بقايا “كواكب فاشلة”.. اكتشاف كتل غامضة في باطن المريخ “صور”

منذ 3 ساعات
بقايا “كواكب فاشلة”.. اكتشاف كتل غامضة في باطن المريخ “صور”

كشفت بيانات الزلازل التي جمعتها مركبة إنسايت التابعة لوكالة ناسا عن عشرات الكتل الغامضة في وشاح الكوكب الأحمر، والتي من المحتمل أنها كانت نتيجة لاصطدامات عنيفة حدثت منذ حوالي 4.5 مليار سنة.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الهياكل الضخمة الناتجة عن الاصطدام، والتي ربما تشمل بقايا “الكواكب الأولية” القديمة، ربما تكون مدفونة عميقًا في سطح المريخ منذ تكوين النظام الشمسي.

في دراسة نُشرت في مجلة ساينس نهاية أغسطس، حلل باحثون بيانات من بيانات الزلازل المريخية التي جمعتها مركبة إنسايت بين عامي 2018 و2022. وسجّل الباحثون زلازل ناجمة عن حجب الغبار للألواح الشمسية. ومن خلال دراسة اهتزازات هذه الزلازل عبر وشاح المريخ، اكتشف الفريق مناطق لم تُرصد سابقًا ذات كثافة أعلى بكثير من كثافة الصخور المحيطة بها.

قال الباحث الرئيسي كونستانتينوس شارالامبوس من إمبريال كوليدج لندن لوكالة ناسا: “لم نرَ من قبل باطن كوكب بهذه الدقة والوضوح. ما نراه هو وشاح مليء بشظايا قديمة”.

تمكن العلماء من تحديد العشرات من الهياكل المحتملة، بعضها يصل عرضه إلى 4 كيلومترات، على أعماق مختلفة في وشاح المريخ، الذي يمتد حوالي 1550 كيلومترًا ويصل إلى درجات حرارة تصل إلى 1500 درجة مئوية.

يعتقد الباحثون أن هذه البُنى تشكّلت نتيجة اصطدامات مع المريخ في بدايات النظام الشمسي. وربما كان بعضها كواكب أولية كان من الممكن أن تتطور إلى كواكب كاملة لو بقيت سليمة.

وتشير الطريقة التي تم بها اكتشاف هذه الهياكل إلى أن بعض الإشارات الزلزالية استغرقت وقتًا أطول لاختراق أجزاء معينة من الوشاح، مما يشير إلى وجود مناطق أكثر كثافة من الصخور المحيطة التي لم تتشكل هناك في الأصل.

تجدر الإشارة إلى أن المريخ كوكب ذو صفيحة واحدة فقط، على عكس الأرض التي تتحرك صفائحها التكتونية. هذا يحافظ على استقرار وشاحه ويحفظ عناصره القديمة. لذا، تشير الكتل المكتشفة إلى أن باطن المريخ أقل نشاطًا بكثير من باطن الأرض.

وأوضح شارالامبوس أن “بقاء هذه العناصر حتى يومنا هذا يشير إلى أن غلاف المريخ تطور ببطء على مدى مليارات السنين، في حين أن هذه العناصر ربما اختفت على الأرض”.

تحدث الزلازل على المريخ نتيجةً لانهيارات أرضية، أو تشققات صخرية، أو اصطدامات نيازك. وقد ساهمت هذه الهزات في اكتشاف أجسام خفية أخرى، مثل المحيط الجوفي الشاسع الذي اكتُشف العام الماضي.

خلال مهمتها التي استمرت قرابة أربع سنوات، سجلت مركبة إنسايت 1319 زلزالا على المريخ، مما سمح للعلماء برسم خريطة دقيقة للجزء الداخلي من الكوكب.


شارك