تسارع معدل الانكماش في القطاع الخاص غير المنتج للنفط خلال أغسطس الماضي

انخفاض النشاط والطلبات الواردة للشهر السادس على التوالي انخفاض التضخم في تكاليف المدخلات إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر
انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز لمديري المشتريات (PMI) المصري للقطاع الخاص خارج قطاع النفط إلى 49.2 نقطة في أغسطس، منخفضًا من 49.5 نقطة في يوليو. ويشير هذا إلى تدهور في ظروف العمل للشركات خارج قطاع النفط. ومع ذلك، ووفقًا للتقرير الشهري للمؤسسة الصادر اليوم، كان التدهور أقل حدة من متوسط المسح البالغ 48.2 نقطة.أشار المؤشر إلى أن الشركات خفضت إنتاجها في ظل ضعف الطلب، وأن النتائج الأخيرة رافقها انخفاض في ضغوط التكلفة. وأضاف أن تضخم أسعار مستلزمات الإنتاج كان من بين أدنى مستوياته في أربع سنوات ونصف، مما ساهم، إلى جانب الارتفاع السريع في أسعار البيع، في تخفيف الضغط على هوامش الربح. وبحسب التقرير، سجلت الشركات انخفاضًا في حجم الإنتاج والطلبات الجديدة. وانخفض الإنتاج بشكل معتدل للشهر السادس على التوالي، مما يعكس تباطؤ النشاط في جميع القطاعات. تشير الدراسة إلى أن التباطؤ الاقتصادي مرتبط بضعف طلب المستهلكين، مدفوعًا بضعف الاقتصاد والمخاوف من استمرار التضخم. ووجدت أن انخفاض الإنتاج والطلبات الجديدة تسارع على أساس شهري، لكنه ظل أبطأ من المتوسط طويل الأجل.أظهر التقرير انخفاض أحجام شراء مستلزمات الإنتاج للشهر السادس على التوالي في أغسطس، نتيجةً لتوخي الشركات الحذر في قراراتها الشرائية. كما انخفضت المخزونات، مما ساهم في تقصير متوسط أوقات التسليم لأول مرة منذ مارس.في المقابل، ارتفع معدل التوظيف للشهر الثاني على التوالي في أغسطس، حيث أفادت الشركات بزيادة التوظيف لتعزيز الطاقة الإنتاجية ودعم استكمال المتأخرات. ومع ذلك، ظل إجمالي الزيادة في القوى العاملة هامشيًا.فيما يتعلق بالأسعار، يشير التقرير إلى انخفاض ملحوظ في ضغوط التكاليف على عوامل الإنتاج. وارتفعت تكاليف التشغيل الإجمالية بأبطأ وتيرة لها منذ مارس، مسجلةً أقل زيادة لها في أربع سنوات ونصف. وعزت الشركات ارتفاع أسعار الواردات وزيادة الأجور إلى ارتفاع التكاليف، رغم أن زيادات الرواتب كانت تهدف إلى مساعدة العمال على مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.أظهر التقرير أن أسعار منتجات وخدمات الأعمال ارتفعت بأعلى وتيرة منذ مايو، مما قلّص الفجوة بين تضخم المدخلات والمخرجات إلى أدنى مستوى لها في خمسة أشهر. ويشير هذا إلى أن الشركات كانت في وضع أفضل لدعم هوامش أرباحها في أغسطس. وقال ديفيد أوين، كبير الاقتصاديين في ستاندرد آند بورز، إن ظروف الأعمال في مصر تدهورت في أغسطس/آب، على الرغم من أن معدل الانكماش كان ضعيفا نسبيا مقارنة بالمتوسطات التاريخية.وأضاف أن معدل التوظيف ارتفع للشهر الثاني على التوالي بعد انخفاضه في النصف الأول من العام. إلا أن الزيادة كانت متواضعة، إذ لا تزال الشركات مترددة بشأن عمليات الاستحواذ الجديدة، لا سيما في ظل ضعف الثقة بتوقعات العام المقبل. وأوضح أن الضغوط التضخمية المستمرة في الأشهر الأخيرة أثرت بشكل كبير على مبيعات الشركات وتوقعاتها الإنتاجية. ورغم انخفاض معدل التضخم الرسمي لأسعار المستهلك عن مستواه في عام ٢٠٢٤، إلا أنه ظل مرتفعًا عند ١٣.٩٪ في يوليو. وأشار إلى أن ضغوط التكاليف على الشركات بلغت أدنى مستوياتها منذ أوائل عام ٢٠٢١. وفي حال استمرار هذا الاتجاه وانتقاله إلى العملاء من خلال انخفاض الأسعار، فقد تشهد الشركات انتعاشًا في طلب العملاء.