تقرير – جوارديولا.. من عبقرية التكتيك إلى فوضى «الفلسفة الزائدة» في مانشستر سيتي

منذ 2 ساعات
تقرير – جوارديولا.. من عبقرية التكتيك إلى فوضى «الفلسفة الزائدة» في مانشستر سيتي

ليس هناك شك في أن بيب جوارديولا هو أحد أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم الحديثة، حيث أحدث ثورة في فلسفة اللعب وأعاد تعريف مفاهيم الاستحواذ والضغط العالي.

لكن مانشستر سيتي شهد هذا الموسم تراجعا كبيرا في الأداء والنتائج، ما أثار الشكوك حول قدرة الفيلسوف الإسباني على مواصلة إلهام فريقه بعد تسع سنوات متتالية على رأس ملعب الاتحاد.

الكثير من الفلسفة أم القليل من المرونة؟

وتعرض جوارديولا لانتقادات شديدة هذا الموسم، خاصة بسبب تجاربه التكتيكية المبالغ فيها والتشكيلة المبالغ فيها، وهو ما أدى إلى زعزعة استقرار الفريق.

ولكن حتى الآن لم يتم الاستفادة الكاملة من المجندين الجدد، في حين يعاني الدفاع من فجوات كبيرة ويفتقر الهجوم إلى هوية هجومية متسقة، على عكس السنوات السابقة.

الإرهاق العقلي بعد 9 مواسم

يذكر أن غوارديولا اعتمد في السابق على مبدأ “الدورات القصيرة” وقضى أربعة مواسم فقط في نادي برشلونة، ثم أخذ قسطاً من الراحة قبل أن يلعب ثلاثة مواسم في نادي بايرن ميونخ قبل أن يعتزل مجدداً.

لكن في مانشستر سيتي، كسر هذه القاعدة واستمر في العمل لمدة تسع سنوات متتالية، مما أدى على الأرجح إلى إرهاق ذهني أثر على قراراته الفنية وأداء لاعبيه.

عدم التوازن بين الهجوم والدفاع

الفريق الذي اعتاد السيطرة الكاملة على الملعب بفضل التمريرات الدقيقة والحركات المدروسة أظهر الآن ضعفاً غير مسبوق في الدفاع، مع تغطية ضعيفة على الأجنحة وغياب الضغط التدريجي الذي ميز السيتي في السنوات الأخيرة.

في المقابل، أصبح الهجوم يعتمد بشكل متزايد على الحلول الفردية بدلًا من النهج الجماعي، لا سيما بسبب غياب الانسجام بين خطي الوسط والهجوم. كل هذا أدى إلى فقدان الفريق لهويته الهجومية المعهودة، والتي جعلته قوةً هائلةً في إنجلترا وأوروبا.

العوامل الشخصية تلقي بظلالها

لا ينبغي إغفال الجانب الإنساني أيضًا. فوفقًا لتقارير صحفية، انفصل غوارديولا مؤخرًا عن زوجته. ولعلّ ذلك كان له تأثير نفسي غير مباشر على تركيزه وأدائه المهني، لا سيما وأن كرة القدم أصبحت أكثر قسوة من أي وقت مضى، ولا تتسامح مع لحظات التشتت.

المستقبل على المحك

ربما لا يكمن الحل في الرحيل الفوري عن مانشستر سيتي، لكن ربما يتعين على جوارديولا إعادة تنظيم صفوفه وإيجاد التوازن بين فلسفته الخاصة والاحتياجات العملية للفريق، أو حتى التفكير جديا في أخذ قسط من الراحة، كما فعل في مناصب سابقة.

السؤال الأهم: هل انتهى عصر “بيب مع السيتي” أم سيجد الفيلسوف وصفته السحرية للعودة؟


شارك