مصنعون: استثمارات الصين وتركيا دفعت الحكومة لزيادة أسعار الأراضي الصناعية

منذ 2 ساعات
مصنعون: استثمارات الصين وتركيا دفعت الحكومة لزيادة أسعار الأراضي الصناعية

– شيماء عليبة: تقديم الإعفاء من الدفع سيخفف من تأثير الزيادات. الباهي: في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج الصناعي فإن ذلك له آثار سلبية. – مهندس: إنه أمر مبالغ فيه ويهدد مستقبل القطاع الصناعي.

يعتقد بعض المصنّعين أن زيادة إقبال المستثمرين الأجانب، وخاصةً من الصين وتركيا، على الاستثمار الصناعي في مصر دفعت الحكومة إلى رفع أسعار الأراضي الصناعية. وبينما يرى البعض أن الزيادات الجديدة في الأسعار لن تؤثر على جاذبية الاستثمار الصناعي في ظل الإعفاءات الحكومية، يخشى آخرون من تداعيات سلبية في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج في صناعات أخرى.في 18 أغسطس/آب، أصدر رئيس الوزراء قرارًا برفع أسعار الأراضي الصناعية – المملوكة والمستأجرة – بنسب تتراوح بين 10% و20% في المتوسط، وفي بعض المناطق تتجاوز 100%. وستُطبق الأسعار الجديدة لمدة عام واحد، بدءًا من يوليو/تموز 2025.وأوضح حسن مبروك، عضو قسم الهندسة الميكانيكية بجمعية الصناعات المصرية، أن ارتفاع أسعار الأراضي الصناعية جاء نتيجة زيادة الطلب وقلة المعروض.وأضاف مبروك، في تصريحات لـ«الشروق»، أن زيادة الطلب على الأراضي الصناعية جاءت نتيجة زيادة استثمارات الأجانب، خاصة الصينيين والأتراك، في القطاع الصناعي، بعد نقل مصانعهم إلى مصر للتغلب على تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بلادهم.في ظل القرار الأمريكي بفرض رسوم جمركية على دول العالم، يتوقع العديد من الخبراء أن تجذب مصر استثمارات صناعية من الدول الخاضعة لهذه الرسوم، حيث سيخلق ذلك فرصة لتصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة برسوم جمركية أقل.أكد مبروك أن ارتفاع أسعار الأراضي الصناعية لن يؤثر على جاذبية الاستثمار الصناعي في مصر، لا سيما أن ارتفاع أسعار الأراضي يتحمله المستهلكون في النهاية، لا المستثمرون. كما أن فارق سعر الصرف يجعل الأراضي من أكثر أنواع العقارات المتاحة للمستثمرين الأجانب.أكد محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسيجية، أن ارتفاع أسعار الأراضي الصناعية حاليًا لا يُشكل تحديًا للمستثمرين الصناعيين، إلا أن توافر الأراضي يُعدّ الأهم، لا سيما في ظل ارتفاع الطلب وقلة المعروض.وأشار المرشدي إلى أن نقص الأراضي الصناعية كان السبب الرئيسي في الأعباء على الصناعيين، إلا أن الأسعار بقيت في حدود المعقول بفضل تسهيلات الحكومة في طرق الدفع.سعت وزارة الصناعة مؤخرًا إلى معالجة مشكلة تسعير الأراضي الصناعية من خلال زيادة عدد قطع الأراضي الصناعية المعروضة على المصنّعين عبر منصة “صناعة مصر” الإلكترونية. وأعلنت الوزارة مؤخرًا عن طرح الأراضي الصناعية الحادي عشر، والذي يضم 1386 قطعة أرض صناعية في 23 محافظة. أكدت عضو مجلس إدارة الصناعات الهندسية شيماء عليبة، أن ارتفاع أسعار الأراضي الصناعية سيشكل ضغوطاً على المستثمرين الصناعيين، وخاصة المستثمرين المحليين، وبشكل خاص أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.ودعا عليبا إلى خفض أسعار الفائدة وإعفاء الدفعات لتمكين المصنعين من تحمل تكلفة الأرض “التي يجب تأمينها بالكامل”، خاصة وأن الضغط على مستثمري الصناعة أقل من ارتفاع الأسعار من عدم توفر الأراضي المضمونة، ما يؤدي إلى عبء مالي أكبر من سعر شراء الأرض.يرى محمد البهي، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، أن زيادة إقبال المستثمرين الأجانب على الصناعة المصرية لا ينبغي أن تدفع الحكومة إلى رفع أسعار الأراضي. “بل ينبغي أن تقدم لهم حوافز بخفض أسعار الأراضي لتشجيعهم على نقل مصانعهم من بلدانهم إلى مصر، إذ إن فرض الرسوم الجمركية سيكون له تداعيات سلبية”.وأضاف الباهي أن ارتفاع أسعار الأراضي الصناعية سيؤثر سلبًا على المُصنّعين، لا سيما مع ارتفاع تكاليف المنتجات الصناعية الأخرى كالمياه والكهرباء والوقود، مما سيدفع الكثيرين إلى نقل مصانعهم، لا سيما إلى الدول المجاورة التي توفر جزءًا من الأراضي الصناعية.قال رئيس قسم الهندسة الميكانيكية محمد المهندس إن الارتفاع المبالغ فيه لأسعار الأراضي الصناعية يهدد مستقبل الاستثمارات الصناعية حيث يواجه المصنعون تحديات بسبب ارتفاع تكاليف التصنيع.وتابع المهندس: “حتى لو وافق المصنعون على زيادة الأسعار الجديدة، سيواجهون تحديات بسبب الشروط المجحفة التي تفرضها الحكومة على استملاك الأراضي”. وحثّ الحكومة على تسهيل حجز الأراضي بعد زيادة الأسعار لدعم القطاع الصناعي والمصنعين.


شارك