وظيفة. تتطور العلاقة إلى مأساة إنسانية تكشف فساد الطبقة السياسية والاجتماعية في ذلك الوقت. الفيلم من بطولة سعاد حسني (إحسان شحاتة)، وأحمد مظهر، وحمدي أحمد، وعبد المنعم إبراهيم، وصلاح قابيل . يُعد الفيلم، بفضل واقعيته القاسية وتصويره الصادم للمجتمع، من أعظم كلاسيكيات السينما المصرية.